نت: جريدة العرب: أدى نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، الاثنين، زيارة إلى السودان وجوبا، صحبة وفد من كبار مساعديه، للاجتماع مع رئيسي السودان وجنوب السودان وعدد من كبار المسؤولين في البلدين. واعتبر مراقبون أن زيارة الوزير المصري التي قام بها إلى السودان وجنوبها الاثنين، تأتي في إطار توضيح وجهة نظر السلطة الانتقالية في مصر، في سياق تحرك دبلوماسي أشمل، بعد سقوط النظام الإخواني الذي كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس عمر البشير. وتأتي هذه الزيارة في وقت أعلن فيه المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الأحد أن ما يجري في مصر شأن داخلي مؤكداً أن السودان ليس طرفا في الصراع ولا يقف مع أي من الأطراف المتصارعة. واتهم السودان جهات لم يسمها بمحاولة زجه في الأحداث الدائرة في مصر، جاء هذا على لسان عمر باسان المتحدث باسم القطاع السياسي، في تصريح لوكالة الأنباء السودانية (سونا). ويعكس هذا التصريح الرسمي رغبة السودان بناء علاقات مختلفة مع السلطة في مصر، وحسب مراقبين فإن الرئيس البشير أدار ظهره لإخوان مصر بعد إبعادهم عن الحكم. وتجددت العلاقات بين البشير والإخوان في عهد الرئيس المخلوع مرسي، الأمر الذي عزز دعم حركة الإخوان المسلمين في مجملها، و بعد إشارات واضحة بدا المخطط الإخواني بالتآمر على مصر يتكشف للعلن عندما أعلن مساعد الرئيس البشير بأن مرسي وعده بإعادة مثلث «حلايب وشلاتين»، في آخر زيارة له إلى السودان. وتوالت ردود الأفعال الغاضبة لتجاوزات الإخوان بعد استعدادهم للتفريط في أراضي مصر، حيث أعلن مصدر عسكري مسؤول، أن القوات المسلحة لم ولن تقبل أن تكون «حلايب وشلاتين» سوى أراض مصرية خالصة وأن أرض مصر وسيادتها ليستا مجالاً للتفاوض مع أي دولة أخرى. وكان البشير من أبرز الداعمين ل»إخوانه» في مصر، لتقديره بأن فوزهم في دولة مركزية مثل مصر يمكن أن يفك العزلة عن نظامه خصوصا فيما يتعلق باتهامات المحكمة الجنائية الدولية، وذلك حسب مراقبين سياسيين. وبانهيار النظام الإخواني في مصر، وجد السودان نفسه مضطرا للتعامل مع السلطة الجديدة بل وحتى دعم كل الأطراف السياسية في المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد بعيدا عن حلفائه السابقين بعد ابتعادهم عن الحكم في مصر، وحسب مراقبين فإن البشير تبرأ من إخوان الأمس، ليتقرب من أصحاب اليوم في السلطة.