منذ ثورة 25 يناير والإسلاميون يحاولون تأسيس "إمارةً إسلامية"، وقد بدأ فعلياً بعد صعود مرسي إلى سدة الحكم واستغلال السلطة لصالح جماعة الإخوان المسلمين، ولطالما نظرت الجماعة في مصر على أنها نقطة الانطلاق، وأن مسؤوليتهم تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم هي من أجل تحويل الدول العربية إلى إمبراطورية إسلامية، وحين نتأمل في كل الخصائص التي يرى الإخوان أنها من مميزات مصر التي تؤهلها لأن تكون بؤرة الانطلاق على الأمد الطويل نجد أنهم يستغلون الثغرات الاقتصادية، والاجتماعية، ويلعبون على وتر الفقر، والذي يُعتبر محركاً أساسياً دفيناً يجب توجيهه التوجيه الإسلامي الشرعي الصحيح؛ حيث يُعتبر عند ذلك عاملاً استراتيجياً مهماً في تحريك الناس للجهاد لاسترداد حقّهم وأهليّتهم لذلك". فالإخوان المسلمين يطمحون من خلال دخولهم على خط الثورات العربية إلى هدفين أساسيين، أولهما: إعادة ترويج أفكارهم، ومن تأمل في الأفكار التي حرّكت الجموع في مصر وتونس لا يعثر على أيٍ من المفاهيم التي تعكس أيديولوجيا حركة الإخوان، وثانيهما هو: أن تقوم الجماعة بطمأنة المجتمعات بأنها لا تريد اختطاف ثوراتهم، بل تذهب أبعد من ذلك حيث لا تشترط أن تنتهي الثورات بإيجاد "حكم إسلامي" فليس بالضرورة أن تنتهي هذه الثورات بإقامة حكومة إسلامية حتى نعتبرها تسير في الاتجاه الصحيح"، لكنها تريد محاصرة إمكانية إفلاسها بعد أن تجاوزت المجتمعات أفكارها الأصولية، وبعد أن انحصر تفكير الناس بهموم يومياتهم الاقتصادية بعيداً عن موجات الانتماء للأصوليات التي نشطت منذ الثمانينيات، وبلغت ذروتها في 11 سبتمبر2001، وإلى انتشارها الشاسع في أصقاع العالم الإسلامي عبر التهييج والتجنيد، والتعبئة الخاطئة.