استنكر الدكتور محمد عبد الجبار سلام أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء ما نشهده من صحافة اليوم من دعوة صريحة وبصوت واضح وعال إلى تفتيت وتقسيم اليمن وعودة الإمامة والأمراء والسلاطين. مستنكرا في ذات الوقت من هذه المفارقة الغريبة التي قال أنها تحدث من الصحافة وبدون خجل من تضحيات الشعب اليمني طوال تاريخه القديم والحديث والمعاصر، معتبرا إياها مؤشر على التحدي الكبير الذي يواجهه البلد و يجب على الجميع والجيل الجديد في المقدمة التصدي له عبر الصحف وكل وسائل الاتصال والإعلام وعبر الندوات والحوار الواسع". داعيا سلام في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس الاول- بالمركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل( منارات ) إلى قيام حكم وطني على أساس ونهج الوحدة الوطنية كأساس ومنطلق للتقدم والرقي للشعب اليمني وتجديد حضارته العظيمة، وإظهار التصدي لمثل تلك المفارقات الغريبة وإظهار التصدي لها عبر الأجيال المختلفة، وعلى تلك الطريقة التي تم فيها التصدي للاستعمار الأجنبي". منوها في محاضرته عن( دور الإعلام في الثورة والوحدة – قراءة تاريخية تحليلية) إلى بروز الشوائب والأشواك التي زرعتها القوى المتآمرة في طريق استكمال مسيرة الوحدة الهادفة إلى بناء حضارة يمنية معاصرة بمساهمة كل قوى الشعب، وعبر النهج الديمقراطي وحرية الرأي والرأي الأخر والتداول السلمي للسلطة عبر النهج الديمقراطي". معتبرا أن الديمقراطية جاء مرادفأً لقيام الجمهورية اليمنية والذي قال أنه أتاح للجميع التعبير عن أرائهم بكل حرية، "إضافة إلى منحه الكثير من الرخص لإصدار الصحف وهو منجز عظيم للوحدة الوطنية التي قال أننا لم نشاهده طوال الحكم الشمولي و في ظل الاستعمار البريطاني". موضحا انه ومنذ الأربعينيات والخمسينيات والستينيات الماضية تمكنت الصحف أن تمارس في عدن وفي ظل الحكم الأمامي الذي أغلق الباب على كل شيء وفي مقدمتها الصحافة -حريتها وحرية الرأي والرأي الآخر لمختلف الفئات". مبينا أن الصحف كانت حينذاك منقسمة بين اتجاهين اتجاه وطني تحرري يدافع عن الوحدة والثورة والتحرر والتقدم واتجاه رجعي متخلف يحاول باستياء ومن خلال مبررات تكاد أن تكون لها ملامح في الواقع يدافع عن الأمر الواقع والاحتفاظ به واستعرض الدكتور سلام دور الإعلام في مسيرة نضال الشعب اليمني في ظل هيمنت الاستعمار والإمامة اللذان قال أنهما:" شكلا حافزاً للقوى الوطنية على مستوى ما كان يعرف بشطري اليمن لتعميق واحديه النضال اليمني حتى قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر موضحا أن الخطاب الإعلامي كان متفاعلاً سلباً وإيجابا مع واحديه الثورة اليمنية". ونوه إلى أن مرحلة نهاية السبعينات ومنذ ما بعد انتخاب الرئيس علي عبد الله صالح من قبل مجلس الشعب التأسيسي رئيساً للجمهورية العربية اليمنية، ظهرت التحولات لبناء وحدة اليمن على أساس ديمقراطي حيث تمثلت خطوتها الأولى بتشكيل لجنة الحوار الوطني والتي ضمت في عضويتها مختلف ألوان الطيف السياسي على مستوى الشمال ..فيما بدا الحوار على مستوى القيادات في الجنوب على أسس واحدية الثورة اليمنية كتحول كبير في الأداء السياسي يكاد يكون مخالفاً لم ساد من حوارات قبل هذه المرحلة