شهرين تكفي لاستعادة الانفاس وعودة الروح اضافة إلى انهم لم يفرطوا بشي حتى وهم يذهبون لاتفاقية هدنة" هكذا برر احد السياسيين عودة قضية صعده إلى الواجهة من جديد .. وتابع : لم يتغير شي ، فالمخازن ما زالت مملوءة بالاسلحة والرجال نزلوا من الجبال ليعودوا اليها بزخم اكبر ، بعد ان يتفقدون احوال اسرهم وياخذون ما يلزمهم لإعادة التمترس في ظل غياب حقيقي لمفهوم الدولة هناك يصبح الحوثي وجماعته هم الاكثر حظوة .. وسطوة على السواء .. غالبية المواقع لم تسلم للدولة ، ناهيك عن الاسلحة والالغام التي اخرج الحوثيون عينات منها فقط ، ليعودو لزرعها من جديد.. الوضع هناك مختلف تماما عن ما يدور في وسائل الاعلام ، الحوثيون واتباعهم يسيطرون على الحياة اليومية ويحاولون ان يشكلوا "خصوصيتهم" ويعممون منهجهم وخطابهم التعليمي والسياسي.. انهم يسعون الى عزل صعده ! وسخر قائلاً : مخطئ من يعتقد ان تنظيم "جهادي" منظم ولديه معتقداته التي لا يجادل حولها سيرضخ بكل سهولة لاتفاقيات أو عهود.. هكذا تحدث احد الخبراء عن بوادر الحرب السابعة التي تنتظر البلاد ..
وفي آخر تطورات التوتر الحاصل في صعده نفى الحوثيون في اليمن ما أعلنته الحكومة من أنهم قتلوا جندياً في معقلهم بصعدة، في خرقٍ جديد لهدنة أنهت صراعاً امتد لأشهر مع السلطات. وقال الحوثيون في موقعهم على الانترنت، إن الجندي نمران سليمان جابر هدشان المكلف حراسة أحد نواب البرلمان اليمني، «سقط في بئر قبل عشرين يوماً تقريباً وتوفي إثر ذلك السقوط». وأضافوا ليس «لنا بالمذكور أي تدخل، ولا علاقة بما حدث له من قريب ولا من بعيد»، وذلك في ردٍ على الاتهامات التي وجهها إليهم مسؤولو أمن يمنيون اتهموهم بقتل الجندي وإلقاء جثته في بئر. وفي السياق، جدّد اليمن الأحد التعهد باستمرار السلام في صعدة، قائلاً إنه لا عودة لحرب سابعة، إذا التزم الحوثيون بالنقاط الست التي أوقفت الجولة السادسة من الحرب التي خلفت آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين على مدى ست سنوات.
إلى ذلك، اتهم قيادي من جماعة الحوثيين السلطات اليمنية الترتيب لحرب قادمة وذلك بالتنصل على معالجة مخلفات الحروب ال6 في محافظة صعدة، وقال ممثل الحوثيين في اتفاق الدوحة بين الحكومة والحوثيين صالح هبرة إن حل قضية صعدة ليس أن تعلن السلطة وقف الحرب فقط، وتتنصل عن معالجة مخلفات الحروب؛ لأن ذلك السيناريو يسبق كل الحروب فتتخذ السلطة وسيلة لترتيب حرب أخرى مستغلة دماء الشعب في فرض حالة التسلط والهيمنة. وأضاف في تصريح صحافي ل(العرب) أن السلطة تتعامل مع وقف الحرب مثلما تعاملت تماما مع اتفاق الدوحة لإحلال السلام في المنطقة التي تعلقت؛ حيث لم يكن هدفها منه الخروج بحل للقضية بقدر ما هو محاولة لاستثارة المملكة للدخول في المشاركة في الحرب بقوة. واعتبر أن الحل يكمن في وجود إرادة حقيقية لدى السلطة بعدم جدوى الحرب وأن تصل إلى قناعة تامة بضرورة معالجة مخلفاتها، وبما يترجمه الواقع العملي كإطلاق السجناء واتخاذ خطوات ميدانية وملموسة، وذلك ما لم يحدث حتى الآن، وقال: أظنه لن يحدث، والرئيس صالح يعتبر أن الجندي ليس خسارة على السلطة لأنها ستبدله بحسب كلامه وإن كنا نرى أنه خسارة ليس على السلطة وإنما على الشعب بأكمله.وأضاف هبرة أن الرئيس صالح يقدم نفسه بأنه المعيار؛ فهو الوطن وهو الوحدة والديمقراطية، والتنمية، والثورة، والدستور والقانون فبحبه أنت وطني تحب الوطن وبتأييده أو بالوقوف معه أنت وحدوي ثوري.
وردا على تصريحات القيادي الحوثي اتهم مصدر محلي مسئول في محافظة صعده (شمال غرب اليمن ) القيادي الحوثي صالح هبره بأنه يقرع طبول الحرب من خلال تصريحاته الأخيرة ومزاعمه الكاذبة بأن الحكومة تعد لحرب قادمة .
وقال المصدر :" ليس بمستغرب صدور تلك التصريحات من هبره والتي تذكرنا بتصريحاته قبل الحرب السادسة والذي ظل يروج للحرب إلى أن اندلعت لما عرف عنه بأنه تاجر حرب ويقتات من دماء الأبرياء وأنين الجرحى والمصابين" .
وأكد المصدر أن خيار الدولة هو إحلال السلام والأمن في محافظة صعده وإعادة أعمار المناطق المتضررة جراء الفتنة وعودة كل النازحين إلى مناطقهم وقراهم " , موضحا أن ذلك مرهون بمدى مصداقية الحوثيين في الالتزام بالنقاط الست وآليتها التنفيذية دون تلكؤ والتوقف عن ارتكاب الخروقات . يشار إلى أن الحرب بين الجيش اليمني والحوثيين اندلعت شرارتها الأولى منتصف يونيو/ حزيران عام 2004 ،وتوالت في ست مواجهات حتى تم التوصل الى وقف للنار في 11 فبراير /شباط الماضي.