أظهرت دراسة بيئية حديثة أن أمانة العاصمة تعاني من كثافة تلوثات في الهواء تزيد عن المعايير العالمية. واشارت الدراسة التي اعدتها الهيئة العامة لحماية البيئة بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة للتنمية البيئية، الى ان اسباب تزايد التلوث في العاصمة تكمن في التنامي الملحوظ في عدد السكان والسيارات على مدى السنين، الامر الذي سوف يؤدي الى تفاقم المشكلة خلال فترة قصيرة خاصة اذا ما اخذ في الاعتبار الارتفاع الشاهق للعاصمة عن سطح البحر وانخفاض كثافة الاكسجين فيها، ووقوعها الجغرافي بين سلسلة جبلية تمنع تشتت الملوثات، الى جانب الطبيعة الجرداء للجبال والتي تشكل مصدرا للغبار. وحذرت الدراسة من المخاطر البيئية والصحية لتلك التلوثات، حيث تتسبب بنزول امطار حمضية، وانعدام للرؤيا، كما تتسبب في اصابة الجهازين التنفسي والعصبي للانسان بالعديد من الامراض الخطرة اهمها، الاصابة بالامراض السرطانية، والامراض التنفسية والاختناقات، وإعاقة نمو الذكاء عند الاطفال الى جانب التسبب في الموت المبكر. وبحسب الدراسة فقد تركزت اهم مصادر التلوث في قطاع النقل من خلال المركبات والسيارات خاصة العاملة بالديزل، وفي قطاع الكهرباء من خلال المولدات للطاقة في القطاعين العام والخاص، الى جانب التلوثات التي تسببها الكسارات ومناشير الاحجار في العاصمة، والعواصف الرملية جراء تفتت التربة. واستنادا الى احصائيات ادارة المرور، فان مجموع المركبات المقيدة في امانة العاصمة تبلغ 250 الف مركبة من مختلف الاحجام، منها 6414 سيارة وباص تعمل بوقود الديزل. ويعتبر وقود الديزل من اكثر المواد استهلاكا في قطاع الطاقة والصناعة والنقل، ما ينتج عنه ملوثات كبيرة للهواء، حيث يبلغ الاستهلاك الشهري منه في امانة العاصمة 29الف طن ، تقدر كمية الانبعاثات الخطرة منه بنحو 45ر1 الف طن من الكبريت، و9ر2الف طن من ثاني اكسيد الكبريت شهريا، بمعدل يومي يبلغ 241 طنا من ثاني اكسيد الكبريت. أماالتلوثات المنبعثة من قطاع الكهرباء فتتمثل في المخلفات التي تنتجها مولدات الطاقة الحكومية والخاصة المنتشرة في امانة العاصمة والتي تعمل بوقود الديزل، وتزداد مع انتشار المصانع في المدينة. واوصت الدراسة بضرورة قياس التلوثات في امانة العاصمة ومدى فاعلية الخطوات المتخذة ، وذلك من خلال وضع اجهزة نقالة قليلة الكلفة على المدى القصير، وانشاء شبكة رصد دائمة في مرحلة لاحقة بالتعاون مع الجامعات ووحدات الابحاث. كما شددت التوصيات على اهمية تحسين نوعية الوقود المستخدم خاصة في وسائل النقل، من خلال تشجيع البنزين الخالي من الرصاص عبر سعر تفاضلي، وادخال الغاز السائل كوقود للسيارات. واوصت بضرورة تحسين البنى التحتية من الطرقات في امانة العاصمة والحد من الاختناقات المرورية، والقيام بحملة تشجير داخل وحوالي العاصمة، وتنفيذ برامج وحملات توعوية بمخاطر التلوثات الناتجة عن الانبعاثات الى الهواء في أمانة العاصمة. سبأنت