دعت لجنة المتابعة العربية في داخل اسرائيل البدو، والعرب عموما إلى رفض تأدية الخدمة العسكرية او اي خدمة امنية، مؤكدة ان البدو جزء لا يتجزأ من النسيج العربي في الداخل. وعلى الرغم من ان الخدمة العسكرية للبدو في اسرائيل ليست اجبارية، مات 179 جنديا بدويا منذ اقامة دولة اسرائيل. الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة عندهم شعور بالكراهية لبدو اسرائيل، ويحملون فكرة نمطية للبدو بسبب خدمتهم في الجيش ومعاملة الفلسطينيين بشكل مهين وسيئ، كما هو حال الدروز واليهود، رغم ان ليس كل البدو يؤيدون الخدمة في الجيش الاسرائيلي ولا يوافقون على خدمة اقربائهم ومعارفهم بالجيش. من بين الجموع كان والد الجندي عمر سواعد الذي قتل خلال اشتباك مع حزب الله على الحدود اللبنانية قبل 11 عاما، وقد اعيدت جثة سواعد مع جنديين اخرين في عملية تبادل للاسرى. عائلة عمر هي من عشيرة السواعد التي تقطن في منطقة الجليل شمالي اسرائيل. أخواه لا يزالان يخدمان في الجيش الاسرائيلي. لكن السؤال الذي سألته لقاسم سواعد والد الجندي القتل عمر هو: لماذا يخدم البدو وهم من المسلمين في جيش اسرائيل الذي يقاتل بعضا من أبناء ملتهم. وكان الجواب: "المثل العربي يقول الذي يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه، فنحن نعيش بهذه الدولة ونخدمها بغض النظر عن المستقبل فاذا ذهبت دولة اسرائيل سنذهب معها واذا بقيت فنبقى معها ونحن نرى المشاغبات التي تحدث حولنا في الدول العربية". الوالد الذي خدم اولاده الثلاثة في الجيش يرى ان الخدمة عمل يوفر المال والامتيازات، وعلي لا بأس به. عمر سواعد ليس الشخص الوحيد من عشيرة السواعد الذي قتل في صفوف جيش اسرائيل، فعدد من ضباط الجيش اليهود يعرفون العشيرة التي قدمت عددا من ابنائها لاسرائيل. احد الضابط الاسرائيلين بعيد الاحتفال سلم على الوالد قاسم بحرارة وقال لي: "هذا من أعز الناس إلي، اب فقد ابنه ويتصرف خلال تلك السنوات بشرف واتمنى له التوفيق". اسم عمر كتب على النصب التذكاري في الموقع الذي شيد خصيصا للجنود البدو لتراه العائلة والعشائر البدوية الاخرى وكذلك امه التي رافقت العائلة. انحسار الظاهرة لكن ليس كل البدو يؤيدون الخدمة في الجيش، فظاهرة الخدمة العسكرية للبدو بدأت تنحسر وانخفض عدد الجنود النظامين إلى ألف جندي وفقا للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية. وهذا اقل بكثير مقارنة مع العقود الستة الماضية. البعض يرى ان انتشار التيار الاسلامي كان السبب في اقناع اكثرية البدو بعدم الخدمة، فيما يرى آخرون ان استمرار التمييز ضد البدو حتى لو خدموا هو السبب. أيمن عودة رئيس لجنة مناهضة الخدمة العسكرية يتوجه للبدو لتوعيتهم عبر مؤتمرات وخطابات لاقناعهم بعدم الخدمة في الجيش. ويقول: "انا اتوجه إلى البلدات العربية البدوية واتحدث عن اوضاعهم الاقتصادية فهي الاسوأ بالنسبة للعرب اما الوضع الاجتماعي والتعليمي فهو ايضا الاسوأ رغم انهم يخدمون في الجيش". ويضيف: "نقول لهم بدل التوجه إلى الجيش توجهوا إلى الجامعة للتعلم والعمل بمهنة شريفة وستربحون ماديا افضل من العمل في الجيش، الذي بعد ان يسرحوا منه لن يجدوا عملا، وهكذا اتحدث معهم عن الجانب الوطني ولكن ايضا الاقتصادي". بدو الشمال يخدمون في الجيش اكثر من بدو الجنوب ومع هذا فالخدمة العسكرية ليست إجبارية على البدو كما هي على اليهود والدروز. البدو لهم وحدات متخصصة في تقصي الاثر على الحدود مع الدول العربية، لكن غالبية تلك الوحدات تخدم في الضفة الغربية فيما يعرف بوحدة حرس الحدود على الحواجز العسكرية، ومعظم من يُسرح من الجيش يعمل في شركات الامن الاسرائيلية.