برغم كل شيء وبرغم كل ما حدث وقيل وأثير إلا أن هاجس الزحف والزحف وحده يشغل كل حيز من فراغ في تفكير أمراء السياسة ومنظِّري "الفيد السلمي". منطق الغزو يعشعش في الرؤوس, لأن البعض مستعد لدفع الآلاف من الشباب الى المحرقة والتضحية بهم في غزوة الزحف الموعود, أو كما قال عسكر زعيل ل"العربية" في وقت سابق إن "التضحية بمائة ألف أو بمائتي ألف" بني آدم يمني "مش مشكلة" على الإطلاق في سبيل الغاية العظمى والزحف على القصر ودار الرئاسة لإسقاط النظام!! الناطق الإصلاحي باسم أحزاب المشترك محمد قحطان عاد للإزباد والإرعاد مستميحا الأجانب العذر وطالبا الإذن بضع ساعات لإسقاط النظام, وكأن تفيد شركة أسماك أو نهب مواطنين في مدينة إب أموالهم باسم الاستثمار الإسلامي والربا الحلال لا يختلف عن ابتلاع دولة وإسقاط شعب من خارطة العالم. وكان قبلها بمدة أحيا خيار الزحف, فالخطوات القادمة للمعارضة –شرحها قحطان للجزيرة- تتحدد في التصعيد والإجهاز على النظام عبر إجراءات "سلمية" تنتهي بالزحف على القصر. حاول الاستدراك ولكنه لم يستطع فأضاف الورود والزهور الى الزحف لتصبح "الزحف بالزهور" لإسقاط القصر الجمهوري!! لم يحدد قحطان طبيعة ونوعية الزهور وألوانها وطبيعة الروائح التي تطلقها؟ الأكيد –بالتأكيد- أنها زهور سلمية حلال زلال, من قبيل الكلاشينكوف وال آر بي جي وصواريخ لو, وأشياء سلمية أخرى من تلك التي استخدمت في حرب الحصبة عند الزحف السلمي على وكالة سبأ ووزارة التموين ووزارة الإدارة المحلية ومعهد التوجيه والإرشاد! مؤخراً ظهر عسكر زعيل على "العربية", مبشراً: "النصر قريب وقاب قوسين", وقبل ذلك كان قحطان ألمح الى الخطوات التصعيدية الحاسمة تقريباً ليوم النصر وختمها بالحديث القديم حول خيار "الزحف" الحتمي المزخرف بالفل والريحان ودماء "مائة, مائتين ألف" يمني! يتناغم الرجلان -قحطان وزعيل- الى حد بعيد. الخلفية المشتركة التي يجيئان منها ويستندان إليها والقيادة التي تسبغ عليهما معا مددا ويدا, والطبيعة الحربية المتشابهة المسكونة بحب الغزو والزحف والاقتحام, كلها عوامل مشتركة جعلت التشابه بين ثنائي إخوان الفرقة وإخوان الجماعة يصل حد التطابق. على أن العقيد قحطان والعقيد زعيل عسكريان وهما أفضل من يمثل المعارضة (السلمية) في هذه المرحلة!! ثمة عقيدة واحدة تجمع العقيدين.. وربما كانت هواية "جمع الزهور" و"قطف الورود" وغزو القصور هي الأشهر على الإطلاق في قائمة هوايات جماعة الفرقة وفرقة الجماعة.