شارك مئات الآلاف من أبناء محافظة تعز، في مسيرة جماهيرية نسائية وشبابية حاشدة، للمطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي، ونقل السلطة سليما على وجه السرعة، لإخراج البلد من حالة الانهيار الذي تمر به. كما طالب المتظاهرون دول الجوار باحترام حقوق الجوار، وعدم الوقوف في وجه مطالب الشعب اليمني، وهتفوا مطالبين بمحاكمة مدير أمن المحافظة العميد عبد الله قيران، وكل المسئولين عن محرقة ساحة الحرية، وتقديمهم للعدالة، ودعوا جميع أبناء الشعب اليمني، إلى مقاطعة البضائع الأميركية والبريطانية، ردا على وقوف هاتين الدولتين ضد تطلعات الشعب اليمني. وفي ظل حالة التردي الخدمي الذي تشهده المحافظة، قاد شباب الثورة حملة نظافة لإزالة النفايات المتراكمة في الشوارع، وحددوا جدولا يوميا، لإزالتها، وذلك ردا على الأنباء التي ترددت حول قيام إدارة البلدية في تعز بتهديد عمال النظافة الذين سيخرجون لأداء عملهم في رفع المخلفات من الشوارع، برفع خصميات عليهم، حيث هدد شباب الثورة بمقاضاة مدير البلدية على هذا الإجراء. من جانب آخر تجددت الاشتباكات الليلية بين مسلحين موالين للثورة، وبين وحدات الحرس الجمهوري، الليلة الماضية، حيث استخدمت قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في محيط مستشفى الثورة العام الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وذكر شهود عيان بأن الرصاص الحي أصاب المنازل المحيطة بساحة الحرية، دون أي أن يحدث أي إصابات. وذكرت مصادر محلية بأنه كانت هناك محاولة لاقتحام ساحة الحرية من قبل أطقم تابعة للحرس الجمهوري، غير أن المسلحين الموالين للثورة تمكنوا من صدها، وملاحقتها حتى منطقة كلابة بالقرب من معسكر الأمن المركزي، المقابل للقصر الجمهوري. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من الهدوء النسبي الحذر الذي شهدته المدنية، بعد فشل مساعي التهدئة التي قادها عدد من رجال الأعمال بالمحافظة. واتهم أبناء المحافظة السلطة الملحية والأجهزة الأمنية بالتعنت وبمحاولة التهرب من تنفيذ بنود الاتفاق ومحاولة جر المحافظة إلى مربع العنف لتصفيته حسابات خاصة مع أبناء هذه المحافظة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة كما يعتقدون. حيث حمل عضو لجنة المبادرة المقاطع لاجتماعاتها بالمحافظة، الدكتور عبد الله الذيفاني، اللجنة الأمنية مسؤولية فشل مساعي التهدئة، وقال ل"مأرب برس" أن اللجنة الأمنية لا تقيم اعتبارا للسكينة العامة، ولهذا فقد انتهت التهدئة، محملا اللجنة الأمنية مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور بالمحافظة، ودعا جميع الخيرين من أبناء المحافظة إلى بذل أقصى جهودهم لمحاولة إقناع الطرف المتعنت بالالتزام بالاتفاق. من جانبها ذكرت مصادر محلية بأن مدير أمن المحافظة قام باستقدام مسلحين مدنيين من خارج المحافظة، وذلك للاستعانة بهم إلى جانب وحدات الحرس الجمهوري في القتال الدائر بالمحافظة، وعبرت هذه المصادر عن مخاوفها من استخدام هؤلاء المسلحين في أعمال نهب وسلب بغرض إلصاقها بشباب الثورة.