أصيب نحو 600 متظاهر بحالة اختناق وإغماء بينهم 18 في حالة حرجة اثر قيام قوات مكافحة الشغب بمدينة تعز بإطلاق الغازات المسيلة للدموع في محاولة منها لمنع مسيرة لشباب ثورة التغيير المطالبة برحيل النظام عند جولة حوض الاشراف من الوصول الى مقر المحافظة, فيما نفى مصدر طبي في مستشفى الصفوة ان يكون احد المصابين الذين استقبلهم المستشفى قد أصيب نتيجة إطلاق نار برصاص الشرطة, موضحا ان جميع المصابين الذين استقبلتهم المستشفى كانت اصابتهم بالحجارة والغازات المسيلة للدموع, مؤكدا عدم وجود حالة قتل حتى ساعة كتابة الخبر. وحسب شهود عيان فان مسيرة غاضبة جابت شارع جمال وحوض الاشراف قبل ان تصطدم بموالين للنظام ثم قوات الأمن بالقرب من مقر المحافظة عند الساعة العاشرة من صباح اليوم, لتندلع بعدها مواجهات أخرى دامت لساعات بين متظاهرين غاضبين وقوات مكافحة الشغب وموالين للنظام عند تقاطع حوض الاشراف وشارع الهريش المؤدي إلى ساحة الحرية حيث يعتصم عشرات الآلاف منذ شهرين للمطالبة برحيل النظام. وقد تمكن المتظاهرون عقب تلك المواجهات من بسط سيطرتهم على شارع حوض الاشراف واغلاقه تماما في وجه الحركة المرورية- وهو احد أهم شوارع المدينة الرئيسية الذي يربط طرفيها من جهة الغرب والشرق- وقامت (جرافة) بوضع الحواجز الخرسانية في وسط الشارع بغية نصب خيام جديدة, ما أدى الى تعطل حركة المركبات منه واليه , فيما قام متظاهرون غاضبون بنصب خيام جديدة في شارع الهريش إضافة الى وضع حواجز اسمنتية أدت الى توقف الحركة المرورية من والى الطرق المؤدية الى منطقة الهريش , وهتف المتظاهرون الغاضبون في وجه الشرطة برحيل النظام وافترشوا الطرق، فيما شوهد رجال الشرطة ومن خلفهم موالون للنظام بالقرب من مدرسة الشعب في مواجهة غير متكافئة مع شباب ثورة التغيير الذين قاموا بإنزال صور (للرئيس) من على جدران مدرسة الشعب ومن فوق كمبات الكهرباء وتمزيقها وإحراقها. وقدم عدد من شباب التغيير نفسه إلى رجال الشرطة وقد كتبوا على جبينهم شعارات من قبيل (نحن مشروع شهادة في سبيل الوطن), فيما طبع عدد منهم قبلات على جبين رجال الشرطة الذين اصطفوا بالقرب من صالة الهريش في محاولة لمنع المتظاهرين من التقدم قبل ان يقوم قائدهم بإصدار أوامره لهم بالانسحاب إلى مقر المحافظة أمام ضغط واصرار المتظاهرين الغاضبين الذين رددوا في وجه الشرطة (مش حانمشي هو يمشي), (الشرطة والشعب والجيش يجمعنا رغيف العيش).مصابين في اشتباكات بتعز وفيما تحولت الشوارع المؤدية الى ساحة الحرية الى خيمة طبية واسعة بعد عجز المستشفى الميداني والصفوة والخيمة الطبية للساحة عن استقبال مئات المصابين بحالات اختناق واغماء وسط تكبيرات ودعاء مكبرات الصوت بالنصر، وتحول معها المعتصمون الى خلية نحل لتقديم يد العون في محاولة لانقاذ المئات ممن لم تتمكن المستشفيات المتاحة لعمل اللازم, وتطوع مئات من اصحاب الدراجات النارية لاسعاف المصابين من والى ساحة الحرية وسط دعوات وتكبيرات بان يحفظ الله اليمن ويلهم حكامها الاستجابة لإرادة الشعب التواقة للتغيير بالطرق السلمية. وحسب مراقبون فان أجهزة الأمن بمحافظة تعز تحلت بضبط النفس حتى اليوم رغم مرور شهرين على انطلاق ثورة شباب التغيير, وكان عدد من رجال الشرطة في المحافظة قد تحدثوا للصحيفة عن تقديرهم لمطالب الشعب بطرق سلمية وحضارية, وطالبوا من المعتصمين ألا يستفزوهم بالسب او القذف بالحجارة وألا يعتبروهم ممثلين للنظام وإنما ممثلين للشعب ولحماية الشعب, مؤكدين أن الجميع يلتقون في معاناة واحدة. وشهدت ساحة الحرية سقوط اول شهيد برصاص موالين للنظام هو مازن البذيجي, ويجري التحقيق حاليا لمعرفة من يقف وراء الحادثة التي اتهم فيها مسئولون في السلطة المركزية والمحلية. هذا وكانت مسيرة نسوية تقدر بالآلاف قد جابت شارع جمال وحوض الاشراف قبل ان تصل الى ساحة الحرية, حيث يواصل شباب ثورة التغيير اعتصامهم للمطالبة برحيل النظام منذ شهرين, ورددت المتظاهرات هتافات برحيل نظام على صالح, وطالبن بمحاكمة من وصفنهن بالقتلة في (مجزرة) ساحات التغيير بصنعاء ومصنع الذخيرة في محافظة أبين وفي كافة محافظات الجمهورية.