أكدت مصادر مقربة ان صراعات عنيفة داخل حزب" تجمع الإخوان المسلمين" التجمع اليمني للإصلاح بين الجناح المتشدد والجناح المعتدل والجناح الليبرالي والقبلي والتجاري نتيجة للانقلابات والتآمرات الغير معلنة التي أحدثها الجناح المتشدد وعدم التكافؤ والتوافق في النظريات والأفكار بين جناحات التجمع الاخواني. وقالت ان الجناح الديني المتطرف بقيادة "حميد" الأحمر استحوذ على كل مسارات وتوجهات الحزب الأخواني بالإضافة إلى القرارات الفردية من قبل الجناحات أنفة الذكر ما نتج عنه خلافات شديدة بين قياداته حتى وصل الأمر إلى إن بعضهم هدد بتقديم استقالته من الحزب اذا استمر "حميد" الأحمر بالاستيلاء والاستعلاء على قياداته وتسييرهم وقراراتهم بالريموت كنترول . وأضافت بأن هذا الخلاف والصراع وصل إلى قواعد وذات الحزب الأخواني السياسية وشملت كل أجنحته بمسمياتها المختلفة. مشيرة إلى ان الصراع الذي شبت نيرانه بين جناحات حزب الاخوان المسلمين وصلت شراراته العاصفة إلى صفوف بقية أحزاب المشترك التي تعاني هي الأخرى من خلافات وصراعات غير معلنة ، الأمر الذي جعلها تلجأ إلى إصدار مبادرات متعددة وغير متوافق عليها ، وهذا ما زاد في تعميق الصراع ونتج عنه خلافات شديدة داخل الساحات نفسها وبدأ كل كيان داخل الساحة يصدر مبادرة فردية من ذاته الأمر الذي نتج عنه الإسهال في إصدار المبادرات الغير منطقية وعقلانية . وعلى ذات الصعيد أشار مراقبون سياسيون إن القوى الشبابية الموجودة في الساحة تتحرك خارج سيطرة تلك الأحزاب وأصبحت القوى الشبابية تعيد ترتيب نفسها ، وهذه التكوينات الشبابية هي مرتبطة بأحزاب المشترك بشكل أو بآخر قد أثارت الكثير من المشاكل بين تلك القوى إلا إن القوى المدنية المتواجدة داخل الساحة بدأت تعبر عن نفسها وأظهرت تعاطفها مع الحزب الاشتراكي باعتباره أكثر قربا لفكرة بناء الدولة المدنية ، كما أبدت التكوينات الليبرالية في تجمع الإصلاح أيضا تعاطفها الأمر الذي أثار الكثير من المخاوف والارتباكات داخل الحركة الاخوانية وتعاملت مع ذلك التعاطف وكأنه إفشال لمخططها الانقلابي وهو ما سبب عملية الصراع داخل الحركة الاخوانية والذي انتقلت شراراته إلى داخل صفوف قيادات أحزاب المشترك. كما أكدوا بأن مبادرة المشترك الحالية لا تعبر عن أطراف المشترك جميعا وقد تكون كسابقاتها من المبادرات . معتبرين المبادرة التي قدمت اليوم من قبل المشترك هي مبادرة جاءت نتيجة لتخوف هذه الأحزاب من تحركات الشباب وعودة النظام الحاكم إلى حشد المسيرات الجماهيرية المناصرة للشرعية الدستورية التي بلغ جموعها الملايين والتي إعادة الثقة إلى القيادة السياسية المتماسكة واستطاعة تلك الحشود أن تزيد من عمق تماسك النظام لتولد في نفسه القناعة التامة بأنه قادرا على قيادة وصناعة التغيير الذي يطالب به الشعب دون مشاركة أو تدخل أحزاب المشترك . منوهين إلى إن القوى الإقليمية والدولية في ظل تعنت المشترك أصبح لديها قناعة تامة بأن النظام الحاكم في اليمن أكثر جدية في قيادة التغيير بدون الحاجة إلى أحزاب المشترك التي أثبتت فشلها وعدم قدرتها على صناعة التغيير أو إحداث أي اصلاحات بسبب رؤيتها الضبابية التي لا ترتكن إلى أية برامج للإصلاح الحقيقي والجاد عدى قدرتها في صنع الأزمات من خلال أحلامها الطوباوية والتي قد توصل اليمن إلى حرب أهلية . مؤكدين انه لم يعد أمام النظام الحاكم في اليمن أي خيار أخر إلا قيادة عملية التغيير منفردا خاصة بعد أن تكشفت له الحقائق بعد ظهور العناصر التي ساهمت وساعدت على تفشي ظاهرة الفساد من خلال المحاولة الانقلابية على الشرعية الدستورية في الأسابيع الماضية وعراها تآمرها على الواقع . كما ان النظام الحاكم نصح بأن يمد جسوره باتجاه التكتلات المدنية كونها السواعد السمراء التي ستقود عملية الإصلاح والتغيير لبناء دولة مدنية دولة النظام والقانون دولة المؤسسات التي تستمد قواها من الشعب وتطلعاته.