افاد مراسل لشبكة البي بي سي من معبر رفح في قطاع غزة ان السلطات الاسرائيلية سمحت بادخال 100 شاحنة عبر معبر كرم ابو سالم، وهو نفس عدد الشاحنات من دون اي تغير على عدد او نوعية السلع الداخلة للقطاع. وجاءت هذه الخطوة بعد كشفت إسرائيل عن تفاصيل الإجراءات التي تنوي إتخاذها لتخفيف الحصار المفروض على القطاع، قائلة إنها ستسمح بدخول كل السلع ذات الاستخدام المدني إلى القطاع. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اصدره إن حكومته قررت إنهاء العمل بالنظام الحالي الذي يقوم على وضع قائمة بالسلع المسموح بدخولها لغزة، لتحل محلها قائمة محدودة بالسلع المحظورة. وقال مارك ريجيف المتحدث بإسم الحكومة الاسرائيلية لوكالة الانباء الفرنسية : "من الآن فصاعدا ثمة ضوء اخضر للسماح بدخول جميع البضائع إلى غزة بإستثناء المواد والبضائع العسكرية التي يمكن ان تقوي آلة حماس العسكرية". ويتيح ذلك إدخال مواد كان دخولها لقطاع غزة محظورا في السابق، مثل المواد الخام اللازمة للصناعات في غزة، وكذلك المواد المستخدمة في مشروعات بناء بعينها. تعهد نتنياهو في بيانه بالسماح بدخول كل السلع ذات الاستخدام المدني الى غزة وجاء هذه القرار بعد الانتقادات الدولية التي وجهت الى اسرائيل على خلفية حصارها المفروض على غزة منذ عام 2005 ، وبشكل خاص بعد مقتل تسعة ناشطين اتراك في هجوم اسرائيلي على سفينة مساعدات تركية اواخر مايو/ايار. اللجنة الرباعية ويأتي الاعلان اثر لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومبعوث اللجنة الرباعية لسلام الشرق الاوسط توني بلير الذي كان قد اقترح هذه التغييرات في اشتراطات الحصار المفروض على غزة. وقال بلير بعد هذا الاعلان: يمكن لحماس التي تدير قطاع غزة ان تصبح جزءا من عملية السلام بإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ونبذ العنف. بيد انه اكد ان اهتمامه الاساس كان بظروف حياة الناس في غزة. واضاف في حوار مع البي بي سي أنه اذا تم تحسين حياة الناس في غزة سنحصل على فرص اكبر بكثير لتحقيق السلام.مشيرا الى أن الفرصة باتت سانحة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واوضح بلير ان "الحكومة الاسرائيلية لديها موقف حاليا تستطيع من خلاله ان تبرر ما تقوم به حينما يتعلق الموضوع بأمنها يمكنها ان تقول انها لن تقوم باي مخاطرة، لكن حينما يتعلق الامر بحياة الناس اليومية في غزة فلا توجد مصلحة في الا يتمكن الاطفال من الحصول على اللوازم المدرسية او لا يكون بإمكان المواطنيين الحصول على مياه صالحة للشرب". بلير: الفرصة سانحة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ودعا الى استثمار الفرصة للدفع بعملية السلام قائلا: " لذا فإن الفرصة متوفرة ليس لتغيير السياسية في غزة بل لاستثمار ذلك من اجل دعم العملية كلها". واوضح : "يوجد تحسن في الضفة الغربية والاقتصاد نما بنسبة 10 بالمائة والسلطة الفلسطينية تخطو الى الامام بإتجاه اقامة الدولة، واذا استطعنا ان نحافظ على هذا التقدم في الضفة الغربية وان نحول المحادثات غير المباشرة التي يرعاها السناتور ميتشيل حاليا الى مفاوضات مباشرة يمكننا في الواقع وفي غضون اشهر ان نضع السكة في مسارها". كما رحبت اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي وروسيا والاممالمتحدة) بالقرار الذي وصفته بأنه "سيسمح بعملية تغيير جذرية لتدفق البضائع والمعدات الى قطاع غزة". وجاء في بيان صادر عنها "من الواضح ان ثمة مسائل لا يزال علينا معالجتها وان الاختبار يتعلق بالافعال لا بالاقوال". سلع الاستخدام المزدوج وتعهدت اسرائيل ايضا بتوسيع العمل في المعابر البرية بين اسرائيل وقطاع غزة لزيادة وتيرة التفتيش ونقل البضائع برا الى القطاع. بيد انها قالت انها ستستمر في حصارها البحري وارغام السفن المتوجهة الى غزة على الرسو في ميناء اشدود الاسرائيلي لتفتيشها. وجاء في البيان الرسمي الاسرائيلي ان تخفيف الحصار ينص على السماح بان تدخل الى غزة كل السلع المدنية غير المدرجة على قائمة المنتجات المحظورة (تشمل الاسلحة والمعدات العسكرية او المعدات التي يمكن ان تستخدم في الحرب). واضاف البيان ان السلع المصنفة تحت الاستخدام المزدوج ( اي ذات استخدامات مدنية وعسكرية في الوقت نفسه) ستخضع لاعادة تقييم اما المواد المخخصة للاستخدام المشاريع كمشاريع البناء التي ترعاها الاممالمتحدة فسيسمح بدخولها. ترحيب امريكي هذا وقد رحبت الولاياتالمتحدة بالإعلان الإسرائيلي قائلة إن من شأنه تحسين ظروف الحياة للفلسطينيين في غزة. محمود عباس :تخفيف الحصار "غير كاف". واعلن البيت الابيض ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيجري محادثات مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن في السادس من تموز/يوليو. وكان نتانياهو ارجأ زيارته للولايات المتحدة, التي كانت مقررة اصلا في الاول من حزيران/يونيو، بعد ان اختصر زيارة رسمية لكندا اثر الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الى غزة. وبدوره وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار الحكومة الاسرائيلية بتخفيف الحصار عن قطاع غزة "غير كاف". وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ان "الرئيس محمود عباس يطالب برفع الحصار عن غزة بشكل كامل". واوضح ان "هذه الخطوات وحدها لا تكفي ولا بد من بذل كل الجهود لرفع المعاناة عن المواطنين في غزة"، مؤكدا وجوب "انهاء الحصار الشامل لان هذا هو الهدف والمطلب الفلسطيني والعربي والدولي".