اتفق موقع مأرب برس وموقع الاسلام اليوم على ان يقوم الأول بنشر ملخص حلقات البرنامج التلفزيوني " حجر الزاوية " للشيخ سلمان العودة، والتي تعرض على شاشة MBC يومياً طوال شهر رمضان. والبداية ستكون من حلقة منديلا: أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة \"الإسلام اليوم\" على أن الموهبة الذاتية والأخلاقية لمانديلا حولته إلى \"مصلح\" استطاع أن يدفع عن بلده جنوب إفريقيا مشكلة احتمال وجود حرب أهلية ما بين البيض والسود.جاء ذلك تعقيبا على مداخلة من أحد المشاركين في حلقة الجمعة من برنامج \"حجر الزاوية\"، والذي يبث على فضائية 1 mbc ، والتي جاءت تحت عنوان \"الموهبة\" تقول : إن بعض المنظرين يعدون بعض الصفات الأخلاقية ليست مواهب بقدر ما هي صفات أخلاقية تدرب الإنسان عليها بينما الموهبة هي بذرة تكون في ذات المرء أعطيها وينميها. صحيح مانديلا ؟!! وقال الشيخ سلمان: الأقرب أن هناك تدرب لكن هناك استعداد لها ، فعندما كنا في السجن كنا نقرأ كتاب نيلسون مانديلا \"الطريق إلى الحرية \" ووجدنا فيه هذه الروح العالية ، فهذا الرجل قد تعرض لنوع من القسوة ، والذي كان يمكن أن يُفرز عنده ردة فعل عدوانية أو ميلاً للعنف ، لكنك تجد أن قدرته أو موهبته الذاتية والأخلاقية في استيعاب هذا الموقف حولته إلى \"مصلح\" استطاع أن يدفع عن بلده جنوب إفريقيا مشكلة احتمال وجود حرب أهلية ما بين البيض والسود.وأضاف فضيلته : لقد كان كثير من السجناء يرجعون إلى هذا الكتاب ويقرؤون ويسألون حتى أني كنت أداعب بعضهم في بعض المسائل وأقول : ماذا وجدت في صحيح مانديلا ؟ لأنهم كانوا يرجعون إليه: ومانديلا فعل كذا ، وقال كذا ، كذلك غاندي ، حيث تجد أنه في كل الملل والأمم والأديان مثل هذه المعاني. تميز فطري وقال الشيخ سلمان إن الموهبة مثل الكنز تماماً ، فالكنز الذي في أساطيرنا تحرسه الجن لأنه ثمين جداً ، ونادر جداً ، فضلا عن كونه مدفون يحتاج إلى من يبحث عنه وإلى من يستثيره ، ومن هنا فإن الموهبة هي في حقيقتها عبارة عن تميز فطري لدى الإنسان ، وهذا التميز قد يكون تميزاً في عقله وتفكيره ، أو في جانب معين كالرياضيات ، أو تميزاً في جانب حركي كالرياضة ، أو جانب يدوي كالرسم ، أو صوتي ، أو إبداعي في أي جانب من جوانب الحياة ، فهذا هو معنى الموهبة التي يولد بها الإنسان . وضرب فضيلته مثالا للتميز الفطري ، قائلا: أن سفيان بن عيينة كان في المجلس فجاء طفل صغير وجلس ، فاهتم به سفيان بن عيينة وأدناه ونظر إليه ، فكأن الناس استغربوا أن الطفل لا يستحق كل هذا ، فقال سفيان : (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ)(النساء: من الآية94) أي أنا صغار قوم كبار آخرين .ثم قال للشخص الذي أمامه وهو الرواي أحمد بن النضر يرويه عن أبيه ، قال له : كيف لو رأيتني وأنا ابن عشر سنين ووجهي كالدينار وجسمي يشتغل كنار وطولي عشرة أشبار وثيابي قصار وأكمامي صغار وحذائي كآذان الفار وأنا أتقلب بين علماء الأمصار كالزهري وابن دينار فمحبرتي كاللوزة ومقلمتي كالجوزة ، فإذا أتيت ضحكوا وقالوا : أفسحوا للشيخ الصغير ، ثم أفسحوا له وضحك سفيان أيضاً ، فهنا تلاحظ أو تلتقط خيط الموهبة وخيط التميز الذي يمكن أن يوجد عند أي أحد من الناس . وذكر الدكتور العودة أن هناك عدد كبير جداً من علماء العالم الإسلامي الذين تفوقوا في التاريخ ، مثل ابن خلدون مثلاً أبو العلوم الاجتماعية ، ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية ، الخوارزمي وعلم الجبر ، جابر بن حيان ، عباس بن فرناس ، أبو القاسم الزهراوي أكبر جرّاح في التاريخ الإسلامي ، كذلك تجد أئمة وعلماء في الطب ، والفيزياء ،و الكيمياء ، الأحياء ، وفي ألوان العلوم المختلفة . لا يمثلون الإسلام وفيما يتعلق بأن البعض عندما يسمع أسماء بعض العلماء مثل ابن سينا أو الفارابي أو عن غيره أو عن فلاسفة ، وغيرهم من الذين ربما يكون عندهم تجاوز ، فيقولون : هؤلاء ليسوا هم الإسلام ولا يُمثّلون التاريخ الإسلامي.. قال الشيخ سلمان: إن هؤلاء لا يُمثّلون الإسلام ولا أحد يُمثّل الإسلام إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- والجيل الأول الذي طبّقه أفضل تطبيق ، لكن هؤلاء الناس حتى لو فُرض أنه نشأ إنسان غير مسلم في الحضارة الإسلامية وتلقى في مدارسها وتخرّج من أساتذتها وأبدع في محيطها يعتبر هذا منتجاً للحضارة الإسلامية منسوباً إلى هذه الحضارة الإسلامية ، وهو ينتمي إليها بالمعنى الحضاري إن لم يكن منتمياً إليها بالمعنى العقائدي ، مع أن كثيراً من هؤلاء عندهم جوانب خير ولكن عندهم جوانب أخرى تُعزل قد يكونون أخطئوا فيها الطريق . الإعلام ..وتنمية المواهب وفيما يتعلق بدور الصحافة والإعلام في تنمية المواهب ، قال الشيخ سلمان :إن الإعلام في العالم النامي أو الدول النامية عليه مسؤولية مضاعفة أن يشارك في عملية التنمية ، فربما أن الإعلام في العالم الغربي يتقصّد لمجرد المتعة ، لكن في العالم العربي والإسلامي في الدول النامية الإعلام مسؤول عن المشاركة في عملية التنمية ، ومن هنا يتعيّن ويتوجب على الإعلام بكل أطيافه سواء كان مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً أن يشارك في عملية رعاية الموهوبين .وأضاف فضيلته أن هناك عددا من الصحف تهتم بأخبار الموهوبين ، منها على سبيل المثال: جريدة \"الرياض\" ، حيث تولي عناية خاصة بأخبار الموهوبين والموهوبات وتغطيتها ، وأحياناً إجراء مقابلات مع الموهوبين أيضاً هذا شيء طيب . مهمة أكبر وأكد الدكتور العودة أن الإعلام يمكن أن يقوم بمهمة أوسع بكثير من ذلك ؛ لأن استضافة الموهوبين ، واكتشافهم لابد أن يشارك فيها الإعلام ، من خلال إيجاد برامج تليفزيونية للمنافسة بدلاً من أن تكون برامج مثلاً عندنا برامج مثلاً للموهوبين في الغناء والكرة ، وكأنه لا يوجد مواهب أخرى سوى هاتين الموهوبتين !وتابع فضيلته : أن الإعلام من شأنه أن يبتكر برامج تليفزيونية إذاعية للتعرّف على الموهوبين ورعايتهم بل وتسويق بعض المواهب ، وأن يكون الإعلام وسيطاً ما بين الموهوب وما بين الجهات التي ترعى سواء كانت جهات حكومية أو جهات مال وأعمال . المال..ودعم المواهب وفيما يتعلق بدور مؤسسات المال والعمل في دعم الطاقات والشباب والمواهب ، قال الشيخ سلمان : لو عُلق الجرس قد يجد الناس أنفسهم مضطرين إلى المشاركة أحياناً ، عندما يوجّه دعوة للتبرع لمجموعة كبيرة من الناس لمشروع معين يتبرعون سواء كانوا بقناعة وإلا لإرضاء المسئول وإلا لأي اعتبار آخر .وأضاف فضيلته : أن شركة آرامكو السعودية كان لها قدم سبق في رعاية بعض الموهوبين وابتعاث بعضهم ، وتقديم خدمات كثيرة للمجتمع .