تتكون حجور من خمس مديريات، منها مديرية كشر التي تتكون بدورها من خمس عزل منها عزلة العبيسة والعبادلة، أي أن العبيسة التي دارت فيها المواجهات الأخيرة ليست سوى جزء من عزلة، كما أن حجور قد قدمت مئات الشهداء في الدفاع عن الوطن في مواجهة العدوان. هل لازلتم تذكرون قصة عصابة طريق العمشية في سفيان بزعامة صغير بن عزيز التي كانت تنهب وتبتز المسافرين ثم تحولت فجأة إلى جماعة تقاتل في سبيل حماية الدولة والنظام الجمهوري كغطاء لشرعنة جرائمها بحق المسافرين؟ إنها نفس العصابة الموجودة في العبيسة التي كانت تمارس مهنة النهب والإبتزاز بحق المسافرين من قبل 2011 إلى أن تم تحريرها قبل يومين، وما الحرب التي اندلعت ما بين 2011 و 2012 إلا بسبب قطع الطريق وتوظيف تلك العصابة من قبل حزب الإصلاح لتصفية خصومته السياسية معنا. سواء في العمشية أو العبيسة أو خمر أو أرحب أو غيرها تبدأ القصة بتبني حزب الإصلاح لعصابة قطع الطرق ويتم تزويدها بالمقاتلين العقائديين والسلاح وتبدأ بالتحرك بأسم القبيلة ومن ثم باسم حماية النظام الجمهورية والدفاع عن الشرعية وعن أهل السنة ضد من تسميهم الشيعة الروافض. انتهت حرب كشر التي اندلعت نهاية عام 2011 بإتفاق فبراير 2012 برعاية علي القيسي محافظ حجة آنذاك ويوسف الفيشي عن انصار الله وزيد الشامي عن حزب الإصلاح وقضي الاتفاق بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب مقابل فتح الطريق وهذا يفسر عدم دخول اللجان الشعبية لكشر بعد ثورة 2014 احتراما لذلك الاتفاق. منذ بداية العدوان استغلت عصابة قطاع الطرق فراغ السلطة في العبيسة وسعت لتوسيع جرائمها بهدف فتح جبهة في حجور خلف خطوط المجاهدين ووصل عدد السيارات المنهوبة على المجاهدين أو على أبناء المناطق المحسوبة عليهم إلى أكثر من ستين سيارة فضلا عن عشرات القتلى والجرحى وإبتزاز كل المسافرين. على سبيل المثال جرت العادة على أن سائقي دينات نقل الأغنام يضطرون الى منح تلك العصابة أحد الكباش مقابل مرور كل دينة. وبينما كان قطاع الطرق يبتزون المسافرين من أبناء حجور وما جاورها في مناطقهم وتسببهم في جرح ومقتل العشرات كنا نمنع أي أعمال تقطع انتقامية للضحايا في مناطقهم على ابناء العبيسة، لأن هذا يتعارض مع ثقافتنا خصوصا وان أغلب قبائل العبيسة لم يكونوا متورطين في عمليات التقطع. لذلك يلاحظ الجميع خلو مناطق سيطرتنا من اي أعمال تقطع بينما لا تكاد تخلوا مناطق سيطرة خصومنا منها. حرصت القيادة السياسية على حل المشكلة سلميا عبر الواسطات وتم تكليف ابو مسلم الزعكري من قبل الرئيس صالح الصماد كوسيط ومن قبل الرئيس مهدي المشاط الذي عينه رئيسا للجنة الوساطة بحكم علاقته القوية بالعصابة لكونه من كان يقود المعارك ضدنا في الحرب السابقة، كما تم تعيينه عضوا في مجلس الشورى ونائبا لوزير الأوقاف والإرشاد. استغل ابو مسلم مدة وساطته بترتيب وضع الجبهة بالتنسيق مع العدوان وقام بإدخال السلاح والمقاتلين وكان آخرها إدخاله لعشر سيارات محملة بالمقتلين والسلاح وإعلان الإنضمام للعصابة رسميا من خلال بيان نشره على حسابه في الفيس بوك وبدأت المعركة بمهاجمة العصابة لأبناء العبيسة نفسها من آل جحاف وال الدريني في قريتي القيم والحديتين وتم قتل واختطاف بعض أبنائها وتشريد من تبقى من النساء والأطفال كما قامت طائرات العدوان بقصف بيوت أبناء كشر الرافضين للعصابة. وبالمناسبة فإن الصور التي نشرت على أساس انها ضربات لصاروخ بالستي هي في الحقيقة لقصف الطيران على بيوت ابناء حجور. بعد إستنفاذ كل فرص السلام قررنا حسم المعركة في العبيسة وهرب ابو مسلم الزعكري إلى الزعاكرة لتفجير جبهة أخرى هناك خدمة للعدوان دون اكتراث لحياة أبناء منطقته المنقسمة على نفسها ما بين مؤيد للعدوان بقيادة ابو مسلم الزعكري وما بين معارض للعدوان بقيادة الشيخ محمد صالح الزعكري.