فيما اعتبر حدثا تاريخيا من شأنه أن يعيد الآمال لعودة الإنسان إلى القمر وللهبوط الأول على كوكب المريخ ، أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" الأربعاء بنجاح نموذجا لجيل جديد من الصواريخ هى الأطول في العالم وتعتبر بديلا عن مكوك الفضاء . وكشفت مصادر مطلعة في "ناسا" أن الوكالة أطلقت الصاروخ "أريس 1-إكس" الذي يعد أكبر صاروخ على وجه الأرض إلى الفضاء في مهمة استكشافية تمهيداً لمهام أخرى تعتزم ناسا القيام بها مستقبلاً إلى القمر ولاحقاً إلى المريخ. وأوضحت تلك المصادر أن الصاروخ الذي يبلغ طوله 327 قدماً لم يحمل أي رواد فضاء أو معدات وكان "فارغا" حيث انحصرت مهمته في مساعدة وكالة الفضاء الأمريكية على جمع المعلومات لمهمات مستقبلية كما قرب ناسا خطوة إضافية من أهدافها الاستكشافية للعودة إلى القمر. وأضافت أنه بعد سلسلة تأجيلات، بسبب الظروف الجوية غير المواتية، تمكنت ناسا من إطلاق الصاروخ الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي، أي قبل 30 دقيقة فقط من موعد إغلاق منصة الإطلاق في مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا. وكانت ناسا اضطرت إلى تأجيل موعد إطلاق الصاروخ الذي كان مقرراً في الثامنة من صباح الثلاثاء إلى الثامنة والنصف ثم العاشرة و 45 دقيقة، إلا أن عوامل جوية أدت إلى تأجيل المهمة لليوم التالي (الأربعاء) والذي شهد أيضاً سلسلة تأجيلات أخرى إلى أن تم إطلاقه في آخر نصف ساعة. وأظهر بث حي لشبكة " سي إن إن " الأمريكية لعملية الإطلاق انفصال أحد أجزاء الدفع الخاصة بالصاروخ، بعد نحو دقيقتين من إطلاقه، وسقوطه في المحيط الأطلسي، حيث كانت إحدى السفن التابعة لناسا موجودة في الموقع لالتقاطه. وتعد عملية إطلاق الصاروخ الأولى ضمن سلسلة إطلاق أخرى تستمر حتى العام 2012 ، وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية أن تحل الصواريخ محل مكوك الفضاء الذي سيحال إلى التقاعد قريباً وأن تصبح تلك الصواريخ وسيلتها لاستكشاف القمر والمريخ ، وأعرب باحثون في ناسا عن اعتقادهم بأن تنطلق أول رحلة إلى القمر بواسطة صاروخ في العام 2015. ويرى خبراء الفضاء أن صواريخ "أريس 1-إكس" أكثر أمانا من مكوك الفضاء وتحمل 700 جهاز استشعار يعملون ضمن برنامج متطور لتزويد المعلومات ، ويمكن أن تحمل أيضا معدات أكثر ، كما أنها تسمح بإطالة مدة الرحلة إلى الفضاء ، حيث تسعى أمريكا لإقامة مستعمرات على القمر .
