حكمت محكمة غرب الأمانة في جلستها المنعقدة- صباح اليوم الأحد, برئاسة القاضي محمد القاضي, بإعدام الجندي شكري سعيد الصبري أحد الحراس الأمنيين لجامعة صنعاء, على خلفية مقتل الطالب صالح الحواتي, أمام بوابة الجامعة في شهر مارس الماضي. وأعربت أسرة الطالب القتيل صالح الحوتي-عن ارتياحها للحكم الصادر اليوم من المحكمة , والذي قضى بإعدام الجندي حارس الجامعة المتهم بقتله أمام بوابة جامعة صنعاء. مؤكدا والده في اتصال مع " التغيير " أنه لن يتم دفن الجثة إلا عند الانتهاء من تنفيذ حكم القصاص في الجندي . بينما رفضت هيئة الدفاع عن الجندي الصبري الحكم,وقيد محامي المتهم طعن اللجنة بالحكم الصادر معتبرة إياه حكما سياسيا, وذو تأثير سياسي وقبلي , فقد نفى الحوتي أن يكون للحكم الصادر أي أبعاداً سياسية, كما يردد البعض, انه جاء إرضاءا من الرئيس لقبيلة همدان, وضغوطاتها القبلية التي قالت مصادر قبلية أنها مارستها على رئيس الجمهورية, بعد رفضها الفصل بالقضية بالعرف القبلي, أو قبول مبلغ من المال كدية- فقد وصفت هيئة الدفاع عن الجندي شكري سعيد الصبري, المتهم بمقتل الطالب صالح الحوتي, بجامعة صنعاء منتصف مارس, حكم الإعدام الصادر ضد موكلهم, في جلسة اليوم الأحد لمحكمة غرب الأمانة ضد موكلهم قرار سياسي بامتياز وليس حكم قضائي. و قالت هيئة الدفاع- في بلاغ صحفي صادر عنها:" أنها فوجئت بعقد جلسة النطق بالحكم اليوم, رغم أنها كانت محددة في 11 شوال, وعقب الإجازة القضائية, مشيرا البيان- تلقى مأرب برس نسخة منه- إلى أن الحكم قرار سياسي بتأكيد أنه تم تقديم موعد النطق بالحكم, إرضاءاً لقبائل همدان التي ينتمي إليها الطالب القتيل وبعد أسبوع فقط من تحركها لدى رئاسة الجمهورية ووزارة العدل مطالبةً بتقديم موعد النطق بالحكم. وبدوره شكر الحوتي والد الطالب القتيل-رئيس الجمهورية الذي قال انه نصحهم باللجوء إلى القضاء للفصل في القضية. مؤكدا إن الحكم جاء بما اقتضاه العدل و الشرع". وليس كما قيل:" إنه جاء بعد أن تدخلت في القضية قيادات أمنية عليا ومسئولين في الدولة إلى جانب الرئيس لإرضاء قبيلة همدان, وتجنبب غضبها وحنقها على السلطة- فقد أشارت هيئة الدفاع عن الجندي الصبري في بلاغها إلى أن إجراءات محاكمة الصبري تمت بصورة لا تتفق ومعايير أي محاكمة عادلة وأهدرت خلالها حقوقه في الدفاع عن نفسه, وحرم من ممارسة أي حقوق مكفولة لأي متهم وفق بسبب ضغوط قبيلة همدان وإهدار الدولة لأحد موظفيها كان يؤدي واجبه أثناء وقوع الحادثة وينتمي لأسرة فقيرة ولا قبيلة له تحمي حقوقه. مشيرة إلى أن سير إجراءات المحاكمة أظهرت فيها المحكمة تعصبها ورضوخها لضغوط القبيلة وعدم الإلتفات للنصوص القانونية وأهدرت كافة الدفوع المقدمة والأدلة الدامغة, حول أن إصابة المجني عليه كانت خطأ ووقعت من الجندي وهو يؤدي واجبه وبعد أن تعرض للإعتداء من قبل المجني عليه وشقيقه. وكانت الجلسة التي قرئ فيها منطوق حكم الإعدام بحق الجندي صبري شكري- قد شهدت تطويقا للمحكمة من قبل بمجاميع مسلحة من قبيلة همدان وأثناء قراءه القاضي للحكم سقط الجندى على الأرض، مصابا بصدمة عصبية نقل على إثرها إلى المستشفي. وقد أثارت هذه الحادثة حفيظة الكثيرين من طلاب الجامعة الذين طالبوا عبر العديد من الإعتصامات والمهرجانات الاحتجاجية رئاسة الجامعة باستبدال أمن الجامعة بحرس مدني . وكان محامي أولياء الدم -عبد العزيز السماوي - قد طالب في جلسات المحاكمة الماضية بالقصاص الشرعي بحق الجندي شكري على سعيد بدعوى قتل المجني عليه صالح الحوتي في 17/3/2009م. ومعاقبة المتهم الثاني محمد يحي المطري ك(فار من وجه العدالة) لاعتدائه على (علي حاتم الحوتي) (أخو القتيل) بالضرب في إنحاء متفرقة من جسمه قبل مقتل شقيقه صالح – حسب ماجاء في حيثيات القضية. وعبر عدد من أهالي صبر في بلاغ تضامني مع الجندي الصبري - عن تضامنهم مع الجندي والمحامين الذين قالوا أنهم تعرضوا لحملة تشهير وتهديدات مختلفة داخل قاعة المحكمة، لدفاعهم عن الصبري. واصفين الحكم الصادر بالمسرحية الهزلية, الناتج عن تاتثيرات قبلية, يتمتع بها المجني عليه, على حساب الجندي الصبري وأسرته وقبيلته المتواضعة. واعتبر البلاغ إحالة أحد الشهود إلى النيابة بتهمة شهادة الزور" إجراء غريب, يعتبر الأول من نوعه في تاريخ القضاء, ودليلا على تسيس الحكم الصادر عنها- سيما وان أحداً لم يطعن بإفادة الشاهد"، مشيرا إلى تخوف" بقية الشهود من التهديد الذي يتعرضون له من أبناء قبيلة همدان. وكان أقارب المجني عليه الطالب الحوتي قد عزموا على دفن جثته في حرم جامعة صنعاء وبالقرب من ساحة كلية التجارة والاقتصاد التي كان ملتحقاً بها بعد أن كانوا أمهلوا الدولة أسبوعا للقصاص من الجندي التي أطلق النار على الطالب, قبل أكثر من أربعة أشهر, وبسبب مشاداة كلامية, نشبت على إثر منع الجندي للطالب بالدخول وشقيقه إلى الحرم الجامعي بالسيارة, لعدم وجود ترخيص لديه بدخوله, تطور الموقف بعدها إلى قيام الجندي بإطلاق النار على الطالب.