/قراءة تحليلية/عبدالله صادق أمين - كنا قد تناولنا في الحلقتين السابقتين ( الحلقة الأولى والحلقة الثانية) بعض من حكايات الواد علي محسن صالح الحاج وتطرقنا فيهما الى السبب الذي جعله يغير لقبه من الحاج إلى الأحمر وكذا تطرقنا الى عمله في مخبز قصر السلاح وسرقته للكدم والرصاص وكل ما خف وزنه وغلي ثمنه آنذاك وطريقة دخوله الجيش بالإضافة الى الأسباب الرئيسية التي أصابته بالمرض النفسي وكيف تقمص شخصيته الإخوان ، وفي هذه الحلقة نستعرض بعض من رحلته مع حركة الإخوان المسلمين التي ظهرت من بعد قيام الثورة في العام 1962م والتي أوردنا جزء منها في الحلقة الثانية وكذا مساهماته في معسكرات الحركة الجهادية الاخوانية في باكستان وأفغانستان بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبها علي محسن الأحمر في حرب صيف 94م وفي هذه الحلقة سنتطرق الى سعيه تحويل معسكرات الفرقة الأولى الى معسكرات" جهادية " لخدمة حركة الإرهاب والتطرف وكذا حرب صعدة وما تلاها من أحداث وكذا سر عداءه للحرس الجمهوري والعميد احمد علي عبدالله صالح. كما اشرنا في الحلقتين الماضيتين الى ماضيه الأسود المليئة ذكرياته بالجوع والحرمان التي لا زالت تطارده حتى في نومه ويقظته خاصة بعد أن وصل الى مكان صنع القرار والمنزلة الكبيرة من الوجاهة والنفوذ بالإضافة الى الثراء الفاحش .. إلا أن غروره جره الى حظيرة ومستنقع الإرهاب والتطرف حتى وصل مركزه فيها وتم تصنيفه واحدا من القيادات البارزة في حركة الأخوان المسلمين الذي انخرط في صفوفها منذ الوهلة الأولى كونها هي المتنفس الذي يستطيع من خلاله الخروج من بوتقة الماضي ومن خلالها يتمكن من الانتقام لماضيه من الحاضر الذي لا يتعايش معه اليوم بسبب عوامل ذكرياته وأصبحت مرضا نفسيا مزمنا لا يمكن التعالج منه ونتج عنها إفرازات العنف الدموي الذي رافقه منذ صيف 1994م وحتى اليوم . الفضلي وعلاقته ب علي محسن بدأ نشاط اللواء الاخواني يتزايد منذ بداية الألفية الثالثة من خلال التركيز على رموز ومشيخات بعض القبائل خاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية والغربية والوسطى مستغلاً النفوذ والثقة التي منحه القائد الأعلى اياها بينما كان منشغلاً بحسب التكليف له في المنطقة الغربية إلا ان صهره طارق الفضلي الذي تربطه علاقة وطيدة بالحركة الاخوانية والتي ترتبط جذورها بتنظيم القاعدة . وأوكل الى الشيخ طارق الفضلي مهمة استقطاب الموالين وتنظيمهم في خلايا نائمة بدعم وتشجيع وإشراف من الجنرال علي محسن في الوقت الذي كان يتحين الفرصة التي يمكن فيها الخروج والإعلان عن بطانته السوداء سيتم الحديث عنها لاحقا. حرب صعدة وقتله للسيد حسين بدر الدين الحوثي تعمد اللواء علي محسن صالح مخالفة التوجيهات من قبل القيادة العليا في حرب صعدة كان أولها عندما اقدم على قتل قائد التمرد الحوثي السيد حسين بدر الدين الحوثي والذي كلف بالقبض عليه وإيصاله حيا إلى القيادة السياسية ولكن حكاية المهدي المنتظر التي غرستها في عقليته المريضة قيادات الحركة الاخوانية حرضته على التخلص من الحوثي حتى لا ينازعه في حمل رسالة المهدي المنتظر كون حسين الحوثي بحسب نبوءاتهم انه هو المهدي المنتظر لأن هناك بعض من الشروط تنطبق عليه وقد يكون عائقا كبيرا تجاه علي محسن في حمل رسالة المهدي المنتظر ولكن الى ذلك الحين شروط المهدي والنبوءة تنطبق على " علي محسن لذلك يجب عليه التخلص منه لأن نبؤاتهم تقول ان الحوثي ربما يكون هو المهدي المنتظر وقد يصل الى تطبيق الشروط , فما كان من علي محسن الحاج الا القيام بالبحث عن السيد حسين بدر الدين الحوثي حتى تم العثور عليه في احد كهوف مران فخرج اليه مستسلما وبعد ان تأكد منه لم يتوانى او يتراجع عن قتله بالرغم ان التوجيهات من قائده الاعلى كانت صريحة بإيصاله اليه حيا الا انه خالف التوجيهات خشية ان يتم الافراج عن الحوثي من قبل قائده الاعلى ان وصل اليه حيا وفي هذه الحالة لن تتحقق النبوءات والحلم الذي غرسه اخوان الحركة في عقليته التي استحوذوا عليها تماما . العنف وقتله الأبرياء في صعده بعد ان تأكدت الحركة الاخوانية من مقتل حسين الحوثي وظهر بعدها أنصاره ممن يحملون الفكر الزيدي الذي تعتبره الحركة الاخوانية عدوهم الأول وخوفا من ان يقضي عليهم خاصة بعد ان شاهدوا ان له اتباع وموالين كثر قد يتمكنوا من القضاء على حركتهم الاخوانية في اليمن والى الأبد خاصة إذا تضاعفت قوته فما كان منهم الا ان غرسوا في عقله وحي نبوءاتهم الجديدة التي تقول ان منافسا سيظهر قريبا من صعدة وينافسه على حمل راية شرف المهدي المنتظر وعليه ان يبحث عنه حتى يجده ويقتله لأنهم لا يعلمون حتى ذلك الحين ما هي صفاته الأمر الذي جعل عنفه الدموي ضد مواطني محافظة صعدة وأبنائها يزداد عله يستطيع من خلال حصده للأرواح والدماء التي سفكت الوصول الى غايته وقتله للمهدي المنتظر المزعوم قبل ان يظهر لأنه لا يملك اي معلومات دلالية عن الشخص والمكان الذي يتواجد فيه من سينازعه علي حمل رسالة المهدي المنتظر وما حدث لأبناء صعده من قتل ودمار غني عن التعريف اضافة الى اطالة أمد الحرب . رفض القيادات تولي قيادة المنطقة الغربية أدركت القيادة السياسية ان علي محسن صالح بات خطرا يهدد المنطقة الغربية وغيرها من المناطق خاصة بعد مخالفته التوجيهات في أحضار حسين بدر الدين الحوثي واطالته للحرب الذي حولها الى حرب أبادية ضد ابناء المحافظة الامر الذي جعلها تكلف بعض من القيادات بتولي قيادة المنطقة الغربية خلفا له الا ان أحدا لم يجرؤ على ذلك خشية ان يبطش بهم لعلمهم بالحال الذي وصل اليه علي محسن صالح فما كان من القيادة السياسية الا ايجاد خطة مضادة لتقليص حجم علي محسن والعمل على كيفية التقليل من حجم نفوذه العسكري سيأتي ذكرها. عسكر زعيل وتفجير الحرب السادسة في صعدة بعد ان وجد في عسكر زعيل العقلية والفكر الذي يمكن الاستعانة به كما استعان موسى بهارون والذي كان يعمل في معسكر الفرقة الأولى طباخا قبل ان ينتقل معه الى صعده ، عمل اللواء علي محسن صالح على تقريبه اليه ليستفيد من بعض الأحاديث الدينية التي كان يحفظها ومنح الترقيات والرتب العسكرية وجعله الخطيب والإمام داخل المعسكر وفي المساجد الذي كان يصلي الجمعة فيها. وبعد ان وجه الرئيس بإيقاف الحرب الخامسة وإجبار علي محسن صالح على تنفيذ الأوامر وحدث ما حدث من تركه لبعض الأسلحة والعتاد العسكري حتى يستفيد منها الحوثيين ، أراد عسكر زعيل ان تزيد ثقة علي محسن به وكان في ذلك اليوم سيحضر علي محسن لصلاة الجمعة في جامع سلمان بصعدة الذي يخطب الجمعة فيه عسكر زعيل ، فدبر عسكر زعيل خطته من خلال تفخيخ موتوسيكل( مًتر) وارسل الى علي محسن صالح بأن لا يحضر للصلاة في مسجد سلمان كونه يشتم رائحة خيانة وبعد الانقضاء من الصلاة حدث انفجار العبوة الناسفة التي وضعها عسكر زعيل في ذلك الموتوسيكل " المُتر" .. واتهم عقبها الحوثيين من انهم دبروا ذلك لاغتيال اللواء علي محسن صالح والتخلص منه وافساح المجال " للمهدي المنتظر بحسب رواية جماعة الحركة الاخوانية عن طريق وضع تلك العبوة الناسفة وعقبها اندلعت الحرب السادسة. الجنرال يخطط لتحويل معسكرات الفرقة الى معسكرات لتدريب الاخوان بعد ان تمكن من من ايجاد اكثر من معسكر للفرقة الاولى في كل محافظة وتوسع نفوذه بدأ يفكر في تنفيذ مخطط تدريب عناصر الجماعة الاخوانية في معسكرات الفرقة الأولى وتحويلها الى معسكرات لتدريب العناصر الارهابية على غرار معسكرات افغانستان وبكستان خاصة بعد أن ضم اليها بعض القيادات التي تخرجت من تلك المعسكرات وتحويل معسكرات الفرقة الاولى مدرع الى معسكرات لتنمية العناصر الارهابية ، استيقظت القيادة السياسية لتجد أن اللواء علي محسن صالح الذي منحته ثقتها وآمنته على قيادة الجيوش وادارت الألوية والمعسكرات قد توسع نفوذه وصار لديه أكثر من معسكر في كل محافظة تابع للفرقة الأولى مدرع والتي يتصرف بها كيف يشاء وأصبحت قياداتها لا تتلقى التوجيها والأوامر إلا منه شخصيا ولا يحق لأحد تعيين قادتها سواه وأصبحت خطراً يمكن أن يفتك بالوطن بإشارة من اللواء علي محسن الذي صارت أوامره وتوجيهاته تنفذ على مستوى المحافظات اليمنية اقلها كان التوجيه بالإفراج عن سجين او صرف قطعة أرض ناهيك عن أمتلاكه لهكتارات من الأراضي في كل محافظة والتي استولى عليها عنوة او بسط عليها تحت فوة السلاح . عملية إستقطابه للوجاهات الاجتماعية والشخصيات والمشائخ أستغل الثقة التي منحته اياها القيادة السياسية وأوكلت اليه الى جانب مهام قيادة المنطقة الغربية بموجب طلب منه النظر في قضايا القبائل والمشائخ والعمل على حلها بحيث يتمكن القائد الاعلى من الالتفات الى القضايا الخارجية والاقتصادية والتنموية بينما علي محسن صالح الذي أوهم الناس كما اسلفنا في الحلقات الماضية من انه الاخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله بعد ان أوكل اليه المهام الداخلية والتي استغلها في تنظيم الشخصيات والمشائخ والوجاهات في صفوف الحركة الاخوانية دون علم الكثير منهم ممن كانوا يترددون على مجلسه ويصرف لهم الهبات والمعونات ويوظف ويعسكر ابنائهم وقرائبهم ويصرف الاراضي وكان أمره لا يواجه بالرفض من لدن القيادة السياسية حتى وصل الامر الى انه صار من يعين الوكلاء والوزراء والسفراء ومدراء العموم وغيرهم مما جعل الجميع يتوجهون نحوه لقضاء حاجياتهم في الوقت الذي كان السبب الرئيس في أثارت الحروب بين القبائل ويدعم الطرفين ضد بعضهم لإحداث الصراعات القبلية والمناطقية سيلي ذكرها فيما بعد، وفي الوقت الذي كانت القيادة السياسية مشغولة بهمومها الاقتصادية والتنموية وسعيها الحثيث لبناء البنى التحتية الا ان اللواء علي محسن صالح أستطاع استغلال مكانته في موقع القرار وأستطاع ان يشتت انتباه الاجهزة الامنية من مراقبة تحركاته بل ولعلمه ان احدا لن يجرؤ على مجرد الشك في ولاءه للقيادة السياسية فعمدت تحركاتها التنظيمية الى خلق الصرعات واشعال الحروب البينية بين قبائل اليمن كما اسلفت حتى يكون له الحضور الفعلي لتوطيد العلاقات والتنظيم للحركة حتى انه اصبح في كل محافظة اكثر من حرب بين قبائلها وعلى أتفه الأسباب وهو الداعم والممول سيأتي ذكرها لاحقا. الا إن عيون المخابرات الأمريكية كانت ترصد تحركاته وأصبحت على يقين من أن له ارتباط وثيق بحركة التطرف الأخواني وتنظيم القاعدة خاصة بعد اكتشافها ضلوعة في تفجير المدمرة الأمريكية كول وكذا ناقلة النفط الفرنسية وغيرها من خلال تحقيقاتها السابقة وتحرياتها عن نشاطه فكان كما اسلفنا أحد المطلوبين للإدارة الأمريكية بتهم عدة وكان على رأس قائمة الإرهابيين الى جانب الزنداني والمؤيد وصعتر المطلوبين للإدارة الأمريكية. كشف المستور بعد ان اتضحت الرؤية لدى القيادة السياسية والنوايا التي يريد الوصول اليها الجنرال على محسن صالح من منحته ثقتها ،ولكن بعد ان صار إخطبوطا بل فرد أجنحته كالطاووس على كل المحافظات ، ولعلمها ان الوقت تأخر لكن الأمل لا يزال موجودا ومن الضروري إيجاد قيادي محنك يمتلك الدهاء والذكاء والحكمة وقوة الصبر بل والخبرة الحديثة في فنون الادارة والتكتيك حتى يتمكن من تقليص نفوذ الجنرال المخادع وقص اجنحته الطاووسية من خلال استعادة الأولوية والمعسكرات التي أصبحت لا تأتمر الا بأمر الجنرال علي محسن. فبدا القائد بالبحث والتنقيب عن تلك الشخصية في صفوف الضباط العسكريين من الحرس القديم من ضباط الجيش والأمن من المؤهلين الذين يمتلكون الخبرة والكفاءة وفنون القيادة للقيام بهذا الدور .. أجتمع مع كبار الضباط من قيادات الجيش العسكريين الا انهم أكدوا له عدم القدرة في مجابهة هذا الإخطبوط خشية من بطشه كون جميع الألوية قد اخترقها عدا الحرس الجمهوري الذي توقعوا ان يؤدي هذا الدور الوطني الهام ولكن من هو الرجل الذي سيتولى قيادة هذا المعسكر الذي يحتاج الى موازنة الدولة لسنوات حتى يتمكن الوصول الى المقارنة بألوية ومعسكرات الفرقة الأولى مدرع.. اجمعوا برأي واحد انهم بحاجة الى موازنة ضخمة وسنوات طوال حتى يصلوا إلى المستوى من التجهيز والتسليح الذي وصلت اليه معسكرات الفرقة الاولى في الوقت الذي راودتهم مخاوف شتى من ردة فعل الجنرال علي محسن. اللواء علي صالح الأحمر استطاع إقناع الرئيس الرئيس لم يفكر قط بتعيين نجله قائدا للحرس الجمهوري !!.. وطلب من تلك القيادات اعداد دراسات وخطط عملية لتنفيذ المهمة.. تمر الايام ولم يصلوا الى قناعة تامة بسبب المخاوف لتي أسلفنا ذكرها.. الوقت كان أزف والإسراع في الامر كان مهم خاصة وان الجنرال مستمر في ما يريد الوصول اليه خاصة ازدياد نشاطه الأخواني وتواصله مع قيادات الارهاب بالمكشوف. وبعد شهر من طرح الموضوع حضر اليه "اخيه" اللواء علي صالح الأحمر وقال له لقد وجدت الرجل المناسب الذي تبحث عنه شاب تنطبق عليه كل الصفات التي تريدها ويملك من الطموح ما يؤهله لأن يكون أكثر من مما تريده فقال له من يكون فقال انه نجلنا احمد فرفض الرئيس في البداية الفكرة كونه لا يريد أن تفشل المهمة فقال اللواء علي صالح الأحمر انا ثقتي كبيرة بابننا أحمد كونه مؤهل لذلك ولا احد في رأيي يمتلك الصبر والحكمة والأخلاق وفن الإدارة غير ابنك أحمد قال الرئيس هذا قرار صعب أخشى ان يرافقه الفشل وماذا ستقول القيادات التي طرح عليها الامر مع علمه ان نجله لديه الكفاءة العالية والقدرة على تنفيذ المهمة وانه الرجل المناسب في المكان المناسب فقال اللواء علي صالح الأحمر استدع القيادات واطلبها لاجتماع وسترى بعينيك وتسمع بأذنيك وعندما اجتمع القادة العسكريين من المحاربين القدامى وطرح اللواء علي صالح الأحمر عليهم الفكرة بعد ان أدرك عدم رغبتهم بذلك فقالوا جميعا نعم الرأي الصائب وخير من اخترت بالرغم من ان معظمهم كانوا يجزمون بأن الفشل هو حليف القائد الشاب في الوقت الذي لا تزال تساور الرئيس ثمة مخاوف وبعد ان اجمعوا على قرار التعيين طلب الرئيس إليه نجله احمد وعرض عليه الأمر فكان رده ردا جعل قائده الاعلى يعجب به عندما قال وبنفس الاعتماد المخصص للحرس الجمهوري فتم بعد ذلك اعلان العميد احمد علي عبدالله صالح قائدا للحرس الجمهوري إلى جانب القوات الخاصة. كيف قابل علي محسن قرار التعيين بعد ان صدر القرار الجمهوري بتعيين العميد احمد علي عبدالله صالح قائدا للحرس الجمهوري قابل الجنرال علي محسن صالح الخبر بسخرية وقال( قد الرئيس عين نجله قائدا للحرس خوفا مني والله لا اغلق عليهم الأثنين في دار الرئاسة) وعند بلوغ الخبر الى العميد احمد لم يزعجه ذلك وفضل العمل بصمت بعيد عن الظهور الاعلامي او اظهار عداءه لأي كائن . كيف أستطاع العميد احمد سحب البساط وقص أجنحة الإخطبوط. تمر الايام ويفاجئ الحرس القديم بحنكة ودهاء القائد الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يسحب البساط من تحت اقدام الجنرال الإخطبوط علي محسن صالح ، وحقق نجاحات كبيرة ومثمرة واستطاع ان يحدث نقلة نوعية ومتميزة داخل المؤسسة العسكرية وضمت اليه معظم معسكرات الفرقة الاولى مدرع الذين وجدوا في قيادة الحرس الجمهوري الحلم الذي طالما بحث عنه كل جندي وضابط . لقد وجدوا في شخص القائد الشاب ما كانوا يبحثون عنه طوال فترة التحاقهم بالمؤسسة العسكرية كونهم كانوا يتطلعون الى وجود قيادة عسكرية تهتم بهم وترعى شئونهم وتمتلك القدرة والكفاءة في احداث نقلة نوعية مثل هذه النقلة التي احدثها القائد الشاب داخل المؤسسة العسكرية لتشعرهم بانهم يخدمون الشعب والوطن ولم يوجدوا لخدمة اشخاص وطقوس معينة . وتمكن من بناء معسكرات الحرس الجمهوري البناء الصحيح الذي يليق بمكانة الجندية العسكرية والوطن .. منحهم امتيازات خاصة كانوا يحلمون بالحصول ولو على جزء منها يستلموا كامل حقوقهم دون انتقاص .. يتلمس همومهم ويصغي الى مظالمهم ويعمل على حلها ..كرس كل جهوده في خدمة الجميع .. غرس في نفوسهم ان الجميع يعملون من اجل خدمة الشعب والوطن " الله الوطن" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. الجميع سواسية امام القانون ولا أحد اكبر من القانون.. العمل سواسية كالبنان في خدمة الوطن..والدليل على ذلك هو ما شهدناه وسمعناه في صد قوات الحرس الجمهوري للهجمات الارهابية التي شنت ضد معسكراتها ان الضباط وقادة الكتائب كانوا يحتلون الصفوف الاولى مثلهم مثل الجندي... تمكن القائد من قص اجنحة الطاووس وأوجد معسكرات الحرس الجمهوري في كل المحافظات وجميعهم يجدون نفس التعامل والامتيازات, غرس في نفوسهم الشجاعة وقوة البأس ومعنى حب الوطن والاستماتة من اجل الواجب الوطني المقدس دون تذمر .. تعلموا أرقى الفنون القتالية والتواضع والاخلاق في معاملتهم مع المواطنين. سبب عداء علي محسن للحرس والعميد احمد بعد ان شاهد علي محسن صالح الحاج الاحمر ما شاهده من نجاحات ونقلة نوعية حققها القائد الشاب داخل المؤسسة العسكرية جعلته يشعر بان كل ما كان يعمله ويعلمه صار صفر على الشمال تجاه فنون القيادة التي يتصف بها القائد الشاب خاصة بعد ان ادرك بأن مخططه ألتأمري كشف وان البساط سحب من تحت قدميه ولكن مرضه النفسي كان يصور له عكس ذلك او انه يفتعله امام الآخرين وحين يخلوا لوحدة ينتابه الخوف والفزع بأنه قد حصل ما كان يخشى منه وادرك ان النظرية العسكرية التي اكتسبها طوال فترة تواجده في العسكرية لم تصل الى 10% من نظرية القائد الشاب.. خاصة بعد ان حاول استدراج الحرس الجمهوري الى صعدة لتحقيق الغاية التي كان يريد بلوغها الا ان القائد الشاب أشتم منذ الوهلة الاولى رائحة الحقد والغدر والخيانة خاصة بعد ان شاهد اكثر القتلى في صفوف رجال الامن وان اصاباتهم بالرصاص كانت من الخلف وبحسب تقارير طبية أكدت له ذلك ، فتعامل معها بحكمة القائد المحنك وغير الخطة والتكتيك العسكري ما جعل الجنرال يقف حائرا من فنون القيادة للإدارة الناجحة التي أفشلت كل مخططاته الدموية. تابعونا في الحلقة الرابعة روابط الحلقات السابقات 1-أسرار لم تنشر من تاريخ علي محسن الأحمر 2-أسرار لم تنشر من تاريخ علي محسن الحاج الأحمر "الحلقة الثانية"