استؤنفت المواجهات المسلحة أمس بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد، بعد ساعات من إعلان الحكومة تعليق عملياتها العسكرية لأسباب إنسانية بعد تسجيل نزوح 150 ألف شخص من المنطقة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا «أن عناصر التخريب والتمرد انتهكت قرار تعليق العمليات العسكرية الذي كانت أعلنته الحكومة». وتابع المصدر في تصريح الى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «إنه على رغم تنفيذ الحكومة قرارها الصادر الجمعة بتعليق العمليات العسكرية من أجل إيصال جميع المواد التموينية إلى محافظة صعدة والمساعدات الإنسانية للنازحين في المخيمات (...) حيث دخل هذا القرار حيز التنفيذ الفعلي من جانب الحكومة قبل تمام الساعة التاسعة من مساء الجمعة، إلا أن العناصر الإرهابية التخريبية وعلى رغم إعلانها الإلتزام بذلك القرار، قامت وكعادتها بانتهاكه ومواصلة ارتكاب اعتداءاتها وأعمالها التخريبية في قطاع الملاحيظ وبعض المناطق في حرف سفيان». وحمّل المصدر الحوثيين «المسؤولية عن كل ما يترتب على تلك الانتهاكات من نتائج». وذكرت مصادر أمنية ان المعارك استمرت طوال الليل ثم هدأت صباحاً، قبل ان تتحول الى مناوشات متقطعة على بعض المحاور، مشيرة الى ان «الحوثيين» شنوا بعد اعلان الهدنة هجوماً شاملاً على مواقع القوات الحكومية. وأعلن مصدر أمني أمس اعتقال اثنين من قيادات المتمردين، هما: حسين عبدالله عبدالرحمن المطهر وسليم صالح عيظه الجهلي، غير أن هذين الاسمين لم يردا في قائمة ال 55 لقيادات المتمردين التي أعلنتها السلطات اليمنية في وقت سابق. وكان مصدر أمني قال إن عناصر من القوات المسلحة والأمن ألقوا القبض على «الإرهابي حسين عبدالله عبدالرحمن المطهر في محافظة صعدة»، مشيراً إلى أن «المطهر يعتبر من أخطر العناصر الإرهابية التي شاركت في الحرب ضد الدولة في صعدة وحرف سفيان والسواد». وأوضح أنه «تم القبض على المذكور في نقطة مفخاذ بمديرية المدان». وفي السياق ذاته قال مصدر عسكري «إن وحدات عسكرية وأمنية أحبطت هجوماً من ثلاث جهات نفذته عناصر التخريب والتمرد «الحوثية» على موقع الصماء العسكري بمديرية سحار يوم أمس (الأول)». وأضاف انه «تم التصدي للمهاجمين (...) وقتل عدد منهم وإلقاء القبض على عدد آخر بينهم الإرهابي سليم صالح عيظه الجهلي، فيما فر بقية المهاجمين مخلفين وراءهم جثث قتلاهم وبينهم كل من الارهابيين وضاح صالح نصير وتركي عبدالله الظفاري ومحمد أحمد اسحاق». وذكر موقع «26 سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية نقلاً عن مصادر محلية بمحافظة صعدة أن «عناصر حوثية أقدمت على نهب جميع محتويات سنترال منطقة الطلح، ضمن عمليات النهب والتخريب التي تقوم بها تلك العناصر لتدمير ونهب المنشآت العامة والخاصة في بعض مناطق محافظة صعدة». واعتبر نائب وزير الداخلية صالح حسين الزوعري في تصريح بثه الموقع نفسه ان «عصابة التمرد في صعدة عناصر خارجة عن النظام والقانون لا ينفع معها سوى الحسم العسكري». من جهة ثانية، بحث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية، نتائج اجتماع المجلس الوزاري الخليجي الذي عقد قبل ايام وما اتخذ من قرارات تضمنت الموافقة على انضمام اليمن إلى هيئة البريد والاتصالات الخليجية. وأوضح العطية أن المجلس الوزاري أكد مجدداً حرص دول المجلس على وحدة اليمن وأمنه واستقراره والاستمرار في دعم المشاريع التنموية التي تعهدت بها في اليمن، والحرص على انتهاج أسلوب الحوار والمفاوضات في حل المشكلات الداخلية باعتبارها شأناً داخلياً في الوقت الذي استأنف الطيران العسكري اليمني السبت قصف معاقل الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية، بعد تجدد الاشتباكات في أعقاب فشل تعليق العمليات العسكرية، الذي لم يدم لأكثر من أربع ساعات. وكانت اللجنة الأمنية العليا أعلنت مساء الجمعة أنها ستعلق عملياتها ضد الحوثيين إذا التزم هؤلاء بالشيء نفسه. وعادت واتهمت في بيان آخر، الحوثيين بانتهاك تعليق العمليات، وقالت «إن القتال وقع في منطقة الملاحيظ في المنطقة الجبلية المجاورة للسعودية». أضافت إن «العناصر الإرهابية التخريبية ورغم إعلانها الالتزام بذلك القرار قامت وكعادتها، بانتهاكه ومواصلة ارتكاب اعتداءاتها وأعمالها التخريبية في قطاع الملاحيظ وبعض المناطق في حرف سفيان». قبل ذلك قالت اللجنة الامنية العليا في بيان «انطلاقا من حرص الدولة والحكومة واستجابة لنداء منظمات الاغاثة الدولية ومطالبة المواطنين من ابناء محافظة صعدة، ومن اجل ايصال المواد التموينية للمواطنين في المحافظة ومواد الاغاثة الانسانية للنازحين في المخيمات (..) فإن الحكومة لا ترى مانعا من تعليق العمليات العسكرية ابتداء من الساعة التاسعة مساء الجمعة». كما اتى قرار التعليق بحسب النص نتيجة اعلان الحوثيين «التزامهم بايقاف الاعتداءات على افراد القوات المسلحة والامن والمواطنين وازالة الالغام والمتفجرات والحواجز وإنهاء التمترس على جوانب الطرقات وجعلها آمنة امام حركة السير». وصرح ناطق باسم اللجنة الامنية العليا ان «مبادرة وقف اطلاق النار المزعومة التي اعلنها المتمردون أخيرا لا تحمل اي جديد». واكدت المنظمات الانسانية في الاممالمتحدة ان الوضع الانساني في شمال اليمن، ولا سيما في صعدة، «مأسوي الى ابعد الحدود وما زال يتفاقم». ونزح حوالي 150 الف شخص نتيجة النزاع. وفي وقت سابق، نقل عن مصدر عسكري يمني ان ثلاثة من قادة التمرد في صعدة لقوا مصرعهم في هجوم نفذته طائرات ووحدات هجومية متقدمة على مواقع لعناصر الحوثيين في منطقة الملاحيط. واوضح المصدر العسكري أن جارالله محمد اسماعيل وعلي عبدربه جبل وعبدالعزيز العريمي، وهم من اخطر قادة التمرد، قتلوا في هذا الهجوم الذي وقع مساء الخميس. كما أصيب حسين يحيى حنش أحد المطلوبين الخمسة والخمسين من قيادات التمرد «الحوثية