في ختام المجموعة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس العالم 2010 المقامة بجنوب أفريقيا، لم يُساعد فوز المنتخب الجنوب أفريقي على حساب نظيره الفرنسي بهدفين مقابل هدف واحد على الوصول إلى الدور ثمن النهائي من البطولة، في مباراة لم تفتقر للإثارة و الفرص من كلا الطرفين على ملعب فري ستيت بمدينة مانجاونج، خاصة من جانب أصحاب الضيافة و اللذين سيطروا على المباراة و أضاعوا العديد من الفرص لتحقيق نتيجة تُساعدهم على التفوق على مستوى فارق الأهداف على المنتخب المكسيكي الذي تعرض لهزيمة بهدف نظيف من الأرووجواي. أولى فرص المباراة أتت سريعًا للمنتخب الفرنسي في الدقيقة الثانية عبر هداف تولوز أندريه بيير جينياك، و الذي توغل من الجهة اليُمنى لمنطقة جزاء المنتخل الجنوب أفريقي، قبل أن يسدد كرة من وضع جيد لكنها ذهبت في أحضان الحارس موينيب جوزيفس لكن تلك الفرصة لم تكن بداية لمباراة مثيرة في بدايتها، لكنها في المُقابل تحولت لتكون الفرصة الوحيدة خلال أول ربع ساعة من عمر اللقاء بعدما فشلت جميع هجمات كلا الكطرفين في أن تتخطى مجرد محاولات لبناء فرص تهديفية. و على الرغم من ذلك، تحولت مجريات المباراة إلى حال آخر بعدما استطاع المنتخب الجنوب أفريقي بشكل مفاجئ تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 19 عبر ركلة ركنية نفذها سيفيوي شابالالا من الجهة اليُسرى لمرمى الفرنسيين، في لقطة أخطأ فيها الحارس الشاب المتألق هوجو لوريس ليُتيح المجال للمدافع بونجاني خومالو لوضع الكرة في الشباك. حاول حينياك الرد سريعًا في الدقيقة التالية مستغلًا تمريرة مناسبة من بلال ريبيري وصلته على مقربة من القائم الأيمن لمرمى جنوب أفريقيا، لكن تسديدته ذهبت بجوار القائم. في الدقيقة 24 صنع كاتليجو مافيلا فرصة من كرة ميتة عبر رمية تماس من الجهة اليمنى للمنتخب الفرنسي تعامل معها بالشكل المطلوب و راوغ ويليام جالاس و جايل كليشي، ليُسدد كرة أرضية فور وصوله إلى حدود منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم الأيمن للوريس. بعد أقل من دقيقة، ازداد الطين بلة للمنتخب الفرنسي بعدما أشهر حكم المباراة الكولومبي أوسكار روبيز بطاقة حمراء بدت قاسية بعض الشيء في وجه نجم بوردو و المنتخب الفرنسي يوان جوركوف بعد تدخله بالكوع في لعبة مشتركة في الهواء مع متوسط ميدان المنتخب الجنوب أفريقي نتوثوكو ماكبيت سيبايا. لم تمر سوء عشر دقائق حتى استطاع المنتخب الجنوب أفريقي تسجيل الهدف الثاني، و تحديدًا في الدقيقة 36 عبر كرة عرضية لشابالالا من الجهة اليُمنى للمنتخب الفرنسي أوقفها فاسيريكي أبو ديابي، لكنها وصلت إلى ستيبو ميسيليلا الذي أعاد إرسال عرضية أرضية فشل جايل كليشي في منعها من المرور إلى مفيلا الذي ضع الكرة في الشباك الخالية. بعد أقل من دقيقة ألغي هدفًا آخر لمفيلا بداعي التسلل الصحيح. في الدقيقة 39 تألق جوزيفس في التصدي لكرة خادعة كادت أن تباغته، و ذلك عبر ركلة حرة نفذها ريبيري من مسافة بعيدة مرت من الجميع و كذلك من أقرب لاعبي المنتخب الفرنسي للكرة جالاس، إلا أنها لم تمر من حارس جنوب أفريقيا الذي أخرجها ببراعة و صعوبة. بعد ثلاث دقائق حاول مفيلا من جانبه مباغتة لوريس عبر تسديدة أرضية قوية من خارج منطقة الجزاء، لكن الأخير استطاع إخراجها بنجاح قبل أن تسكن أدنى الزاوية اليُمنى لمرماه لينتهي الشوط الأول الذي لم يشعهد أي فرص أخرى بعد ذلك بتقدم جنوب أفريقي مستحق بهدفين نظيفين. بدأ الشوط الثاني بشكل ممتاز و سرعة كبيرة من كلا الطرفين، و كاد مفيلا مجددًا أي يسجل الهدف الثالث للمنتخب الجنوب أفريقي بعدما تلقى تمريرة ممتازة من شابالالا داخل منطقة الجزاء، إلا أن تسديدته علت العارضة. بعد أربع دقائق، جاء الدور للمنتخب الفرنسي ليهدد مرمى صاحب الأرض و الجمهور، و ذلك عبر تمريرة من أبو ديابي من الجهة اليُمنى لتصل إلى جبريل سيسه المتمركز أمام منطقة جزاء جنوب أفريقيا، ليُطلق تسديدة قوية من لمسة واحدة - كانت الأخيرة له حيث استُبدل بعدها مباشرة بتيري هنري - علت العارضة بقليل. في الدقيقة 57 عاد مفيلا للظهور مجددًا عبر تسديدة قوية من مسافة بعيدة تصدى لها لوريس بنجاح. الرد جاء سريعًا لكن غير مثالي على الإطلاق، و ذلك بعدما قام ريبيري بمراوغة دفاع جنوب أفريقيا ليصل إلى داخل منطقة جزاء الأولاد، لكنه لم يُحسن التصرف عندما فضل إنهاء الهجمة بنفسه وسط مدافعي جنوب أفريقيا بينما كان زميله هنري بلا رقابة على الجهة اليمنى، لتذهب محاولته عالية فوق المرمى. بعد خمس دقائق، كاد مفيلا مجددًا أن يهز شباك فرنسا بعدما تلقى تمريرة من شابالالا توغل على إثرها من الجهة اليُسرى للمنتخب الفرنسي وصولًا إلى منطقة الجزاء، ليُسدد كرة اصطدمت بلوريس لتردرد به و تخرج خارج الملعب. في الدقيقة 68، دمَّر المنتخب الفرنسي أحلام أصحاب الأرض بتسجيله الهدف الوحيد عبر هجمة منطمة بدأت منالخلف عبر بكاري سانيا الذي مرر الكرة لأبو ديابي الذي أعادها له مجددًا، ليقوم سانيا بدوره بتمريرة كرة بينية ممتازة إلى ريبيري الذي انفرد بجوزيفس و خدعه بتمريرة إلى الياسر حيث البديل فلوران مالودا الذي وضع الكرة في الشباك الخالية، مُسجلًا الهدف الأول لفرنسيين منذ هدف زين الدين زيدان من ركلة جزاء في نهائي كأس العالم 2006. اليأس بدا واضحًا على أدا كلا الفريقين في الدقائق التالية، فالمنتخب الفرنسي ضمن خروجه و المنتخب الجنوب أفريقي رآى أن خيط الأمل الرفيع الذي كان يتمسك به في طريقه للانقطاع مع تقدم المنتخب الأوروجوياني فقط بهدف واحد على المنتخب المكسيكي، و هو ما يُبقي فارق الأهداف (في ظل تساويهم باربع نقاط) +1 للمكسيك و -2 لجنوب أفريقيا. و بالرغم من ذلك، إلا أن جنوب أفريقيا انتعشت بشكل مفاجئ في آخر دقيقتين من الوقت المضاف للشوط الثاني، ففي الدقيقة 92، و من رمية تماس، قام ماسيليلا بتمرير كرة ذكية إلى البدل تيكو موديسي، و الذي سدد كرة قوية احتضتها الشباك الخارجية اليُمنى لمرمى المنتخب الفرنسي. في الدقيقة الأخيرة، أضاع شابالالا اثمن فرصة أتيحت له و كانت من هجمة مرتدة، و ذلك بعدما تلقى تمريرة من موديسي من الجهة اليُمنى وصلت إليه في قلب منطقة الجزاء، لينفرد بالحارس لوريس الذي تصدى تسديدة شابالالا قبل أن يشتتها الدفاع. بهذه النتيجة يتذيل المنتخب الفرنسي ترتيب المجموعة بنقطة يتيمة، بينما يخرج أصحاب الأرض من دور المجموعات لكأس العالم في مفارقة لم تحدث سابقًا طوال تاريخ البطولة، و ذلك بعدما حسم فارق الأهداف المركز الثاني لصالح المنتخب المكسيكي، بينما ذهبت الصدارة للمنتخب الأوروجوياني برصيد سبع نقاط. الاوروغواي والمكسيك إلى ثمن النهائي هذا وقد بلغت الاوروغواي والمكسيك الدور ثمن النهائي بفوز الأولى على الثانية 1-صفر اليوم الثلاثاء في راستنبرغ في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لمونديال جنوب أفريقيا 2010 لكرة القدم. وسجل لويس سواريز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 43. وضمنت الاوروغواي صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، فيما جاءت المكسيك ثانية برصيد 4 نقاط مستفيدة من فارق الأهداف عن جنوب أفريقيا المضيفة والتي لم ينفعها فوزها على فرنسا 2-1 اليوم أيضاً في بلومفونتين. وهي المرة الثامنة التي تبلغ فيها الاوروغواي ثمن النهائي والأولى منذ مونديال ايطاليا 1990. أما المكسيك، فبلغت الدور الثاني للمرة الخامسة على التوالي والسابعة في تاريخها، وهي تحاشت الخروج من الدور الأول للمرة الثامنة، لكن مهمتها في الدور المقبل ستكون صعبة في مواجهة الأرجنتين على الأرجح في إعادة لمباراتهما من الدور ذاته في المونديال الأخير في ألمانيا 2006، عندما فاز أبناء التانغو بصعوبة 2-1 بعد التمديد. وتلاقي الاوروغواي في الدور المقبل صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية. وهو الفوز الأول للاوروغواي على المكسيك في المباريات الرسمية بينهما حيث خسرت الاوروغواي مرتين وتعادلا مرتين خلال كوبا أميركا، وكانت آخر مواجهة بينهما في البطولة القارية عام 2007 عندما فاز "تريكولور" 3-1 في الدور الثاني. وهو الفوز الرابع للاوروغواي على المكسيك في تاريخ المواجهات بينهما مقابل سبع هزائم و7 تعادلات، والفوز الأول للاوروغواي في مباراتين على المكسيك في العرس العالمي بعدما كانا تعادلا سلباً عام 1966. أجرى مدرب المكسيك خافيير اغويري تبديلين على التشكيلة التي تغلبت على فرنسا 2-صفر، فأشرك القائد كواتيموك بلانكو مكان كارلوس فيلا المصاب، والمدافع ريكاردو اوسوريو مكان خواريز الموقوف. أما مدرب الاوروغواي اوسكار تاباريز فأجرى تبديلاً واحداً على التشكيلة التي تغلبت على جنوب افريقيا 3-1، فدفع بماوريسيو فيكتورينو مكان دييغو غودين المصاب. الشوط الأول واندفع المنتخبان نحو الهجوم منذ البداية بحثا عن الفوز لتفادي الحسابات المعقدة ومواجهة الأرجنتين في الدور ثمن النهائي علما بأن التعادل كان كافياً لكل منهما لبلوغ الدور الثاني. وكانت المكسيك صاحبة الأفضلية لأنها كانت أكثر تهديداً للمرمى الاوروغوياني بقيادة جيوفاني دوس سانتوس وكواتيموك بلانكو. وكانت الاوروغواي صاحبة أول فرصة خطيرة في المباراة عندما تلقى سواريز كرة خلف المدافعين كاسراً مصيدة التسلل فتوغل داخل المنطقة قبل أن يسدد كرة بجوار القائم الأيمن (6). وردت المكسيك بتمريرة عرضية لجيوفاني دوس سانتوس كاد كواتيموك بلانكو يودعها برأسه من مسافة قريبة داخل المرمى (7). وكانت الهجمات المرتدة الاوروغويانية خطيرة وكاد اديسون كافاني يمنح منتخب بلاده التقدم من مسافة قريبة بيد أن كرته الرأسية مرت فوق العارضة (19)، ثم توغل الفارو بيريرا داخل المنطقة وسدد كرة قوية بعيدا عن الخشبات الثلاث (22). وكاد اندريس غواردادو يمنح التقدم للمكسيك من تسديدة قوية من 35 مترا ارتدت من العارضة (22). وانحصر اللعب في منتصف الملعب مع غياب الفرص الحقيقية للتسجيل حتى تلقى كافاني كرة في الجهة اليمنى ومررها عرضية داخل المنطقة الى سواريز الذي تخلص من الرقابة وتابعها بسهولة بضربة رأسية داخل مرمى الحارس اوسكار بيريز (43). الشوط الثاني وأشرك اغويري المهاجم بابلو باريرا مكان لاعب الوسط غواردادو مطلع الشوط الثاني لتعزيز خط الهجوم في محاولة لإدراك التعادل لكن كافاني كاد يوجه ضربة اضية لطموحات أبطال الكونكاكاف من تسديدة قوية من داخل المنطقة كان لها الحارس بيريز في المكان المناسب (49). وتدخل الحارس المكسيكي مرة ثانية لإنقاذ مرماه من هدف محقق بتصديه لكرة رأسية للقائد لوغانو من نقطة الجزاء حيث ارتدت إلى الفارو بيريرا الذي أطلقها قوية من داخل المنطقة ارتدت بالمدافع سالسيدو وتحولت إلى ركنية لم تثمر (55). ودفع اغويري بورقته الثانية كاسترو ماسياس مكان هيكتور مورينو (57)، قبل أن يلعب ورقته الأخيرة بإشراكه خافيير هرنانديز مكان بلانكو (63). وأهدر فرانشيسكو رودريغيز فرصة إدراك التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة اثر تمريره عرضية من باريرا بيد ان كرته مرت بجوار القائم الأيمن (65)، ورأسية أخرى للاعب نفسه من حافة المنطقة بجوار القائم الأيسر (69). وتابعت المكسيك سيطرتها دون أن تنجح في تحقيق مبتغاها وتتفادى الخسارة. للمزيد من الأخبار يمكنكم متابعة القسم الخاص في نوبلز نيوز الخاص بأحداث كأس العالم:
