الحالة النفسية هي رمانة ميزان الجسم.. ولأن العالم العربي يشهد أحداثا ساخنة من شأنها التأثير على نفسية المواطن العربي، أصبح هناك تخوفٌ من تأثير ذلك على صحته النفسية، التي كانت محور الحوار مع المحلل النفسي د.أحمد عبد الله في لقائه مع جمهور mbc عبر ناس TV الأحد 27 مارس/آذار. وأكد د. عبد الله نصيحةً ضرورية للتغلب على القلق وهي ضرورة المشاركة في الأحداث، وقال ردا على كثير من الأسئلة التي شكا أصحابها من الشعور بالقلق: "الانعزال عن الأحداث والاكتفاء بالمشاهدة عبر التليفزيون يجعلك عرضةً للضغوط النفسية، أما المشاركة تجعلك مدركا تماما لما يحدث على أرض الواقع، وهذا يجعل طاقتك العصبية مستثمرةً في الفعل، فيزول القلق". وقال د. عبد الله إن المشاركة في الأحداث الجارية أو على الأقل وجود مشاعر إيجابية تجاهها يؤثر بشكل إيجابي على الكفاءة الجسمانية بشكل عام، والجنسية بشكل خاص، الأمر الذي دفعه إلى طمأنة أحد السائلين على حالة صديقه السوري الذي سيتزوج خلال أيام في خضم الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا. واستشهد المحلل النفسي بعبارات قالها بعض الأشخاص خلال الثورة المصرية تؤكد تنامي المشاعر تجاه الجنس الآخر وقت الثورات. ومن بينها ما جاء على لسان مخرج مصري عندما سئل عن شعوره لحظة إعلان تنحي الرئيس مبارك، قال: "شعرت بنفس الإحساس الذي شعرت به وأنا ألمس يد محبوبتي لأول مرة". واستقبل د. عبد الله على صفحته بموقع "فيس بوك" تعليقا من صديق له، يربط –أيضا– بين شعوره الوطني في هذه اللحظة والمشاعر تجاه الجنس الآخر، ويقول التعليق: "كنت أتمنى أن يكون لي صديقة حتى أقبلها عشية سقوط الديكتاتور". انقلاب في علم النفس الربط الذي بدا غريبا بين حب الوطن والحب العاطفي، لم يكن أغرب من الأداء المتميز الذي أظهرته تلك الفئة التي كان يطلق عليها مراهقون في أحداث الثورات العربية. ومن هذا المنطق رفض د. عبد الله الإجابة على سؤال عن نفسية المراهق، وقال: "ستتغير كثير من نظريات علم النفس حول هذه الفئة بعد الثورة، لأننا كنا ننظر للمراهق على أنه إنسان يغلب القلق والتوتر الداخلي على شخصيته". وإذا كانت النظرة للمراهق ستتغير، كأحد نتائج الثورات، فإن النظرة النفسية للحاكم الذي يجلس طويلا على كرسي الحكم لم تتغير، كما أكد المحلل النفسي. وقال ردا على سؤال حول نفسية الرئيس مبارك: "من الثابت لدينا في علم النفس أن الجلوس طويلا على كرسي الحكم يصل بالحاكم لمرحلة إدمان الكرسي، ويصاب إذا أُجبر على التخلي عنه بأعراض التوتر والاكتئاب التي تصيب المدمن الذي يتم سحب المخدر منه عند علاجه نفسيا". وما ينطبق على الرئيس مبارك، استخدمه د.عبد الله للإجابة –أيضا– على أسئلة حول نفسية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والليبي معمر القذافي، وإن كان قد أحال متابعيه لمطالعة المزيد حول نفسية الرئيس الليبي من خلال البحث على موقع يوتيوب عن حلقات للدكتور أحمد عكاشة الرئيس السابق للجمعية الدولية للطب النفسي. سباق السلحفاة والأرنب ومن إدمان السلطة، إلى إدمان الاستقرار، كان رد الدكتور عبد الله على سائل أبدى ملاحظة أنه ورغم مشاركته بالثورة المصرية، إلا أن هناك بعض الحنين لديه للرئيس مبارك. قال: "أنت تعودت على وضع الاستقرار بمصر، الذي هو أشبه بهدوء الموتى، وفي مقابل ذلك فإن الميل إلى التغيير يوجد لديك –أيضا– وهذا شعور طبيعي كان موجودا لدى كل المصريين ". وأضاف: "الصراع بين الاستقرار والتغيير موجود عند كل البشر، لكن الإحساس به ارتفع في مصر لأن التغيير جاء سريعا وفجائيا، فبعد أن كنا نسير بخطى السلحفاة أصبحنا نجري كالأرنب". وكان د.عبد الله قد استقبل أكثر من 40 سؤالا، ورغم أن موضوع الحوار كان عن نفسية المواطن العربي وقت الثورات، إلا انه استقبل كثيرا من الأسئلة الأخرى عن بعض المشاكل العاطفية، ومرض الاكتئاب وكيفية علاجه.