لم يتوقع أهل المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية أن يكون لابنهم ياسر بن سعيد القحطاني صدى واسع وأن تتعدى شهرته مدينة الخبر وتصل إلى جميع أنحاء العالم بعد حصوله على لقب أفضل لاعب آسيوي. فبعد أت ترعرع في نادي القادسية، نجح اللاعب الشاب في شد أنظار الإعلام السعودي والعالمي بعد قيادته الهلال والمنتخب السعودي إلى العديد من الإنجازات. وولد القحطاني في الخبر - شرق السعودية - في 10 كانون الأول/اكتوبر 1982، ثم بدأ حياته مع القادسية وسطع كنجمٍ قادم في سماء الكرة السعودية في موسم 1421-1422 عندما كان يلعب القادسية ضمن دوري الدرجة الأولى، وساهم بالصعود إلى الدوري الممتاز وتحقيقه لقب هداف الدوري رغم أن سنه لم يتجاوز ال 21 عاماً. والتحق ياسر بالمنتخبات الوطنية (الأولمبي ثم الأول)، ما دفع أندية القمة كالهلال والأهلي والاتحاد للدخول بقوّة للتعاقد معه صيف 2005 إثر سطوعه مع ناديه والمنتخب السعودي، فتعاقد الهلال معه في صفقة بلغت قيمتها 22.5 مليون ريال سعودي. وحقق القحطاني مع الهلال العديد من الإنجازات كلقب الدوري السعودي الممتاز مرتين في 2005 و2008، وكأس ولي العهد (4 مرات 2006 و2008 و2009 و2010)، إلى جانب فوزه بلقب أفضل لاعب آسيوي عام 2007 بعدما قاد المنتخب السعودي إلى نهائي كأس آسيا وخسر أمام العراق بهدف.
أين ياسر الآن؟ أين ياسر الآن؟ سؤال يراود كل مشجع هلالي ومحبٍ للكرة السعودية، فقد زال بريقه بدأ مرحلة "الفتور" بعدما سطع بقوة وحقق عدداً من الإنجازات لم يستطع أي مهاجمٍ سعودي تحقيقها، وترك بصمة في نهائيات كأس العالم بتسجيل هدفاً في مرمى المنتخب التونسي. وأصبح "الكاسر" عالةً على هجوم الهلال وسبباً في إضاعة العديد من الهجمات، وقد يكون لقاء ذوب آهان الأخير في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا أكبر شاهد، حيث كانت الجماهير السعودية كلها تعول على ياسر لكنه اختفى كالإبرة في كومة قش ولم يفد الفريق في أهم لقاءاته خلال الأعوام الخمسة الماضية قبل أن يخرج مصاباً ويغيب عن الفريق خلال في آخر 5 لقاءات وبالإضافة إلى غيابه عن كأس الخليج مع المنتخب السعودي.
القحطاني أفضل من ماجد وسامي ورشح مدير عام القناة الرياضية السعودية عادل عصام ياسر القحطاني للاحتراف في أوروبا على اعتبار أنه يقدم مستوى يجعله أفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية، معتبراً أنه تفوّق على المهاجمين سامي الجابر وماجد عبد الله وأنه أفضل منهم ولو بنصف مستواه. وقال عصام الدين إن ياسر يملك مواصفات لا توجد في أي لاعبٍ سعودي آخر، حيث يجيد التحرك دون كرة والتمركز الجيد ويتمتع بقدرة عالية على التحكم في استلامه وتسلميه للكرة، بالإضافة إلى أن تسديداته بقدمه وإجادته الكرات الرأسية. وختم: "أستند لرأيٍ فنيٍ بحت وهو يخصني وللجميع آراء تخصهم واحترمها، وأؤكد أن رأيي نابعٌ من خبرة اكتسبتها".
على ياسر أن يراجع حساباته من جانبه، اعتبر كبير الإعلاميين السعوديين فوزي خياط أن القحطاني مهاجمٌ صاحب إمكانيات فريدة، لكنه يحتاج إلى مراجعة حساباته بشكل كبير بعد انخفاض مستواه. وقال: "لا شك أن القحطاني مهاجمٌ عتيدٌ ومن أفضل المهاجمين في السعودية، وصاحب مهارات ناجحة ويحسن التعامل مع الكرة في أحرج المواقف. لكنه للأسف أصبح بعيداً عن قدراته وأصبحت تضيع منه حتى الفرص المؤكدة وهو بمواجهة مرمى المنافسين. وحالة الجفاء بينه وبين الكرة والفرص المؤكدة ما زالت تحتاج إلى وقت وإلى عناية ومعاجلة". وختم: "رغم أن الهلال لم يقصر معه، فهو يلعب دائماً رغم جاهزية بعض زملائه الأفضل حضوراً في الوقت الراهن. ونأمل أن يستفيد ياسر من حيوية فريقه ووجود عناصر ناجحة فيه لاستعادة مستواه، فقد طال غيابه".
نقطة أخيرة.. ورقم قياسي فريد يشار إلى أن ياسر القحطاني أو "القناص" أو "ياسر الكاسر" كما يحلو لمحبيه تسميته، حقق رقماً قياسيا فريداً حافظ عليه لأربع سنوات. فمنذ انتقاله إلى الهلال مطلع موسم 2005-2006 وحتى نهاية الموسم الماضي 2009-2010، لم يسبق لياسر أن سجل هدفاً مع الهلال وخسر الفريق، إذ أحرز أهدافاً في أكثر من 53 مباراة فاز الهلال في 50 منها، وتعادل في 3 فقط، وهو إنجاز آسيوي فريد وقد يكون عالمياً، مع العلم بأن هذا الرقم استمر حتى آخر لقاء في نهاية الموسم الماضي عندما خسر الهلال من أمام الاتحاد 1-2 في جدة وسجل ياسر هدف الهلال الوحيد في ذلك اللقاء. وأخيراً أعزائنا قراء "يوروسبورت عربية"، بعدما طرحنا نبذة عن ياسر القحطاني وتناولنا عدة آراء عنه، جاء دوركم والسؤال موجه إليكم: هل يستحق أن يكون ضمن أفضل المهاجمين الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية؟