دائمًا ما ترتبط الصورة الذهنية لدى العرب بخاصة، عن المجتمع الأمريكي، على أنه مجتمع متقدم وواعٍ ومثقف. لكن جوانب أخرى غابت عن تلك الصورة الذهنية النمطية، أظهرت جهلًا بأمور بديهية، وجوانب سطحية من الأمريكيين، وذلك عبر أرقام لدراسات واستطلاعات أمريكية، أُجريت خلال القرن 21، بالإضافة إلى مواقف أظهرت امتداد هذا الجهل المعلوماتي إلى كبار مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. أمريكيون يجهلون حقيقة دوران الأرض حول الشمس! في عام 2014، نشرت الجمعية العلمية الوطنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، دراسة استطلاعية، على موقعها الرسمي، حول مدى معرفة عامة الجمهور الأمريكي، المعلومات العلمية الأساسية. وجرت الدراسة على عينة قدرها 2200 مواطن أمريكي. وسُئلت العينة محل الدراسة سؤالًا ربما يكون من أكثر الأسئلة البديهية علميًا، وهو: «هل تدور الأرض حول الشمس؟»، فأجاب 74% من الأمريكيين محل الدراسة، إجابة صحيحة بالموافقة، ولكن اللافت أن 26% من العينة لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال البسيط، والمعلومة التي تبدو بديهية، وتُعد مرتكزًا أساسيًا لعلوم الفلك الحديثة، بعدما اكتشفها نيكولاس كوبرنيكوس في القرن السادس عشر الميلادي، أي قبل قرون طويلة من إجراء الدراسة. 60% من الأمريكيين لا يعرفون حزب الأغلبية وفي 17 سبتمبر (أيلول) 2014، نشر الموقع الرسمي لمركز أننبرج للسياسة العامة، التابع لجامعة بنسلفانيا الأمريكية، دراسة أجراها المركز على 1416 من البالغين، ليختبروا مدى معرفة الأفراد محل الدراسة، بعدد من المعلومات السياسية الأساسية لبلادهم. وكشفت الدراسة أن أغلبية الأمريكيين محل الدراسة، بنسبة بلغت 60%، لا يعرفون الحزب السياسي الذي يسيطر على مجلس النواب، ومجلس الشيوخ. كما أفادت الدراسة أيضًا، بأن 36% فقط من الأمريكيين، تمكنوا من تسمية الفروع الثلاثة الأساسية للحكومة الأمريكية، الممثلة للثلاث سلطات في الولاياتالمتحدة، وهي: البيت الأبيض الذي يمثل السلطة التنفيذية، والكونجرس (بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب) الذي يمثل السلطة التشريعية، والمحكمة العليا التي تُمثل السلطة القضائية، في حين فشل 35% من تسمية حتى فرع واحد من الثلاثة. وفي نفس السياق أيضًا، كشفت دراسة أجرتها صحيف نيوز ويك الأمريكية على ألف مواطن أمريكي، وتعود لعام 2011، أن 29% من الأمريكيين محل الدراسة لا يعرفون اسم جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. 30% من الأمريكيين لا يعرفون سنة وقوع تفجيرات 11 سبتمبر في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، شهدت الولاياتالمتحدة، أسوأ حادثة قتل جماعي ضد مدنيين، إذ قُتل نحو ثلاثة آلاف شخص بعد اصطدام طائرتين في برجي التجارة العالمية بنيويورك، وثالثة في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في عملية تبناها تنظيم القاعدة، وفاجأت العالم، ولم يتوقف الحديث عنها إلى اليوم. وقبيل حلول موعد الذكرى السنوية الخامسة لأحداث 11 سبتمبر (أيلول)، أجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، استطلاعًا للرأي في عام 2006، سألت فيه الأمريكيين عن سنة وقوع التفجيرات، لتظهر نتيجة الاستطلاع، أن 30% من الأمريكيين، محل الدراسة، لا يعرفون سنة وقوع تلك التفجيرات. 51% فقط من الأمريكيين يعرفون موقع نيويورك الجغرافي أجرى موقع ناشيونال جيوجرافيك، دراسة نُشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، تضمنت عدد من الأسئلة التي تقيس مدى المعرفة والثقافة الجغرافية لدى الأمريكيين، وكشفت الدراسة أن 51% فقط من الأمريكيين تمكنوا من تحديد أين تقع ولاية نيويورك. وأفادت الدراسة أيضًا أن 29% من الأمريكيين لم يستطيعوا تحديد، أين يقع المحيط الهادي جغرافيًا، رغم أن المحيط الهادي يحد الساحل الغربي كاملاً للولايات المتحدةالأمريكية.
54% من الأمريكيين لا يعرفون أن السودان إفريقية وكشفت نفس الدراسة أن واحد من بين كل سبع شباب أمريكيين، تتراوح أعمارهم من 18 ل24، يعرفون موقع العراق على الخريطة، رغم أن الغزو الأمريكي للعراق كان على الأبواب. وبعد ثلاث سنوات من بدء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أجرى الموقع ذاته دراسة مشابهة في أمريكا عام 2006، أظهرت أن 63% من الشباب الأمريكي من نفس الفئة العمرية لا يستطيعون تحديد موقع العراق الجغرافي في خريطة الشرق الأوسط. وكشفت نفس الدراسة أن تسعة من بين كل 10 شبان أمريكيين محل الدراسة، لا يعرفون موقع أفغانستان على الخريطة، بالرغم من بدء الغزو الأمريكي لها منذ عام 2001، وكانت من أغرب نتائج تلك الدارسة أنها كشفت أن 54% من الشباب الأمريكي محل الدراسة، لا يعرف أن دولة السودان تقع في قارة إفريقيا. ومع الاستعدادات الأمريكية للتدخل العسكري في سوريا، أجرى مركز بيو للدارسات استطلاعًا في أبريل (نيسان) 2013، بعد سنتين من اندلاع الثورة السورية وانشغال العالم بها، كشف أن نصف الأمريكيين لا يعرفون موقع سوريا الجغرافي . ساسة جمهوريون: «دولة» إفريقيا و«مدينة» بلجيكا لم تقتصر بعض مظاهر الجهل بمعلومات بسيطة، قد تبدو بديهية، على بعض العامة من الأمريكيين، وإنما امتدت لتشمل عددًا من كبار الساسة هناك، وبالأخص في الحزب الجمهوري، الذي وقع كبار سياسييه في مواقف محرجة، بسبب جهلهم بمعلومات بسيطة وأساسية. ففي عام 2008، وأثناء الاستعدادات لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قال مساعدون للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية جون ماكين، لم يُفصحوا عن هويتهم، لشبكة «فوكس»، إن سارة بالين، حاكمة ولاية ألاسكا آنذاك، ومنافسة ماكين داخل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، لم تكن تعرف أن إفريقيا قارة، وكانت تظنها دولة، ولم تستطع أن تحدد الدول الثلاث المشاركة في نافتا وهي الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. ولكن سارة في وقت لاحق نفت ذلك ووصفت من قال ذلك ب«الأغبياء والجبناء» لأنهم رفضوا الافصاح عن هويتهم. وتدعم بالين، دونالد ترامب- المرشح عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية- الذي تعرض لموقف جمهوري آخر أكثر إحراجًا ووضوحًا عندما قال-في مؤتمر انتخابي له- إن بلجيكا « مدينة» جميلة. وهو ما استغلته سريعًا هيلاري كلينتون -المرشحة عن الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية- لتكتب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» كتبت فيها «بلجيكا: «مدينة» دونالد ترامب المُفضلة» ونشرت فيديو لترامب وهو يقول إن بلجيكا مدينة جميلة في خطاب له في يونيو (حزيران) الماضي. *المصدر: ساسة بوست