شهدت الحدود السعودية اليمنية مواجهات واختراقات عديدة في مناطق متفرقة, بين جماعة الحوثيين المسنودة بالجيش التابع للرئيس السابق صالح وقوات الحرس الحدودي, قبل أيام قليلة من إنطلاق مفاوضات ترعاها الأممالمتحدة في جنيف بين أطراف الصراع اليمني شنت ثلاث كتائب من قوات الحرس الجمهوري اليمنية الموالية للحوثيين هجمات برية من خمسة محاور إتجاه مناطق سعودية على الحدود مع اليمن، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية وقبلية وشهود عيان لبي بي سي. وقالت المصادر إن ثماني مقاتلات أباتشي سعودية شنت غارات مكثفة على هذه القوات، وهو ما أوقع مئات القتلى والجرحى. ويأتي التصعيد في الاشتباكات على المناطق الحدودية بين السعودية واليمن قبل يومين فقط من لقاء مرتقب في جنيف بين أطراف الصراع في محاولة للوصول إلى حل. وفي السياق ذاته قالت وكالة سبأ اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون، اليوم الجمعة، أن القوات التابعة ل “جماعة أنصار الله” (الحوثي)، قصفت بالصواريخ مركزًا لحرس الحدود السعودي، في منطقة علب الحدودية. وذكرت الوكالة، في خبر عاجل لها، أن الحوثيين واللجان الشعبية الموالية لهم، قصفوا اليوم الجمعة، موقع “الرديف” العسكري، في منطقة جازان (جنوب غرب)، ومركز قيادة حرس الحدود في ظهران الجنوب، التابعة لمنطقة عسير جنوبي السعودية. إلى ذلك، ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، اليوم الجمعة، أن القوات السعودية أطلقت أكثر من 18 صاروخًا، على مديرية “منبه”، في محافظة صعدة شمالي اليمن. وفي رد فعل على التصعيد القادم من الجانب اليمني توغلت قوات برية سعودية لقرابة ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي اليمنية لملاحقة مسلحين حوثيين وقوات الحرس الجمهوري بحسب ما أكدته مصادر مصادر موثوقة. وينفي الحوثيون ذلك بشدة عبر وسائل إعلامهم، ومن بينها قناة المسيرة وصحيفة نبض المسار. وأوردت هذه الوسائل أن مقاتلين حوثيين توغلوا في مواقع عسكرية في الأراضي السعودية. وقالت إن الحوثيين مسنودين بوحدات من الجيش اليمني قصفوا أراض سعودية بأكثر من أربعين صاروخا من نوع “النجم الثاقب” و “الزلزال”، مشيرة إلى أنها صواريخ “مصنوعة محليا” في محافظة صعدة. ولم يصدر بعد تعليق رسمي من الجانب السعودي على هذه الأنباء. ويقول مراسل بي بي سي في اليمن إن التصعيد غير المسبوق من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية لنجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الهجمات المكثفة والمنظمة على الأراضي السعودية على صلة، فيما يبدو، بمباحثات جنيف الأحد المقبل. وأضاف أن القوات السعودية صعدت أيضا خلال الأيام الأربعة الماضية من معدل غاراتها الجوية في اليمن، مشيرا إلى أنها أدخلت عنصرين جديدين في العمليات القتالية على الحدود هما القوات البرية وطائرات الأباتشي. وكانت الأممالمتحدة قد طالبت أطراف الصراع بوقف الأعمال العدائية من أجل توفير “مناخ بناء لمباحثات السلام” قبل أن تصدر اليوم بياناً تعلن فيه تأجيل المؤتمر جنيف يوماً واحداً بعد أن كان من المقرر أن ينطلق يوم الأحد القادم بين أطراف الصراع في اليمن.