حمدي ردمان - احتشد عدد من جرحى الثورة والمتضامنين معهم، أمس، لأداء صلاة الجمعة في ساحة الحرية أمام مقر الحكومة بالعاصمة صنعاء، وذلك للتأكيد على صمودهم حتى تتحقق جميع مطالبهم التي اعتصموا من أجلها منذُ 29 يناير الماضي. وهتف جرحى الثورة والمتضامنون معهم بهتافات تدعو إلى إسقاط حكومة الوفاق الوطني، مطالبين رئيس الجمهورية بالتعجيل في تشكيل "حكومة كفاءات وأيادٍ نظيفة".
وقال ل"الأولى" النائب البرلماني عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي سلطان السامعي، إن ما تعرض له القاضي أحمد سيف حاشد، عضو مجلس النواب، رئيس جبهة إنقاذ الثورة، هو محاولة اغتيال أثناء اعتصامه مع الجرحى أمام رئاسة الوزراء ساحة الحرية.
وأضاف: "هذه جريمة نستنكرها، ويجب أن يعاقب مرتكبوها، وأقل ما يمكن عمله من الحكومة تقديم استقالتها إذا كان فيهم ذرة من ضمير".
وطالب السامعي بمساءلة الحكومة عن الاعتداء على الجرحى والمناضلين الذين جاء بفضلهم باسندوة والحكومة التي وصفها بالفاشلة، إلى الحكم.
وأكد: "سوف نستمر بالتصعيد في هذه القضية حتى يتم القبض على الجناة ومحاكمتهم، وأنا شخصياً لا أستطيع أن أتهم شخصاً بعينه، ويفترض أن يتم القبض على الجناة من أفراد الأمن والضباط، والتحقيقات معهم ستوصلنا الى من هو راء محاولة الاغتيال، ما لم سيستمر الاعتصام حتى إسقاط الحكومة".
وقال جرحى الثورة المحكوم لهم إنهم انتصروا على وزير المالية صخر الوجيه، الذي ظل أكثر من شهرين يعرقل إجراءات سفرهم، وقالوا إنهم استلموا جوازاتهم وتذاكر سفرهم إلى ألمانيا وكوبا "بقوة الفعل الثوري".
وأضافوا: "إننا الآن لا نطالب بالسفر للعلاج، ولكننا نطالب بإلقاء القبض على الجناة الذين اعتدوا على وكيلنا وقائدنا حاشد، ومحاولة اغتياله، ونحمل حكومة الوفاق الوطني المسؤولية الكاملة عن أي مكروه يتعرض له حاشد، كما نطالب بعلاجه بالخارج وعلى نفقة الحكومة".
وطالب الجرحى الذين حصلوا على تذاكر السفر للعلاج، إخوانهم الجرحى المرابطين في ساحة الاعتصام، بالاستمرار حتى يتم علاج كافة جرحى الثورة.
وأفاد "الأولى" بقية الجرحى المعتصمين أنهم لن يرحلوا عن ساحة الاعتصام حتى يعالج جميع جرحى الثورة الذين تم إهمالهم من قبل مؤسسة وفاء والحكومة والمستشفى الميداني، منوهين الى أنه لم يرسل سوى 9 جرحى، والبقية ما زالوا يعانون ألم جراحهم، وبحاجة للرعاية الطبية التي هي حق مشروع لهم.
وطالب المعتصمون أمام مجلس الوزراء بالتحقيق في محاولة الاغتيال التي تعرض لها القاضي أحمد حاشد، مؤكدين رفضهم للجنة المكلفة بالتحقيق في هذه الجريمة، ومطالبين بلجنة محايدة وضم أفراد من جرحى الثورة في اللجنة، حتى لا يتم تمييع القضية وتسجيلها ضد مجهول.
وأشار خطيب الجمعة عبدالمعين الأصبحي، إلى أن الدماء والدموع التي سالت عام 2011 دليل واضح وقوي لجميع القوى السياسية أن الحدث كان ثورة وليس أزمة، مؤكداً أن شباب الثورة ما زالوا يهتفون بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، متهماً القوى السياسية بأنها لم تسعَ لإسقاط النظام، وأنها سعت إلى التسوية السياسية مع نظام صالح، ولمصالح حزبية ضيقة، حسب قوله.
وقال الأصبحي إن رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق هم المعتدون على أحمد سيف حاشد، مطالباً بسرعة التحقيق في محاولة الاغتيال، وكشف الحقائق للرأي العام، وتقديم الجناة المتورطين للمحاكمة.
وذكر أن الضربات التي تلقاها حاشد كانت بإحكام وعن دراية في مكان الخطر، وأن الذين دفعوا المعتدي يعرفون خطورة المنطقة، ولكن قدرة الله أنقذت حاشد من تلك الضربات القاتلة، حسب قوله.
وطالب خطيب الجمعة بتحييد الجيش وعزل القيادات المسنة، وتخليصه من العائلة والحزب، كما هو موجود في قوات الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري.
وأكد الأصبحي أن القوى اليسارية التقدمية ما زالت تعمل لصالح حزب الإصلاح وحزب المؤتمر، مطالباً الإصلاح والمؤتمر بالاعتذار لأبناء الجنوب خاصة، وأبناء اليمن عامة، لضربهما الوحدة الوطنية في حرب صيف 94.
وقال ل"الأولى" رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة محمد محمد مفتاح، "إن الاعتداء على جرحى الثورة اعتداء على شرف وحرية كل يمني، وعلى شرف الإنسانية أيضاً".
وأضاف: "هؤلاء الجرحى يعتصمون ويضربون عن الطعام منذُ فترة، ومع ذلك تأتي مجموعة من المستأجرين من العسكر الحمقى، ويعتدون عليهم"، منوهاً إلى أن "هذا الفعل الشنيع لا تعمله حتى إسرائيل".
وذكر مفتاح أنه بالنسبة للاعتداء على حاشد ومحاولة اغتياله، فذلك بمثابة رسالة أولاً لإسكات صوته وإخراس من يقف مع الشعب، ثم رسالة لمن وراءه من يقف بوجه هذه الغطرسة، سوف يحصل على ما حصل لحاشد، وسوف يبيدونه ويصفونه جسدياً.
وأضاف: "نقول لهؤلاء المجرمين والقتلة لن تستطيعوا أن تصفوا أحلام وآمال وتطلعات هؤلاء الأبطال الذين قدموا أنفسهم، ولا زالوا يفضحونكم في الليل والنهار".
إلى ذلك، دعت مكونات الثورة الشبابية في ساحة الحرية بتعز، والعديد من المكونات الاجتماعية والمدنية، للمشاركة في مسيرة جماهيرية اليوم تحت شعار "كلنا جرحى الثورة.. كلنا أحمد سيف حاشد".
وسيتظاهر شباب الثورة بتعز، الساعة ال10 من صباح اليوم، للتنديد بجريمة الاعتداء على جرحى الثورة، ومحاولة اغتيال النائب أحمد سيف حاشد. وستنطلق المسيرة من جولة وادي القاضي، نحو ساحة الحرية. صحيفة الأولى