يعتمد الجزء الثالث من مسلسل «شر البلية»، الذي يعرض على الفضائية اليمنية، أسلوب الكوميديا الاجتماعية لنقل مشكلات يعانيها المجتمع اليمني، مثل خطف السياح الأجانب والثأر والمغالاة في المهور... وشيوع استخدام المبيدات. ويعرج المسلسل على تفاصيل صغيرة مثل المكابرة والتعنت ونشوء نزاعات كبيرة لأسباب واهية، من قبيل أن تتسبب نافذة في خسران جارين منزليهما، بعدما يضطران لبيع كل ما يملكانه لسداد مصاريف محاميهما، في نزاع كان نشب بين الجارين بعدما اشتكى أحدهما من أن نافذة الآخر تطل على منزله. ويربط المسلسل بين النزاعات التافهة واستمرار القضاء التقليدي، من خلال شخصية المحاميين غير الحاصلين على مؤهل في القانون، ممن يطلق عليهم «وكلاء الشريعة»، إذ يتفق موكلا الجارين المتخاصمين على تطويل أمد القضية بغرض سلب موكليهما المزيد من النفقات، ليصل الأمر في النهاية إلى أن المحاميين نفسيهما يشتريان منزلي موكليهما. مشهد من «شر البلية» أزمة وفي شكل عام، يأخذ بعض النقاد على الأعمال الدرامية اليمنية تركيزها حصراً على سلبيات اجتماعية، ما يجعل هذه الأعمال متشابهة. لكن مخرج «شر البلية عبد الحكيم الحكيمي قلل من احتمال أن يؤدي تركيز الدراما اليمنية على قضايا مجتمعية إلى صرف المشاهدين عن هذه الأعمال، وقال ل «الحياة» إن قضية اجتماعية واحدة مثل الثأر يمكن أن تنتج حولها عشرات الأعمال. ولفت الحكيمي إلى أن أزمة الدراما اليمنية تكمن في شح الإمكانات المادية يليها النص، وقال: «ليس لدينا كتاب متخصصون في الدراما. ما يجري هو تأليف بالتكليف، من دون ان ننسى أزمة الممثلات». واعتبر ان «تدني الوعي» و «الروتين» و «عدم نضج البيئة السينمائية في اليمن» من ابرز معوقات الإنتاج الدرامي. لفت الحكيمي إلى صعوبات أخرى ما زالت تواجه العمل الدرامي، لا سيما أثناء التصوير الخارجي مثل طلب بعض الجهات تراخيص ما يؤدي الى عرقلة العمل. يذكر أن اليمن ما زال يفتقر إلى معهد متخصص في السينما، إذ ان معظم ممثلي الدراما التلفزيونية جاؤوا من المسرح. واخيراً بدأ القائمون على بعض المسلسلات مثل «شر البلية» في استقطاب بعض وجوه المسرح الجامعي. إلا أن الأعمال الدرامية اليمنية ما انفكت تعاني من عدم تفريق الممثل بين طبيعة الأداء على خشبة المسرح ومتطلبات الأداء على الشاشة. وقال الحكيمي إن تواضع الأداء المهني عند الممثل اليمني يعود إلى تدني الأجور، مشيراً إلى أن ما يحصل عليه الممثل لا يزيد على 8000 ريال (اقل من 50 دولاراً) عن الحلقة الواحدة. وأضاف: «لا يوجد ثبات في عمل الممثل بسبب محدودية الإنتاج الدرامي وموسميته». وذكر أنه سعى هذا العام إلى استقطاب ممثلين وممثلات من خارج العاصمة للمشاركة في المسلسل، منهم محمد الحبيشي من تعز ومحمد القصاب من الحديدة وهاشم السيد من عدن، إضافة إلى مشاركة عدد من نجوم الدراما اليمنية المعروفين مثل نبيل حزام وفوزية الأصبحي وخالد البحري، من الذين يشاركون كضيوف شرف الى جانب أبطال المسلسل الأساسيين وهم: سراب عادل وإبراهيم الأشموري وعبد الناصر العراسي. وأوضح الحكيمي الذي يشارك عبدالله سليمان في كتابة سيناريو المسلسل، إنه أحياناً يعتمد على نكتة يكون قد سمعها ليتخذها منطلقاً في المعالجة الدرامية لمشكلات المجتمع. وكان الحكيمي الذي تخرج عام 1981 من معهد السينما في العراق، عمل مع المخرج ناصر العولقي كثنائي إخراج، في بعض المسلسلات، مثل «الفجر» وسباعية «سر حان». كما اخرج منفرداً عدداً من البرامج والأفلام الوثائقية والتسجيلية ومنها «حفيدة بلقيس»، وهو فيلم تسجيلي روائي انتج العام 1985 من سيناريو الحكيمي والشاعر حسن اللوزي. وكان هذا العمل هو الذي بشر باكراً بمشاركة المرأة اليمنية في السياسة، من خلال خوض بطلته الانتخابات وفوزها.