ربما يكون المنتخب الإسباني هو بطل أوروبا والعالم في السنوات الأربع الأخيرة، لكن مباراته مع نظيره الفرنسي في ربع نهائي يورو 2012 هي التي ستحدد ما إذا كان تتويجه السابق سببه عدم مواجهة الديوك في تلك البطولتين. ووجهة النظر الأخيرة تلك لا تقف على أرض لينة، من واقع أن المنتخب الإسباني فشل في تحقيق أي فوز على نظيره الفرنسي في خلال ست مواجهات رسمية بينهما، انتهت جميعها بفوز الفريق الأزرق إلا واحدة انتهت بالتعادل. تكتيكيا، يلعب الفريقان بنفس الطريقة تقريبا 4-3-3، ويبدو واضحا أن المدربين فيسنتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا ولوران بلان مدرب فرنسا "اقتبسا" طريقة اللعب بمشتقاتها من برشلونة. فديل بوسكي يلعب بطريقة 4-3-3 مشابهة تماما لما يلعب به برشلونة، لكن مع تغيير جوهري واحد هو إشراك تشابي ألونسو لاعب وسط ريال مدريد بدلا من سيسك فابريغاس، الذي يشارك تحت قيادة مدرب "لا روخا" في مركز المهاجم الخفي False nine، وهي أيضا النظرية المأخوذة عن بيب غوارديولا المدير الفني الراحل عن البرسا. وعندما يتطلب الأمر وجود رأس حربة حقيقي، فإن فابريغاس يغادر التشكيلة الأساسية، ويشارك بدلا منه فرناندو توريس، الذي أثبت نفسه في مباراة واحدة أمام أيرلندا وأحرز هدفين، لكنه لم ينجح في ذلك أمام إيطاليا أو كرواتيا. وفي النهاية فإن من يشغل هذا المركز هو هداف الفريق بأربعة أهداف، مقسمين بالتساوي على اللاعبين. ويعتمد "لا روخا" في صناعة الفرص وتشكيل الخطورة على مرمى منافسيه على الثلاثي تشافي وإنييستا وسيلفا، وهو الثلاثي الأفضل أداء وديناميكية خلال المباريات الثلاث للفريق، وليست صدفة أبدا أن يصنع سيلفا وإنييستا 4 أهداف من الستة الذي أحرزهم الفريق في دور المجموعات. أما على الجانب الفرنسي، فإن بلان يبدو وكأنه متأثر بشدة بطريقة برشلونة التي يحاول مضاهاتها هو الآخر على أمل صناعة جيل ذهبي جديد، فيلعب بنفس النموذج الكاتالوني من طريقة 4-3-3، فيلعب لاسانا ديارا لاعب وسط ريال مدريد في مركز لاعب الوسط المدافع، ومعه يان مفيلا ويوان كاباي، وفي الأمام يلعب بسمير نصري على اليمين وريبيري على اليسار وبينهما كريم بنزيمة مهاجم الفريق الملكي. بل أن بلان يبالغ في "تقليد" برشلونة عندما يلعب ببنزيمة كمهاجم خفي في بعض الأحيان، كما كان الحال أمام أوكرانيا وهي التجربة التي حققت نجاحا كبيرا وشهدت الفوز الوحيد للفرنسيين في البطولة وصنع خلالها بنزيمة هدفي فريقه. وكما هو الحال في إسبانيا، يعتمد بلان على الثلاثي الهجومي لصناعة الفرص وتشكيل الخطورة على مرمى المنافسين، حيث صنع بنزيمة هدفين وريبيري الثالث، لكن الفارق أن مركز رأس الحربة لم يسجل أهدافا حتى الآن. على الورق، الحسابات التكتيكية متساوية تقريبا من حيث الخطة وطريقة اللعب، لكن يبقى الفارق واضحا بين قدرات لاعبي إسبانيا وقدرات الفرنسيين، فهل تنحاز النتيجة إلى الأمر الواقع، أم أن كرة القدم ستفاجئنا من جديد؟ محمد سيف - يوروسبورت عربية
يعتبر صدام إسبانياوفرنسا هو أول مواجهة كلاسيكية حقيقية في النصف الثاني من يورو 2012 المقامة بأوكرانيا وبولندا، وأول أدوار خروج المغلوب في البطولة. وبالرغم من أن المنتخب الإسباني هو المرشح الأول للحفاظ على اللقب الذي ناله في 2008، فإن الأرقام لا تعترف بالأفضلية الإسبانية عندما يصطدم بمنتخب الديوك صاحب الأداء المتذبذب بشكل عام وفي البطولة بشكل خاص. ورغم امتلاك "لا روخا" لسجل إيجابي ضد فرنسا في مجموع اللقاءات بينهما (بواقع 13 انتصارا لاسبانيا و11 لفرنسا في 30 مباراة)، فإن الإسبان لم يحققوا أي فوز على الفرنسيين في مباراة رسمية بعدما خسروا خمس مرات وتعادلوا مرة واحدة في ست مباريات! ولم تخسر إسبانيا مباراة رسمية منذ خسارتها أمام سويسرا في مباراتها الأولى بكأس العالم 2010، حيث خاضت 17 مباراة رسمية حققت فيها 16 انتصارا. وإذا كان المنتخب الإسباني يعرف بهجومه الكاسح، فإن سجله الدفاعي مبهر أيضا، حيث تلقت شباك الفريق ثمانية أهداف فقط خلال مبارياته ال17 الأخيرة. ففي آخر 13 مباراة في كأس العالم وبطولة أوروبا تلقت شباكها ثلاثة أهداف فقط، بينما خرجت بشباك نظيفة في المباريات العشر الأخرى. لكن من المؤشرات التي تصب في صالح المنتخب الفرنسي أنه كان آخر فريق هز شباك اسبانيا أكثر من مرة خلال مباراة واحدة في نهائيات كبرى 3-1 في كأس العالم 2006 بألمانيا. وتوضح الأرقام المشكلة الأبرز في الفريق الفرنسي خلال البطولات الكبرى، فالديوك لم تسجل سوى 8 أهداف في آخر 12 مباراة، ولم تسجل أكثر من هدف واحد إلا في مباراة أوكرانيا بدور المجموعات. وبالرغم من أن آخر مباريات الفريق الفرنسي انتهت بسقوطه في فخ الخسارة أمام السويد، إلا أنها كانت الخسارة الأولى في 23 مباراة متتالية، ونجح الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه 14 مرة خلال تلك الفترة.