في الوقت الذي كشف فيه أمين عام مجلس التعاون الخليجي من أن الدول المانحة تسعى لتمكين اليمن من تحقيق تأهيل شامل في التنمية, قال مسئول أممي إن برامج المساعدات في اليمن معرضة للخطر, في حين لم يتم جمع الأموال التي حددتها الأممالمتحدة إلا بما نسبته 0.4 فقط. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية إن الأوضاع في اليمن تمثل أولوية لدول المنطقة خاصة أنها من الدول المانحة والداعمة أمن واستقرار اليمن وشعبه، كاشفا عن توجه دول الخليج لعقد اجتماع على مستوى الخبراء في نهاية فبراير الحالي يضم دول المجلس والدول المانحة ومشاركة الحكومة اليمنية بهدف مراجعة التقدم المحرز في إطار تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية التي سبق الاتفاق على تنفيذها علاوة على إجراء حوار شامل وصريح لإزالة المعوقات والصعوبات التي تواجه التنفيذ وبما يمكن اليمن من تحقيق تأهيل تنموي شامل, وفقا لما نقلته "الاقتصادية اون لاين". وأكد العطية أن الحوار بين اليمنيين هو السبيل المثلى لتفادي مزيد من حالة عدم الاستقرار الداخلي ولتجاوز الأزمة الراهنة. وفي السياق, قال منسق عمليات الإغاثة الطارئة في الأممالمتحدة جون هولمز أمس الخميس إن الوضع الإنساني في اليمن يتفاقم وإن الدول المانحة تنأى بنفسها عن هذا البلد الأمر الذي يعرض برامج المساعدات للخطر. وأضاف في مقابلة أجريت معه, حسبما أوردت رويترز, أن احتدام القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن يحول دون وصول منظمات الإغاثة إلى المدنيين المحاصرين, مشيرا إلى أن الوضع الإنساني يتفاقم, في حين أن الاحتياجات كبيرة وتواجه خطر عدم الوفاء بها لأن استجابة المانحين لم تكن على النحو المؤمل عليه. وحذر هولمز من أن تدفق المساعدات سوف يتوقف "إذا لم نحصل على بعض الأموال", مضيفا أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان قد أشار إلى أن "تدفق الطعام على وشك أن يتوقف وسيتعين عليهم خفض الأعداد التي يساعدونها" في اليمن. وكانت الأممالمتحدة قد طلبت في أواخر العام الماضي توفير مبلغ 177 مليون دولار مساعدات إنسانية لليمن خلال عام 2010, في حين أن التمويل لم يتم إلا بنسبة 0.4 حسبما ذكر هولمز الذي أكد أن القتال منع منظمات الإغاثة من الوصول إلى مناطق غير آمنة وخاصة صعدة مما جعل من الصعب التعرف بشكل واضح على الوضع هناك وزاد من عدد القتلى المدنيين, حد تعبيره. وقال هولمز "أصبحت اليمن في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام بسبب المهاجم والقلق بشأن مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة وهشاشة الوضع في اليمن على نطاق أوسع لكن الوضع الإنساني لا يحظى بأي اهتمام يذكر", مشيرا إلى أن المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في لندن لدعم عمل منسق ضد الجماعات المتطرفة ومعالجة أسباب التطرف لم تنوه في البيان الختامي إلى المساعدات الإنسانية.