حثالات لا اكثر هم من يعتقدون انهم شركاء في ثورة الشباب، لانهم كانوا يقبلون اقدام الحاكم بالامس مقابل بسمة يرسمهما على شفتيه امامهم وقليل من المكافآت المادية "لعن الله المال كيف اهانهم بالامس وشوه فيهم اليوم". باي تفكير يفكرون حتى يعتقدون انهم من يصنع الثورة او يشارك في صناعتها، والله انهم لن يشاركوا إلا في حصاد ثمارها فقط، اما صناعتها فانهم لن يمنحونها الا قذارة مما يحملون.. كيف لا وهم خائفون ان يقولا اية كلمة الى لحظة ان سمعوا بيان التصدع الذي احدثه اللواء علي محسن الاحمر، وبعدها بدأ القادة العسكريون يستقلون وينسحبون، وفي اليوم التالي يعتذرون وينفون.. بدأ الإعلاميون والمذيعون الذين منهم عادل الحبابي، وهو أكثر الزملاء الذين سقطوا من نظري، حينما اسمعه يتحدث لقناة الجزيرة وهو يُمثل البكاء في نفس اليوم الذي استقال فيه اللواء الأحمر، وكان مبرر استقالته المتأخرة من منصبه كمدير لقناة سبأ الفضائية الحكومية التي قال انها بسبب احداث جمعة 18 مارس الدامية وقوله ان ما جعله يقدم استقالته "وانا اسمعه باذني" هو حينما صافح والدته صباح 21 مارس بعيد الام تذكر امهات اولئك الشهداء ووجد نفسه عاجزا عن الاستمرار في ادارته للقناة كون ذلك يعد مخالفا من وجهة نظره للمبادئ الثورية، ويعتقد ان المستمع ساذج الى تلك الدرجة التي يخاطبه بها، اما ان كان صحيحاً ما قاله فهذا يعني ان المشاعر الإنسانية اصبحت لا تهيجها سوى اللمسات الأنثوية وليس الدماء التي تلونت بها ساحات التغيير في حي الجامعة التي تؤكد مصادر انها ضحية قناصة مجهولين حاولوا من خلال ذلك فتح جبهة دموية بين الحاكم والشعب وبهذا كادوا ينتصرون، اضافة الى اشتراك بلاطجة الحاكم الذين لا يجيدون إلا التعامل بلغة الطلقة.. تتكرر مشاهد الخزي من اولئك واحدد فيهم الإعلاميين كونهم اصحاب هدف اسمى من التذبذب بين اسلاك الأحزاب، او ترددات التنظيمات السياسية، هو اعتذار السيد الحبابي عن تقديم استقالته من منصبه مبررا ذلك انه كان بسب ضغوط واجهها من قبل مجموعة قامت باختطاف ابنته، ويعتقد انه بذلك التبرير سوف يقنع المتابع للأحداث، وكأن تلك العصابة التي اختطفت ابنته بالأمس –ان صح القول- وانا لا اصدقه نهائيا، عاجزة عن اختطافها مرة اخرى.. والحكم للقارئ حول سقوط هذه الورقة التي عهدناها اكثر من يتغنى بالرئيس وبالنظام خلال مشوار إدارته لقناة سبأ حيث لا يوجد برنامج او اغنية وطنية إلا وطالعتنا بإشراف عادل الحبابي.. انا جزء من الشعب الذي مل من هذا النظام واتحرق شوقا للتغيير، فانا لم انتظر شهادة تقدير لأثبت وطنيتي او توقيع حضور وانصراف لدى "المطوع" الواقف في مدخل ساحة التغيير لتفتيش الزوار خشية اندساس مسلحين تابعون للنظام.. لم انتظر تصريح للدخول الى عالم الوطنية من قبل الشيخ الانسي او الوالي الزنداني او الشيخ الأحمر او غيرهم.. وليس بالضرورة ان يكون جميع الثوار مرابطين في ساحة التغيير، فهم احيانا قد يخدمون الحاكم اكثر مما يضرونه خصوصا حينما تعج الساحة بأوراق التمباك تلك التي جرفها غثاء سيل الثورة من كل واد..