لندن – أضرم سعودي وسوداني ومغربيان النار في أنفسهم احتجاجا على اوضاعهم المعيشية، في تكرار لمثل هذه الأحداث منذ أن أحرق محمد البوعزيزي نفسه في 17 كانون الثاني/يناير ما أدى الى اشعال انتفاضة شعبية في تونس ارغمت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على مغادرة البلاد. وقالت الشرطة السعودية يوم السبت ان رجلا في الستينات من العمر توفي إثر إشعال النيران في نفسه بمنطقة جازان الفقيرة في المملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن في أعقاب حوادث مشابهة لحرق النفس في دول أخرى بالمنطقة. وقال عبد الله القرني المتحدث باسم الشرطة في جازان حيث يقول دبلوماسيون ان معدل البطالة مرتفع عنه في بقية أنحاء المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم ان الرجل توفي الجمعة مضيفا أن الاسباب التي دفعته لاشعال النيران في نفسه لم تعرف بعد. وذكرت صحيفة الرياض اليومية أن الرجل أشعل النيران في نفسه في منزله وتوفي في وقت لاحق في المستشفى. ولم يتضح ما اذا كان أقدم على هذا الفعل مستلهما وقائع مشابهة في عدة دول بالمنطقة بعد الاحتجاجات التي اندلعت في تونس. وبالرغم من ثروتها النفطية تعاني السعودية من البطالة التي بلغت نسبتها في أحدث أرقام نشرت 10.5 بالمئة عام 2009. وتقدم المملكة لمواطنيها مزايا اجتماعية لكنها تعد أقل مما تقدمه دول خليجية عربية أخرى منتجة للنفط مثل الكويت وقطر حيث عدد السكان أقل. ويفتقر كثير من السعوديين الى المواصفات التي تؤهلهم للتنافس على الوظائف مع العمال الاجانب الذين يمثلون نحو ثلث سكان المملكة البالغ عددهم 28 مليون نسمة. ويرفض اخرون العمل في الوظائف ذات الاجور المنخفضة التي يقبلها أجانب ومعظمم من شبه القارة الهندية وفي السودان، اضرم سوداني في الخامسة والعشرين من عمره النار في جسده فاصيب بحروق من الدرجة الثانية، كما افاد مصدر طبي في مستشفى ام درمان حيث يعالج. وقال شهود ان الامين موسى الامين وهو عامل بناء من دارفور، وقف في وسط الشارع في سوق ام درمان المحاذية للخرطوم وسكب البنزين على جسده واشعل النار. ولم تعرف دوافع الشاب. ونقل الشاب الى مستشفى ام درمان حيث وضع في وحدة العناية المركزة. وشهدت مصر والجزائر وموريتانيا محاولات مشابهة تأثرا بالتونسي محمد البوعزيزي. ونقل المركز السوداني للاتصالات المقرب من اجهزة الاستخبارات عن قريب للشاب انه كان ثملا. ولكن الاطباء قالوا انهم لم يعثروا على اثر للكحول في دمه. وشهد السودان في الاسابيع الاخيرة تظاهرات متفرقة. وتعاني البلاد من مشكلات اقتصادية وحالة استياء. وعلى مدى يومين دارت مواجهات في الجزيرة جنوبالخرطوم بين الشرطة وطلاب كانوا يحتجون على تدابير التقشف التي تبنتها الحكومة في 5 كانون الثاني/يناير في مواجهة ارتفاع كلفة الواردات. والاربعاء استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموعة لتفريق مئات السودانيين المطالبين بالافراج عن الزعيم المعارض حسن الترابي الذي اعتقل بعد 48 ساعة من نشر مقابلة رجح فيها قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس. وفي المغرب، حاول رجلان احراق نفسيهما الجمعة، احدهما في الصحراء الغربية والاخر في وسط المغرب، مما يرفع الى ثلاثة عدد هذه المحاولات منذ احداث تونس، كما ذكرت صحيفة الصباح السبت. وبحسب الصباح فان الرجل الذي وصل مؤخرا الى الصحراء الغربية آتيا من تندوف حيث تتمركز جبهة البوليساريو، حاول احراق نفسه في سماره لكن السلطات المغربية تدخلت ونقلته الى المستشفى. واكدت السلطات المحلية من جهتها ان الرجل "هدد بالانتحار حرقا لكنه لم ينفذ تهديده". واوضح شاهد عيان انه "سكب البنزين على الارض واضرم النيران، لكنه اوقف فيما كان يهم على الدخول الى النار". وجرت محاولة اخرى في بني ملال (وسط). وقد قام بها بحسب الصباح رجل يبلغ من العمر 41 عاما كانت السلطات وعدته بمخزن. واصيب الرجل بحروق بسيطة في احدى يديه بحسب السلطات. ويوم الجمعة وقعت محاولة اخرى في الدار البيضاء (100 كلم الى جنوبالرباط). واوضحت وكالة الانباء المغربية ان الرجل حاول اضرام النار بنفسه اثر مشاكل "ارث". وكانت محاولة الانتحار الاولى بالنار تسجل في المغرب بعد المحاولات الاخيرة للانتحار حرقا في بلدان عدة في المنطقة اثر ثورة "الياسمين" في تونس. وسجل موت البوعزيزي بداية انتفاضة شعبية دفعت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لمغادرة البلاد بعد ان حكمها طيلة 23 عاما. وجرت بعد ذلك محاولات انتحار حرقا في مصر والجزائر وموريتانيا.