قال الرئيس السابق لديوان الرئاسة الفلسطينية، الذي تم إعفاءه أخيراً من منصبه بعد توصيات من لجنة التحقيق الخاصة والتي تشكلت للبحث فيما بات يعرف بقضية رفيق الحسيني؛ إنه تعرض ل"مؤامرة ومكيدة" باستدراجه إلى بيت فيه سيدتين، وذلك بعد رفضه للابتزاز وتصديه للفساد. وجاءت تصريحات د. رفيق الحسيني، الرئيس السابق لديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال حوار في برنامج "ضيف وحوار" مع عبدالحفيظ جعوان وبثته قناة العربية الخميس 8-4-2010. وجاء قرار عباس بعد أن قدمت لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس الفلسطيني تقريرها إليه في ضوء ما نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية من قضايا أخلاقية ضد الحسيني أثارها ضابط سابق في المخابرات الفلسطينية يدعى فهمي شبانة. وأشاد عباس بالحسيني في رسالة الإعفاء بالأداء المتميز طوال فترة عمله رئيساً لديوان الرئاسة، وقال "إنني لم أجد في تقرير اللجنة ما يشير إلى استغلال موقعكم في الوظيفة العامة لتحقيق منافع شخصية أو ابتزازات من أي نوع كان". إعفاء رغم البراءة وبرر الحسيني قرار عباس بإعفائه من منصبه رغم أن اللجنة برأته من التهم الموجهة إليه، قائلاً "أعتبر أن البراءة هي الأهم" وقرار اللجنة "جاء بناء على رأيها في أن الحسنيي وقع في أخطاء شخصية خارج العمل". واعتبر الحسيني أن ما حصل "كان مكيدة ومؤامرة تستهدف رئيس ديوان الرئاسة وليس رفيق الحسيني"، معتبراً أن الهدف مما جرى هو "نوع من الابتزاز السياسي والمادي والإداري". وأضح "أن قرار إعفائي من مهامي لن يثنيني عن حقي في الملاحقة القانونية لأولئك الذين ارتكبوا فعلتهم الشائنة، وأساؤوا لسمعتي وعائلتي". وأشار الحسيني إلى حقوقه الشخصية والقانونية بسبب التجسس عليه دون إذن ودون دعائم قانونية. تسجيلات مفبركة وقال رفيق الحسيني إن صور الفيديو المصورة "مفبركة" وتم تركيبها، وأكد أن التسجيلات الأساسية لا تعطي الصورة التي نقلها تلفزيون القناة العاشرة. وكانت قناة تلفزيونية إسرائيلية بثت شريط فيديو صوره خلسة في 2008 الضابط السابق في المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة يظهر فيه الحسيني عارياً في منزل امرأة. وأوضح أنه تعرض "لمكيدة ومؤامرة وتم استدراجي إلى بيت مع سيدتين كل واحدة منهما فوق الخمسين عاماً وادعى فهمي شبانة أن إحداهن كانت تطلب توظيفاً وتراجع عنه فيما بعد، ولكن التلفزيون الإسرائيلي أذاع ذلك." وقال إن "إحدى السيدتين، وهي مالكة البيت التي اشتركت في عملية التصوير، قالت إن لديها مشكلة عائلية بين أزواج البنات وإنها تحتاج إلى حل". وأشار الحسيني إلى تزوير في التواريخ التي تظهر على الشريط، فبعضها تشير إلى الفترة التي كان موجوداً فيها بدولة الكويت. وأشار أيضاً إلى أن "الشبح" في شريط التسجيل، وهو الشخص الذي يدخل إلى "غرفة النوم وبسرعة البرق" وقال "بعد التحليل تبين أن هذا الشخص لا يمت لي بصلة وهو شخص مدبلج لإظهار أن امرأة توجد في البيت الذي كنت فيه". وأشار إلى عمليات تقطيع وتركيب ظهرت اعتماداً على النتائج التي توصل إليها "فريق من الخبراء في الإنتاج التلفزيوني الذين شهدوا أمام اللجنة وأثبتوا لهم وجود دبلجة في الصوت والصورة". توقيت النشر وقال الحسيني إن القضية تعود إلى أكثر من عام ونصف، إلا أن إسرائيل آثرت عرض الفيلم في توقيت معين بهدف "الضغط على الرئيس عباس وموقفه القوي الرافض للتفاوض مع إسرائيل". وقال إنه "رفض الابتزاز"، معتبراً أنه تعرض لهذا الحادث بسبب منصبه في الديوان الرئاسي وتصديه للفساد واستلامه ملف القدس بعد رحيل فيصل الحسيني. وقال "أخرجوني من موقعي لأنني تصديت للفساد والتجاوزات". وأوضح "تصادمت مع عدد من الشخصيات الفلسطينية التي لها أجندات مختلفة عن أجندة الرئيس". وأضاف "توجد بؤر فساد في جهاز المخابرات الفلسطيني وأهمها البؤرة الموجودة في القدس"، مشيراً إلى سقوط عدد من عناصر المخابرات الفلسطينية في يد "الشاباك الإسرائيلي".