كل بناية معرضة للهدم ولأعاصير الصروف الا بنيان العلم والمعرفة فهو ثابت لا يتزعزع ولا يتهدم كما ان النهضة في بلد من البلدان وفي جميع الميادين السياسية والاجتماعية لا يمكن ان تعم ويعضم انتشارها ان لم تكن مستندة الى دعائم التعليم الصحيح،ذلك ان المعايير الرئيسية التي تحدد رقي المجتمعات هي طبيعة المنضومة التعليمية الساندة بدءا بالمراحل الاولية وانتهاءاً بالمراحل الجامعية التي من شانها ان تنتج صانعي المستقبل من ادباء ومفكرين وعلماء وسياسيين، إلا ان هذا ليس له وجود بالمعنى الحقيقي في مؤسساتنا التعليمية،ربما يعود ذلك الى اسباب كثيرة حاولنا كشفها من خلال الاستطلاع التالي بهدف ايجاد حلول لها. الغش الجامعي لعل مسألة الغش الجامعي من المسائل المهمة التي تشغل بال الكثيرين من المدرسين من جهة والطلبة الحريصين على مسيرة التعليم من جهة اخرى. في هذا الامر بداية حدثنا الاستاذ بسام سيف ناجي قائلاً:الغش ظاهرة سلبية تسيء للعمل التربوي والسلوك الاخلاقي الذي يجب ان يكون عليه الطالب الجامعي والمرحلة الجامعية اعلى مراحل التعليم اذ يكتسب فيها الطالب الخبرة العلمية والتخصص في مجال هو واجب ان يكون فيه واذا واصل الطالب حرصه والتزامه في استمرار التحصيل العلمي وتطوير الامكانات والقدرات لديه وفق اسس الاحترام والالتزام بالقوانين الجامعية يكون على الطالب او الطالبة مثالاً حسنا للجميع مهيئاً لبناء الوطن مستشعرا المسئولية. واضاف: الغش ظاهرة اجتماعية لا يمكن انكارها وربما وجدت بوجود الانسان وتنوعت بتنوع نشاطاته وغش الطالب واحد من ذلك ويكاد ان يكون ظاهرة معروفة رافقت التعليم بشكل عام لا سيما اتساعها في السنوات الاخيرة بعد ان اهتزت صورة المؤسسة التعليمية وتضعضعت هيبة الاستاذ الجامعي وقويت شوكة الطالب بشكل غير مشروع.الامر الذي جعل الطلبة يستسهلون عملية الغش وربما يعود تعزيز هذه الظاهرة في نفوسنا كونهم وجدوا جوانب عدة يكتنفها الغش مما يجعل الظاهرة تأخذ مدى اوسع. كذلك فان ما ساعد على انتشار هذه الظاهرة هو الاهمال من قبل جهات التعليم المسئولة في متابعة الوسط الجامعي على الاستاذ المراقب مثلاً الذي اصبح عرضة للتهديد فهناك بعض الطلبة من ابناء المسئولين يستغلون هذا المنصب ليتجاوزوا المؤسسة التعليمية ومنهم من يدعي الانتماء الى جهات معينة ذات سلطة محاولين ابتزاز الاساتذة الا ان هناك علاج ربما قد يبدو بعيداً ويتمثل في اعادة الهيبة للمؤسسة التعليمية وتفعيل القوانين وتطبيقها على الجميع،وتربية النشء على رفض هذه الظاهرة كونها تتقاطع مع الخلق القويم والشرع والقوانين. وهذا امر يحتاج ان يرتقي بوعي الحكومة والشعب الى اعتبار هذه الظاهرة شاذة ومنبوذة تحط من قدر من يمارسها،وعلى الجهات الرقابية العمل على الحد من هذه الظاهرة والتثقيف باهمية رفضها اجتماعيا. للطلبة آرائهم سمر الاصبحي –طالبة-علقت حول الموضوع قائلة: ظاهرة الغش اسواء ظاهرة في العملية التعليمية وليس لها أي مبرر،حتى ان الاستاذ لا يمكنه ان يعالج ذلك لانه اذا كشف اسلوب يلجأ الى اسلوب آخر. فيما الطالب رعد الدلالي يرى ان قلة من الطلبة هم من يمارسون الغش مقترحاً لمثل هؤلاء الفصل او تأجيلهم سنة دراسية كاملة. فيما يعتبر كل من الطالب محمد المضرحي ومحمد الرفاعي وسلمان علوان ظاهرة الغش تحت عذر الظروف الاستثنائية وتدريس الاساتذة الذي لم يعد على المستوى المطلوب..اجواء الدراسة من المشكلات التي يعاني منها الطالب الجامعي والمتمثلة بانعدام الخبرة التدريسية لدى المعلم. وحول ذلك عبر عدد من الطلاب عن مدى معاناتهم من قلة الوسائل الخدمية في بعض الكليات لا سيما في المواد التي يحتاجونها في حالة التطبيق العملي اضافة الى الوقت الغير مناسب لذلك والقاعات المفتقرة الى ابسط الاجهزة والانطفاءات المتكررة للكهرباء وكل ذلك يستدعي تاجيل المحاضرات. من جانبه عبر الطالب مجدي قشموم بان اجواء الدراسة والتي تتمثل في اسباب عدة كالازدحام الطلابي له دور في ذلك. فيما اكد برهان القادري ان مسالة النظافة مهمة تتطلب توافرها لما لها من اثر نفسي على الطلاب.. كلمة اخيرة ليس لدينا سوى القول انه لابد من نظرة جادة في الواقع الجامعي المتردي والبائس الذي تعاني منه مختلف الجامعات ووضع الحلول المناسبة التي من شانها مساعدة الطلاب في صنع مستقبلهم.