قُلْ لي لماذا يُستباحُ دمُ الوجودْ وإنهُ ما زالَ يرضعُ من ندى الأيامِ قوتًا للحياة ... قل لي لماذا ألفُ معنى لن تجيبَ على السؤالِ فهل سنبقى نمتطي خيلَ السّرابِ وجنةَ الأرواحِ تنتظرُ البقيةَ هل يا ترى ما عادَ للإنسانِ حرمةُ مكةَ والبيتُ فيها قد فداهُ اللهُ.. يا روحًا زكيةً يجري السؤالُ على الشفاهِ بدهشةٍ يقتاتُ منها ما يُلاقي من ندى يومًا تسربَ حيث كان يؤمُّها ذاك الربيعُ المُشتهى في الليلِ يهربُ تاركًا ريحَ الخريفِ تقضُّها آهٍ عليها والعطشى من بناتِ حروفِها ذابتْ بوهجِ دموعِها صارت قصائدَ من شَجَنْ
قل لي لماذا.. واستبحْ كلَّ المعاني علَّنا يومًا نعانقُ شمسَها فلربَّما ترضى وتشرقُ للزمانِ وتمنحُ الدنيا قطوفًا من نهارْ صنعاءُ لا تتحسري بل لملمي يا شهقتي جرحَ الأماني ضمِّدي بالملحِ والصبرِ الكبيرِ حبيبتي لما شهقتِ حرقتِني والآهةُ الحرَّى ترفرفُ قد كوانا حرُّها يا ليتَ روحي في السماءِ مظلةٌ يا ليتَها غيثٌ لتغسلَ كلَّ هاتيكَ الدماءِ هيا تتجلّينَ في السماء.. فبدرُك الغافي على كتفِ الغمام تهامسُ حلمَهُ النجماتُ كي يأتيَ لها ويعانقَ الأشواقَ يا أملَ الأحبةِ كيفَ صار الليلُ دمعًا للأُباة هيا فيوسفُ قد وفى بالوعد لما قد هفا واشتمَ ريحَ العائدينَ وقال : هيا فاملؤوا ذاكَ الصُّواعَ فإنني واللهِ قد خفقَ الحنينُ بأضلعي
يا مصرُ هل يقسو الفؤادُ على الفؤاد ! يا مصرُ يا أرضَ الجِلاد تشجعي هيا نضمدُ جرحَنا جرحَ العراقِ وشامِنا لما تناهى الصوتُ للمسرى أنينا مارت الأمداءُ من وقعِ المصيبةِ ..غزةُ ثارت فهل نبقى على وقعِ الأنينِ.. نشيجُنا يقتاتُنا أم نُسْرِجُ الخيلَ الأصائلَ ثم نمضي؟! عزةٌ تجتاحُنا يا عزتي وتقودُنا نحو السماءِ