تتالت ردود الأفعال المستنكرة للاعتداء الذي تعرضت له ساحة الحرية بتعز، من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري، التي أردت عشرات الشهداء ومئات المصابين، وقامت بإحراق خيام المعتصمين، وإخلاء الساحة عقب مذبحة لم تشهد لها محافظة تعز مثيلا من قبل. وصدرت العديد من بيانات الشجب والاستنكار والتضامن مع شباب التغيير في تعز، حيث أدانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، المجازر التي ترتكبها قوات صالح بحق المعتصمين، بساحة الحرية بتعز، وقالت بأن استمرار هذه الجرائم لن تطيل من أمد بقاء النظام، لأن انتصار الثورة بات وشيكا. وأكدت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في بيان لها اليوم بأن هذه الممارسات والجرائم لن تنقذ صالح وأبناءه وزبانيته، وقالت بأن الدماء الطاهرة التي تسفك في أمانة العاصمة وتعز والحديدة وعدن وفي مختلف مناطق اليمن بالإضافة إلى ما يرتكبه النظام من أعمال تخريب وتدمير وفرض عقوبات جماعية على المواطنين تجعل أبناء الشعب اليمني أكثر إصرارا على نجاح ثورتهم ومحاكمة القتلى والمجرمين المعروفين بالأسماء والهويات والجهات ولن يسامح الشعب كل من ارتكب جرائم بحقه. وحيت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني صمود أبناء الشعب وشبابه الثوار في كل الميادين ودعت من تبقى من أبناء اليمن وأركان النظام إلى إعلان مواقف واضحة وصريحة مما يرتكبه علي صالح وعصابته من جرائم. وحملت اللجنة التحضيرية صالح وأولاده وزبانيته مسؤولية ما جرى في محافظة أبين وما يجري في محافظة لحج من نشر الفوضى الأمنية وما سيترتب عنها من تداعيات خطيرة تتوسع فيها دائرة الجريمة . ودعت أبناء الشعب اليمني إلى التصدي لكافة أشكال الفوضى الأمنية في كل المحافظات كما تصدوا لمخططات صالح وعصابته وافشلوا كل مخططاته الإجرامية خلال مسيرة الثورة الشعبية الظافرة منذ قيامها وحتى اليوم. وجددت اللجنة التحضيرية دعوتها المنظمات الوطنية والعربية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان والدفاع عن أمنه وكرامته إلى تجاوز حالة الصمت المريب والعمل على فضح جرائم صالح ضد أبناء الشعب اليمني. كما أدان ملتقى مأرب ومشايخ ووجهاء وقبائل المحافظة في بيان لهم الهجوم على ساحة الحرية بتعز، وقالوا بأن هذه الجريمة الدموية عار لنظام لم يعد له أخلاق أو ضمير. وحمل ملتقى مأرب الرئيس صالح شخصيا وأبناءه المسؤولية الكاملة عما جرى في ساحة الحرية، ودعا الجميع إلى القيام بواجبهم في التصدي لهذه الأعمال ، كما دعا كل يمني له قريب يخدم في الوحدات المتبقية مع صالح وأولاده إلى سرعة سحبهم من هذه الوحدات لكونها لم تعد تعبر عن الشعب والوطن بل تحولت إلى مجاميع للقتل والنهب والسلب. من جانبها أدانت المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية جريمة اقتحام ساحة الحرية بتعز، وحملت الرئيس صالح المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات، وحذرت النظام من أي خطوات تصعيدية ضد المواطنين. أما اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية فحملت صالح وأسرته والقيادات العسكرية والأمنية كامل المسؤولية بأشخاصهم عن جرائم الإبادة الجماعية المنظمة ضد الشعب اليمني باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، ودعت مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والشعوب العربية والإسلامية تحمل مسؤوليتهم الأخوية والأخلاقية والإنسانية لإيقاف جرائم الإبادة الجماعية المنظمة ضد الشعب اليمني واحترام إرادته وسحب الغطاء الدولي عن النظام. كما ناشدت اللجنة التنظيمية الأمين العام للأمم المتحدة وحكومات الدول الدائمة العضوية لمجلس الأمن الدولي، والإتحاد الأوروبي، بدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد العاجل لإيقاف جرائم الإبادة الجماعية المنظمة ضد الإنسانية واحترام إرادة الشعب اليمني. كما ندد الائتلاف البرلماني من أجل التغيير بما وصفها بسلوكيات سلطة الفوضى والعنف، وعبر عن تعاطفه الكامل مع ما يتعرض لها المعتصمون في تعز، والمواطنون في زنجباربأبين، داعيا كافة قوى الشعب للتصدي لعبث الحكم الفوضوي المتوحش. أما المرصد اليمني لحقوق الإنسان، فوجه نداء استغاثة لإنقاذ حياة اليمنيين بعد الجرائم ضد الإنسانية التي تعرض لها المعتصمون في مدينة تعز، وقال بأن ما تقوم به قوات الأمن والجيش والمرتزقة هناك تعتبر انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات، وأكد بأن ما تقوم به السلطة يستدعي التحرك الفوري والعاجل لاعتقال ومحاكمة كل من ساهم فيها سواءً بالأمر أو بالتنفيذ، حيث وأن ما قاموا به من جرائم لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن السماح لهم بالإفلات من العقاب في أي مكان أو زمان داخلياً أو خارجياً. أما خارجيا فقد أصدر ائتلاف "يمانيو المهجر" بالهند- بياناً أدان فيه بشدة جرائم نظام صالح الدموية الأخيرة ضد أبناء الشعب اليمني في زنجبار-أبينوتعز، ودعا البيان إلى ضرورة إلقاء القبض على المتورطين في هذه الجرائم ومحاكمتهم.