أبدت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة عدن إدانتها واستنكارها الشديدين لمواجهة الأجهزة الأمنية للمسيرات السلمية في كل مديريات عدن بالآلة الدموية وبالقمع والعنف الشديد ما أدى إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف الشباب الثائر المنادي بالتغير السلمي. وقالت أحزاب اللقاء المشترك في عدن في اجتماعها الاستثنائي, السبت, 26/2/2011م, إنها وقفت بألم عميق أمام الأحداث الدامية التي تعرضت لها مدينة عدن وأهلها التي تمثلت في قمع دموي للفعاليات الشبابية السلمية وترويع وإرهاب للآمنين (من نساء وأطفال) في منازلهم يوم الجمعة 25/2/2011م. وأضافت في بيان لها, تلقى "مأرب برس" نسخة منه "لقد مثلت تلك الأحداث الأليمة استمرار مسلسل سفك الدماء والعنف وأضافت حلقة إلى سلسلة العمليات الإجرامية التي دأب النظام على ممارستها في مواجهة أبنا عدن المسالمين". وقالت في البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي: "إذ نعلن مباركتنا وتأييدنا الكامل لهذه الهبة الشعبية الشبابية المباركة ودعونا كافة أعضائنا وأنصارنا وشبابنا للانخراط فيها ومؤازرتها, فإننا نعلن استنكارنا الشديد للتصرفات غير المسئولة والطائشة من قبل أجهزة أمن السلطة في قمع هذه التظاهرات الاحتجاجية السلمية التي كفلها القانون والدستور بهذه الصورة من العنف والقسوة والاستخدام المفرط للقوة والذخيرة الحية بمختلف أنواع الأسلحة من رشاشات وعربات مصفحة ضد أبناء المحافظة العزل مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى في مديريات عدن المختلفة, ونحمل الجهات الأمنية المسئولية الكاملة عن قتل وإصابة الأبرياء واعتبارها جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وندعو كل الهيئات والمنظمات الحقوقية إلى إدانة هذه الأعمال الإجرامية ورصد هذه الجرائم وتتبع مرتكبيها قضائياً وتقديمهم للعدالة". وأشارت أحزاب المشترك إلى أنها تنبه كافة أبناء وشباب محافظة عدن "إلى وجود جهات تعمل وفق أجندات خاصة تحاول تصفية حسابات قديمة وإدارة صراعات في محافظتنا المسالمة والهادئة التي تنبذ العنف أسلوباً في المطالبة بالحقوق", لافتة إلى أن "تلك الجهات تحاول جر النضال السلمي لأبناء عدن إلى مربعات العنف والصدام وإثارة الفوضى وأعمال التخريب والشغب". وحذرت من محاولة تشويه سمعة أبناء عدن الأبطال والشرفاء المسالمين وحرف مسار نضالهم السلمي من قبل هذه العناصر والعمل على بث الرعب في نفوس المواطنين لتثنيهم عن نضالهم السلمي. وأضافت في البيان: "يا شباب وأبناء عدن الأبطال إننا في هذه الظروف ندعوكم إلى رص الصفوف وتوحيدها وتوحيد الكلمة وإفشال كل مختطات التخريب والتدمير والزج بالمحافظة في أتون الفوضى والشغب والحفاظ على وحدتكم وتماسككم ونضالكم السلمي الشريف والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومقدرات الشعب والتنسيق بين كافة الفعاليات الشبابية في المحافظة لإقامة الأنشطة الاحتجاجية السلمية حتى تحقيق الأهداف التي أجمعت عليها كل القوى الوطنية بسقوط النظام والتوافق الوطني بالخروج بما يحفظ لليمن أمنه واستقراره ويحقن دماء أبنائه". مركز اليمن: يدين الجرائم في عدن ويطالب بوقف استخدام السلاح وعبّر مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان عن إدانته الشديدة للمواجهات العسكرية الحربية التي قامت بها أجهزت وقوات الأمن في محافظة عدن وخاصة, مساء الجمعة, في مدينة المعلا بعدن. والتي استخدمت فيها قوات الأمن السلاح الحي مما نجم عن ذلك مقتل أربعة وجرح العشرات, إضافة إلى منع المواطنين من محاولات إسعاف الجرحى إلى المستشفيات مما تسبب في وفاة بعضهم. وقال المركز إنه سبق وأن أدان الأسلوب الذي يتم فيه التعاطي مع إشكال التعبير السلمية التي تشهدها البلاد طولاً وعرضاً وبالذات في المحافظات الجنوبية وخاصة مدينة عدن باستخدام السلاح الحي مما تسبب حتى الآن بمقتل أكثر من 25 مواطناً خلال أسبوع واحد, وجرح أكثر من 140 مواطناً معظمهم من الشباب, مطالبا بوقف هذه الجرائم, كما طالب السلطات العليا والمعنيين بوقف هذه الجرائم وسرعة إحالة المتسببين فيها توجيهاً وتنفيذا إلى القضاء ليأخذ مجراه. وأكد المركز "أن استمرار هذا المنهج في استخدام القوة المسلحة المفرطة تجاه المشاركين في التعبيرات السلمية يزيد هؤلاء المشاركين إصرارا على المضي في تعزيز حقوقهم, بل أن هذه المواجهات المسلحة والتي تؤدي إلى قتل وجرح المشاركين في هذه التعبيرات السلمية هي التي ستدفع إلى ردود أفعال لا يمكن أن تحمد عقباها". وطالب "من يتواجدون في سلطة اتخاذ القرار- مركزياً ومحلياً و ميدانياً - سرعة وقف هذا المنهج القمعي الذي أثبتت الأحداث وما اعتمل ويعتمل حوالينا إقليميا بوجه خاص وفي مواقع أخرى من العالم أن النهج القمعي ومواجهة انتفاضات وحركات واستنكارات ومطالب الشعوب بالسلاح والقتل لم ولن ولا يؤدي بأصحابه إلا إلى مزبلة التاريخ". وقال: " ليعلم من يستخدمون منهج القتل والمواجهة المسلحة ويتسببون بقتل المواطنين أنه لا يمكنهم الهروب من عدالة السماء وعدالة الأرض, وجرائم كهذه لا تنتهي أبدا بالتقادم ولا بالاتفاقيات ولا بالصفقات".