تعصف الخلافات بمكون مؤتمر شعب الجنوب المشارك في الحوار الوطني باسم الحراك الجنوبي بين تيار يقوده محمد علي أحمد وآخر يقوده نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين مكاوي، على خلفية تعليق المشاركة في افتتاح الجلسة الختامية للحوار الثلاثاء. وقد وجه محمد علي أحمد أمس رسالة إلى هيئة رئاسة الحوار وأمانته العامة بإعفاء مكاوي كممثل للحراك في هيئة الرئاسة واستبداله برضية شمشير. واعتبر بن علي -الذي علق مشاركته وعدد من مجموعته ال85 في الجلسة الختامية- (أن أية قرارات صدرت عن هيئة رئاسة مؤتمر الحوار بحضور مكاوي بعد صدور قرار الإعفاء غير ملزمة)، متهماً مكاوي بالخروج عن (ميثاق الشرف الوطني لمؤتمر شعب الجنوب وتنازل عن الثوابت الوطنية الجنوبية لصالح المتآمرين على حق الجنوب في الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية الحُرة المستقلة، ومخالفته للإجماع الجنوبي ممثلاً بمؤتمر شعب الجنوب الذي قرر أمس الأول بالتضامن مع مكون أنصار الله (الحوثيين) تعليق مشاركتهما في مؤتمر الحوار). وقال مكاوي لصحيفة"اليمن اليوم": رسالة بن علي قرار فردي غير ملزم لا علاقة له بالهيئات الرئاسية الثلاث لمؤتمر شعب الجنوب التي لها الحق دون غيرها في ترشيح من تراه ممثلاً لها في أي موقع كان"، موضحاً: "الهيئات الرئاسية الثلاث لمؤتمر شعب الجنوب هي من رشحت ياسين مكاوي ممثلاً لها في هيئة رئاسة الحوار وليس محمد علي أحمد مع احترامي لشخصه، وبالتالي الهيئات الثلاث هي فقط من يحق لها إعفاء ممثلها في إطار المؤتمر الوطني لشعب الجنوب الذي حضر أكثر من 50 عضواً من ممثليه افتتاح الجلسة العامة الثالثة". وأضاف مكاوي: "رسالة بن علي هي التي خارج ميثاق الشرف الذي تم إقراره في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب وتستهدف العودة بنا إلى مرحلة العبودية، وشيء مؤسف أن يصدر هذا من رأس، في اعتقادي أنه كان يمثل قيمة وفي اعتقادي أنه سيكون الخاسر الوحيد". ونفى مكاوي ما ورد في رسالة بن علي من أسباب طلب إعفائه واستبداله بشمشير معتبراً إياها "واحدة من أساليب اعتادت عليها العقليات السبعينية في تشويه صورة كل مناضل شريف لا يكون خاضعاً لها". وكشف مكاوي عن الأسباب التي يراها حقيقة قائلاً: "أولاً هي مصالح خاصة لمن يريد ممثلاً خاضعاً له في هيئة الرئاسة، وفي الوقت الذي وقفنا في مواجهة الحكم الفردي أيضاً متوقعين أننا سنواجه مثل هذه المظاهر التي تسيء لشعب الجنوب وتضر بقضيته العادلة من العقليات السبعينية التي أضرت بمصالح الجنوب واليمن على كافة المستويات والتي كانت هي السبب فيما وصلت إليه دولة الجنوب وفي ما نحن بصدد معالجتها اليوم". وزاد: "أما السبب الرئيسي فهو الخلاف حول مسار لجنة ال(8+8) والتسليم بمجرد مناقشة ما دون الرؤية المقدمة من الحراك المشارك في الحوار والتي تؤكد مطلب شعبنا الجنوبي في استعادة دولته"، مشيراً إلى أنه تم إسقاط هذا المشروع في لجنة ال(8+8) بموافقة محمد علي أحمد. وفي رده على سؤال الصحيفة بخصوص ما يظهره محمد علي أحمد من تمسك بحق تقرير المصير للجنوب قال مكاوي: "هذه مزايدات قصدها المنافع الشخصية وإرباك الشارع الجنوبي وإدخاله في صراعات جانبية لصالح القوى التقليدية التي تحاول إعادة إنتاج النظام الشمولي". داعياً في ختام تصريحه ل"اليمن اليوم": "أبناء شعبنا الجنوبي أن لا تغره وتخدعه الأساليب التي خدعت الأجيال السابقة وخدعتنا أيضاً خلال السبعينيات، وأن ننتبه جميعاً لمثل هذه المخططات التي تريد شق الشارع الجنوبي وتكرار مآسي الماضي، وجر الحراك الجنوبي السلمي إلى صراعات، في الوقت الذي فشل النظام السابق والنظام القديم الجديد في ذلك". *صحيفة اليمن اليوم