ستفقد الكرة السعودية أحد فرسانها في دوري أبطال آسيا لكرة القدم إذ سيودّع البطولة باكراً الهلال أو الاتحاد بعدما قست عليهما القرعة ووضعتهما في مواجهة “تاريخية” في الدور الثاني على ستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة يوم غد الثلاثاء .. وهي من المرات القليلة التي يلتقي فيها فريقان سعوديان في بطولة قارية ..ويخوض ممثلان آخران للكرة السعودية مواجهتين صعبتين في البطولة ذاتها، فيحل الشباب والنصر ضيفين على السد القطري وذوب آهان أصفهان الإيراني. موسم “استثنائي” ويتطلع الهلال المتوج بلقب نادي القرن في آسيا بحسب اتحاد التاريخ والإحصاء إلى موسم “استثنائي”، إذ يركز حاليا للتتويج باللقب القاري بعدما نجح في حسم بطولتي الدوري المحلي وكأس ولي العهد، كما يسعى إلى المشاركة للمرة الأولى في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة في حال توج بالكأس الآسيوية لتعويض خيبة غيابه عن نسخة عام 2000 التي ألغيت لأسباب مالية مرتبطة بالتمويل والتسويق. ووفقاً لتقرير ينعم الفريق “الأزرق” بالاستقرار الفني تحت قيادة مدربه الأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي عين خلفا للبلجيكي إريك غيريتس في اكتوبر الماضي بعد انتقال الأخير لتدريب منتخب المغرب .. ولعب كالديرون مع منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 1982 بأسبانيا و1990 في إيطاليا، قبل أن يتحول إلى التدريب، ويتضمن سجله التدريبي قيادة كاين الفرنسي ولوزان السويسري، بالإضافة للمنتخب السعودي الذي قاده لبلوغ كأس العالم 2006 في المانيا لكنه أقيل قبل انطلاق النهائيات. كما قاد الاتحاد للفوز بالدوري السعودي عام 2009، ولنهائي دوري أبطال آسيا في العام ذاته قبل أن يخسر أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي .. وتأهل الهلال إلى الدور الثاني بعد حلوله وصيفا للمجموعة الأولى ليصطدم بالاتحاد متصدر المجموعة الثالثة .. ويضم الهلال نخبة من نجوم الكرة السعودية على رأسهم قائد المنتخب السعودي ياسر القحطاني، فضلا عن المهاجم المصري أحمد علي المعار من الاسماعيلي، وسجل هدفا واحدا في دوري أبطال أسيا ولم يحسم الهلال مسألة تجديد إعارته حتى الآن. في حين توصلت إدارة الهلال لاتفاق مع اللاعب الكوري الجنوبي يونغ بيو لتمديد عقده الذي ينتهى في نهاية الموسم الحالي لموسم آخر، فيما سيبقى الروماني ميريل رادوي مع الهلال حتى يناير 2013 بعد موافقته على تجديد عقده .. ويقدم اللاعبان مستويات جيدة ويعدان من مصادر القوة وبالتالي فإن رحيلهما سيشكل خسارة كبيرة وهو ما دفع الجهاز الفني بالإيعاز إلى الإدارة بالإبقاء عليهما. رئيس الهلال عبد الرحمن بن مساعد قال إنه “محظوظ” كونه يرأس ناد يملك هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة، مؤكدا “نسينا الدوري المحلي ونفكر في آسيا”، ومضيفا في هذا الصدد “ لا أنكر أنني كنت أتمنى تجنب مواجهة الاتحاد، ولكن تقديرنا لغريمنا سيكون مفتاح الفوز عليه”. وأعرب عن سعادته “بالنتائج الإيجابية التي يحققها الفريق تحت إشراف كالديرون” ، وكان الهلال احتفظ بلقب الدوري السعودي قبل جولتين من نهاية المسابقة محرزا لقبه الثالث عشر (رقم قياسي)، كما يتضمن سجله الفوز ب51 بطولة محلية رسمية. استعادة اللقب القاري في المقابل، يسعى الاتحاد إلى استعادة اللقب القاري الذي توج به عامي 2004 و2005، ومن ثم المشاركة للمرة الثانية بمونديال الأندية ليضيف إنجازا جديدا إلى سجله .. كما يأمل “العميد” بإنقاذ موسمه بالتتويج بدوري أبطال آسيا بعدما احتكر غريمه الهلال البطولات المحلية، لذا سارعت إدارة النادي الى إقالة المدرب البرتغالي توني أوليفيرا والتعاقد مع البلجيكي ديمتري الذي قاد الفريق إلى ثلاثية محلية غير مسبوقة (كأس الاتحاد وكأس ولي العهد والدوري) منذ 15 عاما وتحديدا في موسم 1998، ولكنه لم يقدم شيئا عندما عاد قبل سنوات إلى الاتحاد ثم الأهلي ما أفقده لقب “صائد البطولات”. وطمأن ديمتري، وهو المدرب الثالث للاتحاد هذا الموسم، جماهير الفريق، مؤكدا قوة الاستعداد ل”الكلاسيكو” المرتقب مع الهلال بقوله “أعلم كل شيء عن الاتحاد، كما أن الهلال ليس بعيدا عن تفكيري، لذلك أريد التذكير بمواقفي مع الهلاليين وقدرتي على التعامل معهم” .. ورفض ديمتري ما يتردد أن قدومه في نهاية الموسم لن يمنحه فرصة إعادة هيكلة الفريق فنيا قائلا “الاحتراف لا يعترف بذلك، فاللاعبون يدركون ضرورة تفهم أدوارهم في الملعب حتى تسهل مهمة تحقيقنا للفوز على الهلال أو أي فريق آخر”. وتصدر الاتحاد المجموعة الثالثة ضمن الدور الأول من البطولة الآسيوية بتعادله مع بونيودكور الاوزبكي 1-1 في الجولة الأخيرة .. وأجلت إدارة الاتحاد اجتماع هيئة أعضاء الشرف الحاسم إلى 30 الجاري لاختيار رئيس النادي، نزولا عند رغبة الكثير من الأعضاء لتفادي أي مشاكل قد تؤثر على استقرار الفريق قبل مواجهته الحاسمة أمام الهلال .. وتزخر سجلات النادي بالألقاب المحلية والخارجية أيضا منها سبعة ألقاب في الدوري المحلي. ويبرز في تشكيلة الاتحاد لاعب الوسط الدولي محمد نور الذي يعتبر بمثابة القلب النابض للفريق ومحركه الذي لا يتوقف إذ يجيد اللعب في مركز الوسط المهاجم، فضلا عن دوره كصانع أهداف، بالإضافة إلى امتلاكه حسا تهديفيا ما يجعله ينافس المهاجمين على إحراز الأهداف، وسبق أن توج مع الاتحاد بلقب هذه البطولة وقدم معه عروضا رائعة في كأس العالم للأندية عام 2005.