طالب عدد من المشاركين في ندوة "ملتقى إعلامي للمياه "التي نفذتها الهيئة العامة للموارد المائية محاسبة المسئولين الذين يقومون بإناء مسابح خاصة في منازلهم وكذلك من يمتلكون الحفارات ويستغلون مناصبهم في حفر المزيد من الآبار دون أن يحصلوا على ترخيص ودون مراعاة للخطورة التي ستشكلها هذه الآبار على استنزاف المياه الجوفية وبالذات في حوض صنعاء والذي قد يحول صنعاء إلى مدينة أشباح. في ورقته حول المشكلة المائية والتعريف بمشروع إدارة حوض صنعاء المائي قدم المهندس سعد الحوصلي نبذة مختصرة عن الوضع المائي في اليمن وفي حوض صنعاء على وجه الخصوص، وأوضح الحوصلي أن اليمن تندرج ضمن قائمة البلدان شحيحة المياه، وتعاني معظم المناطق الحضرية والريفية منه من نقص إمدادات مياه الشرب، وأن عدد الآبار المحفورة فيه تصل إلى أكثر من 60.000 بئر استنزفت مايقرب من معظم المياه السطحية وهي في طريقها لاستنزاف المياه الجوفية حد قوله . وفي ندوة "ملتقى إعلامي للمياه "التي نفذتها الهيئة العامة للموارد المائية يوم امس الثلاثاء جمعت فيه ممثلين عن الصحف الحكومية والحزبية والأهلية والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية المحلية. أضاف الحوصلي في الملتقى الإعلامي الذي نظمته إدارة مشروع مياه حوض صنعاء في فندق إيجل صباح اليوم بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية (رسمية وأهلية وحزبية)، أضاف بأن متوسط نصيب الفرد (اليمني) من المياه المتجددة يساوي 114 متر مكعب/ سنة، وأن اليمن قسمت إلى حوض ومنطقة مائية (99م) منها خمسة أحواض حرجة (حوض صنعاء أحدها)(2002م). حوض صنعاء الذي يعاني من شحة المياه الجوفية يشمل بالإضافة إلى أمانة العاصمة ثمان مديريات أخرى تتبع محافظة صنعاء وهي: بني حشيش، وهمدان، وبني مطر، وأرحب، ونهم، وبني الحارث، وجزء من سنحان وبني بهلول، وجزء من خولان الطيال، وبحسب الخبير المائي –الحوصلي- فإن هذا الحوض تبلغ مساحته 3240 كيلو متر مربع، وترتوي منه زراعيا مساحة قدرها 19- 24 ألف هكتار تقريبا، وأن أكثر من 2.3 مليون نسمة معظمهم يقطنون أمانة العاصمة، يستفيدون من هذا الحوض . وأكد المهندس الحوصلي أن الزراعة تمثل 90% من مشاكل استنزاف مياه الحوض فيما يمثل السكان والصناعة ال10% الباقية، ملفتا إلى أن الحوض يقع في النطاق الجاف شديد الجفاف وهذا حسب قوله أن كمية الأمطار الموسمية قليلة وأن معدلات سطوع الشمس عالية وبالتالي ارتفاع معدلات التبخر إلى جانب انعدام الأنهار والبحيرات المائية العذبة , وأشار الحوصلي إلى أن هناك أسبابا أخرى لأزمة مياه حوض صنعاء منها النمو السكاني وكثرة الحفريات لاسيما العشوائية منها بسبب توفر مواد الحفر وا لضخ الحديثة والمتطورة بالإضافة إلى الضخ الجائر للمياه وعدم الترشيد في الاستهلاك، إلى جانب وراعة المحاصيل النقدية كالقات مثلا، واتباع أساليب ري قديمة . هذا وقد اختتم م. الحوصلي ورقته باستعراض الجهود الحكومية وجهود إدارة المشروع في هذا الخصوص، كما قدمت بعد ذلك العديد من الأوراق المتعلقة بالتوعية الإعلامية ومشاركة وسائل الإعلام في ذلك، ثم قدم المشاركون توصياتهم مقترحاتهم وحملوا الجهات المختصة مسؤولية التقصير وعدم الاكتراث بهذا الموضوع الهام الخطير الذي يتعلق بمستقبل عاصمة البلاد. وحذرت الورقة من نتائج إهمال الاهتمام بالمياه وان هذا سيبرز أزمة الحصول على المياه وارتفاع تكاليف الحصول عليها بالإضافة إلى تناقص وتوقف الأنشطة السكانية المختلفة وحدوث أزمة الحصول على المياه وارتفاع تكاليف الحصول عليها بالإضافة إلى تناقص وتوقف الأنشطة السكانية المختلفة وحدوث أزمة الحصول على المحاصيل الزراعية وظهور النزاعات على المصادر المائية والتي ستؤدي في الأخير إلى الهجرة بحثا عن المصادر المائية والتي ستؤدي في الأخير إلى الهجرة بحثا عن مناطق الاستقرار المائي وكسب العيش. وكانت ورقة مقدمة قد أوصت من أجل تجنب الوصول إلى المشاكل السابق ذكرها إلى ضرورة إيقاف النزيف الأكبر والأخطر للمياه وأجراء البحوث والدراسات لإيجاد المحاصيل الزراعية البديلة ذات العائد الاقتصادي الأقل استهلاكاً وإيقاف التوسع في زراعة القات والاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتغذية المياه الجوفية واستخدام الوسائل الحديثة للتغذية وحصر الآبار في حوض صنعاء وتخصيص الآبار ذات المياه العذبة للشرب فقط وتوسيع شبكة الرقابة بالإضافة إلى عدد من التوصيات التي تهدف إلى الحفاظ على المياه . وتطرق المهندس علوان إلى أنواع إدارة المياه وأدوات الإدارة وحقوق المياه من وجهة نظر الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي ينبذ التبذير وأن الماء ملكية المجتمع وان أي استخدام للمياه بطريقة متبذرة ستضر المجتمع لا يجب السكوت عليها لأنها منكر والدين الإسلامي حث كل مسلم على النهي عن المنكر . وأشار إلى أن التبذير بالمياه قد يؤدي إلى أن يتضرر المجتمع بأكمله لأن الماء هو أساس الحياة وأن أي بنا تحتية في أي مدينة لا يمكن أن يكون لها قيمة إذا لايوجد ماء فيها لأن الماء هو الأساس . وتطرق علوان إلى المخاطر التي تهدد حوض صنعاء، داعيا الجميع إلى العمل كفريق عمل واحد من أجل الحفاظ على المياه والعمل توعية المجتمع بأن تستقبل ببقائهم في صنعاء وما جاورها مرهون ببقاء المياه.