تجنب عدد من المحللين والسياسيين المصريين وبعضهم من معارضي التوريث عندما تحدثت إليهم "العربية.نت" التعليق على ما نشرته "صحيفة صنداي تايمز" البريطانية أمس الأحد حول استعداد زوجة جمال مبارك لتكون السيدة الأولى القادمة، رافضين الخوض فيما اعتبروه مسألة شخصية لا يجوز الحديث عنها في مجتمع معروف عنه احترامه وتقديره للحدود العائلية والأسرية. والتقطت بعض صحف القاهرة اليوم الاثنين 26-10-2009 ما نشرته الصحيفة البريطانية بعنوان "الجميلة الغامضة تستعد لتكون ملكة مصر "متحدثة عن السيدة خديجة الجمال زوجة جمال مبارك الأمين العام للجنة السياسات بالحزب الوطني". لكن النخبة من معارضة وسياسيين وصحفيين رفضوا اختراق العزلة عن الأضواء التي فرضتها على نفسها السيدة خديجة الجمال (27) عاما منذ زواجها من المرشح المحتمل لخلافة والده في رئاسة الجمهورية، وهو ما يعكس احتراما لرغبة هذه السيدة وزوجها في الابتعاد عن دهاليز السياسة ومعاركها، رغم كل ما تشهده مصر من حراك سياسي وإعلامي حول عملية انتقال السلطة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2011. منذ ظهرت جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل بلقب أول سيدة أولى في الاعلام المصري، وصارت لها اسهامات مباشرة في الحكم، عاد المصريون إلى الاهتمام بأخبار زوجات رؤسائهم، وهي عادة انقطعت مع انتهاء العصر الملكي عام 1952. ومع طرح اسم النجل الأصغر لمبارك كمرشح قوي محتمل لخلافة والده، كان المصريون يتساءلون عن السيدة الأولى القادمة معه رغم أنه لم يكن متزوجا، وبدت عزوبيته التي أنهاها قبل نحو عامين كأنها عقبة تمنعه من رئاسة مصر، مع أن الدستور لا ينص في أي من مواده على ضرورة أن يكون الرئيس متزوجا. الاهتمام بالسيدة الأولى المحتملة غاب كليا بعد زواجه فيما عدا متابعة قصيرة لحفل زفافهما العائلي الذي جرى في مدينة شرم الشيخ. المعارضون للتوريث إذا سئلوا عنها يعتذرون عن الاجابة احتراما وتقديرا لرغبتها في الابتعاد عن أي أضواء. وعندما ظهرت معه في منتدى دافوس في شرم الشيخ خلال العام الماضي، حاولت الصحافة متابعتها والحديث عنها، وخطفت بالفعل الأضواء عن مناقشات المنتدى باعتباره أول ظهور علني لها بجانب زوجها في مناسبة سياسية اقتصادية، لكن ذلك لم يستمر طويلا خصوصا مع استمرار امتناعها عن الادلاء بأي أحاديث أو تصريحات. خلف الأضواء ونقلت صحف القاهرة الاثنين فقرات كاملة من التقرير الذي أعدته مارى كولفين، وفيه أن خديجة- التي وصفتها ب"الشابة الجميلة"- "تستعد لتصبح السيدة الأولى للشرق الأوسط، إذا ما تولى زوجها رئاسة الجمهورية، خلفا لوالده الرئيس حسني مبارك"، متوقعة أن "يستخدم جمال خطابه في مؤتمر الحزب الوطني المقبل ليطلق حملته ليكون مرشح الحزب للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها عام