أكدت لجنة مؤلفة من النيابة العامة والطب الشرعي ل"نبأ نيوز" أن (6) أشخاص فقط قتلوا اليوم في الأحداث التي شهدتها مدينة تعز، وأن (2) آخرين توفوا اليوم متأثرين بجراح أصيبوا بها في أحداث يوم الأحد. وقالت اللجنة: أنها قامت بجولة ميدانية لتفقد الضحايا، وحصر أعدادهم وتحديد احتياجاتهم العلاجية، شملت (10) مستشفيات بينها مستشفى (الثورة، والحكمة، والصفوة، والروضة، وابن سيناء، والرفاعي، والجمهوري، والعسكري، والخيمة الطبية، والمستشفى الميداني لساحة الحرية)، حيث ثبت سقوط (6) قتلى فقط، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين موزعين على هذه المستشفيات، وبعضهم حالته حرجة. وبحسب اللجنة، فإن القتلى هم: 1. خالد امين عبده - مستشفى الروضة 2. فكري الشميري - مستشفى الروضة 3. عبد الله سعيد مقبل - مستشفى الصفوة 4. وناصر عبد الله الشيباني - مستشفى الثورة 5. مشهور منصورالعبسي - مستشفى الحكمة فيما الاسم السادس حدث فيه التباس وسنقوم بإضافته لاحقاً. وكانت مسبيرة غاضبة قد توافدت من كافة ارجاء المحافظة وحملت لافتات مطالبة برحيل النظام وهتافات من قبيل "اليوم يومك ياعلي", "نحن والشرطة والجيش يجمعنا رغيف العيش"، وقام عدد من المشاركين في طبع قبلات على جبين رجال الشرطة والامن الذين امتلأت بهم كافة مداخل الشوارع المؤدية الى شارع جمال, في حين بادلهم رجال الجيش والامن نفس التحية، واكدوا انهم في حمايتهم كونهم يلتقون في معاناة واحدة.. وعند جولة حوض الاشراف حيث يوجد مقر المحافظة بالقرب منه اقدمت عناصر من الشرطة على اطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين, وامام كتل بشرية ضخمة من المتظاهرين الذين اصروا على تجاوز رجال الشرطة والاعتصام امام مقر المحافظة اطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي في الهواء من بنادق آلية مما أدى الى تراجع المتظاهرين, ليعودوا مرة اخرى بذات الاصرار على تجاوز الصف الامني الذي اطلق بعض عناصره النار من اسلحة رشاشة بشكل متواصل صاحبة اطلاق اعيرة نارية وغازات مسيلة للدموع, في حين شوهد بعض عناصر من رجال الشرطة يعلتون بعض المباني في جولة الاشراف. واستمر المشهد بين كر وفر ليتحول المشهد الى دماء تسقط من اجساد الشباب واحد تلو الاخر عجزت معه كل محاولات الانقاذ واستغاثات زملائهم الشباب الذين سمع نحيبهم وبكائهم يملأ الارجاء ولا من مجيب او مغيث, فيما ظل اثنين منهم ينزفون لدقائق وقد بترت ساق احدهم واخر طمست ملامح وجهه بالدماء بعد تعرضه لرصاصة حية نالت من جسده, لتتدخل سيارة اسعاف بعد ذلك وتنقلهم الى احد المستشفيات الحكومية.
وبدت مدينة تعز نهار اليوم مدينة اشباح ليس فقط لاستجابتها لدعوة العصيان المدني بقدر تحولها الى مسرح تظاهرات في كافة شوارع واحيائها الهامة, وشوهدت المحلات والمرافق العامة والخاصة مغلقة فيما كان المشهد الابرز يوم امس هو نقل الجرحى والمصابين في المواجهات بسيارات الاسعاف والدراجات النارية وسيارات المواطنين, في حين خلت معظم شوارع المدينة لاول مرة من صور للرئيس صالح الذي تدعوه الاحتجاجات الشعبية المتواصلة للتنحي منذ شهرين ولم يفعل حتى اليوم, هذا اضافة الى كل ما يرمز للحكومة مثل اختفاء السيارات الحكومية في الشوارع تحسبا لتعرضها للاعتداء من قبل شباب ثورة التغيير الذين يصرون على سلمية التظاهرات منذ شهرين.
الى ذلك دان مجلس تنسيق الجمعيات الحرفية والمهنية ما وصفه (بمجزرة) تعز, وطالب الناشط الحقوقي احمد السامعي بمحاسبة كافة المتسببين في الحادثة وتقديمهم للمحاكمة فورا , في حين اكدت المحامية معين سلطان وجود عدد 30 حالة اختفاء تم اطلاقهم اليوم الاثنين, ونددت لجنة الحقوق والحريات بنقابة المحامين بتعز (بالمجزرة) وطالبت بمحاسبة مرتكبيها فورا, مؤكدة ان تلك الجريمة تعد انتهاكا للدستور والقانون والمواثيق الدولية وانها لا تسقط بالتقادم.