أعلن اليوم في طهران عن وفاة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عبدالعزيز الحكيم بعد صراع مع المرض دام ثلاث سنوات. وذكرت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء أن الحكيم توفي اليوم في احد مستشفيات العاصمة الإيرانية دون ان تعطي المزيد من التفاصيل حتى الآن. وكانت مصادر طبية إيرانية قد كشفت في وقت سابق من اليوم عن تدهور خطير في الوضع الصحي للحكيم المصاب بسرطان الرئة منذ نحو ثلاثة أعوام. وذكرت المصادر أن صحته تدهورت صباح اليوم بشكل خطير وان الفريق الطبي الذي يشرف على علاجه أعرب عن قلقه الشديد من التطورات التي طرأت على صحته بعد ان باتت أجهزته العضوية اقل حيوية فضلا عن تعطل وظائف أخرى لديه. وكان السيد الحكيم البالغ من العمر 54 عاما والذي يتزعم اكبر تكتل نيابي داخل مجلس النواب العراقي قد نقل مطلع الأسبوع الجاري من مكان اقامته في طهران إلى المستشفى الذي يعالج فيها بعد تراجع وضعه الصحي واخضع على للعناية الطبية المركزة. ونقل "الجزيرة.نت" عن سياسيين من الائتلاف الوطني العراقي الذي تشكل قبل يومين تأكيدهم أن وفاة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي لن تؤثر على مستقبله السياسي. وقال الدكتور فالح الفياض للجزيرة نت إن الائتلاف الجديد لن يتأثر بوفاة الحكيم الذي كان مريضا ولم يكن موجودا في مرحلة تشكيله. وتوقع الفياض أن يخلف الحكيم في المجلس الأعلى نائبُه عمار الحكيم، على أن تحسم رئاسة الائتلاف بالانتخاب بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية. وأضاف أن مسألة حدوث انشقاقات مع وفاة الحكيم كانت ضمن الحسابات. وقال إن تأثير الحكيم في الائتلاف كان واضحاً "كونه من عائلة علمية وابن السيد محسن الحكيم، وهذا يعطيه خصوصية في التعامل، وكذلك نشاطه ونضاله في فترة النظام السابق". وتوقع الدكتور علي العنبوري رئيس تجمع العراق، وهو أحد تشكيلات الائتلاف الوطني ألا تؤثر وفاة الحكيم سلبا في التكتل، فقد تشكل حسب قوله بعيدا عن "الشخصنة ونتيجة توافقات سياسية". وقال إن ما يشغل الائتلاف تبني برنامج يتجاوز الإخفاقات السابقة، وأضاف ألا خلاف على خلافة الحكيم. وتؤكد جنان العبيدي النائبة عن الائتلاف العراقي الموحد للجزيرة نت أن الأحزاب والكتل منشغلة بما ستحققه في الانتخابات، ولن يؤثر غياب الأشخاص على "الخطوات الرصينة" التي يسير عليها الائتلاف. وولد الحكيم في1950 في مدينة النجف، وغادر العراق مطلع الثمانينات إلى إيران، وبرز في الواجهة السياسية بمشاركته في مجلس الحكم، الذي شكله بول بريمر في 2003 بعد الغزو الأميركي، وتولى رئاسة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بعد مقتل أخيه محمد باقر بانفجار في أغسطس/آب 2003. وتزعم الحكيم الائتلاف العراقي الموحد بعد انتخابات 2005، وعرفت عنه علاقاته القوية بإيران وتبنيه قضية الفدرالية.