كشف تقرير رسمي عن تكبد اليمن نحو 100 مليون دولار سنويا، جراء تلوث الهواء في العاصمة صنعاء، ما يؤدي إلى إصابات المواطنين بالكثير من الأمراض. وأوضح تقرير "وضع البيئة في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية 2001 / 2005 " الصادر عن الهيئة العامة لحماية البيئة الحكومية أن نسبة كثافة الملوثات التي تعانيها صنعاء تزيد عن المعايير العالمية نتيجة وضع وموقع المدينة التي تحيط بها الجبال وتمنع تشتت الملوثات، إضافة إلى الطبيعة الجرداء للجبال والتي تعد مصدرا للغبار تزيد من تلوث العاصمة. وأرجع التقرير الذي اطلعت عليه "الاقتصادية" مصدر التلوث الرئيسي الذي يعانيه سكان العاصمة صنعاء الذي يزيد عددهم عن مليوني نسمة إلى قطاع النقل إضافة إلى مصادر الطاقة الكهربائية العائدة للقطاعين العام والخاص، والكسارات ومناشير الأحجار ومحارق الياجور المنتشرة في المدينة وحولها، وكذا الطبيعة الجرداء للجبال المحيطة وتفتيت التربة يؤدي إلى انتقال الغبار إلى العاصمة، إضافة إلى عدم وجود شبكة رصد لملوثات الهواء، وكذا عدم توافر عملية فحص المركبات في إدارات المرور. وأشار التقرير إلى أن مجموع السيارات التي تجوب شوارع صنعاء بلغ نحو 250 ألف سيارة طبقاً لإحصائيات إدارة المرور، منها 90 ألف سيارة صغيرة وخاصة، و23 ألف سيارة صغيرة أخيرة ونحو 70 ألف حافلة للنقل العام، إضافة إلى سيارات القطاع الحكومي والعسكري والدبلوماسي وغيرها. ونوهت بأن استخدام الديزل كوقود لهذه السيارات يتوزع على 2853 سيارة أجرة و2619 حافلة للنقل ونحو 942 سيارة صغيرة خاصة أي بمجموع يصل إلى 6414 آلية، يضاف إليها عدد كبير من السيارات والآليات التي تم تحويلها بشكل غير قانوني أو لم تقيد ضمن العاصمة صنعاء. وخلص التقرير إلى أن خفض التلوث الخطير الذي يواجه سكان صنعاء الناجم عن قطاع النقل يمكن أن يتم عبر خفض المسافات، وخفض معدل استهلاك السيارة، وخفض نسبة الانبعاث الصادرة عن حرق الوقود داخل المحرك من خلال إدخال تقنيات الغاز الطبيعي المضغوط والغاز المسال وتشجيع البنزين الخالي من الرصاص بسرعة تفاضلية وتحسين نوعية الديزل المستعمل الخالي من الرصاص، بالمحولات، وتحسين أنظمة المرور، وتحسين الوضع الميكانيكي للسيارات من خلال تفعيل إجراءات الرقابة الدورية على صيانة المركبات وفحص صلاحيتها سنويا. إضافة إلى نقل مراكز الكسارات ومناشير الأحجار إلى مناطق بعيدة نسبياً بحيث لا يصل الغبار والملوثات الصادرة عنها إلى سماء العاصمة وكذلك القيام بحملة تشجير على التلال الواقعة نطاق العاصمة وعلى الجبال المحيطة بها وخفض الانبعاثات الصادرة عن مراكز جمع النفايات عن طريق تحقيق إدارة سليمة لجمع ومعالجة النفايات الصلبة والسائلة وتحضير برامج وطنية لتوعية المواطنين وأصحاب القرار بمخاطر تلوث الهواء وانعكاسه على صحة المواطن والاقتصاد الوطني.عن / الاقتصادية