رغم تأكيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم الصباح الذي رأس وفد بلاده إلى مؤتمر المانحين لدعم اليمن الذي اختتم أعماله الخميس الماضي بقصر لانكستر هاوس في لندن "إن ما قدمته الكويت مناسب في هذه المرحلة ، مشيراً إلى أن بلاده لديها التزامات كبيرة لأكثر من 100 دولة نامية ليس في المنطقة العربية فحسب بل في دول كثيرة في العالم. وأوضح المسؤول الكويتي أن المبلغ الذي أعلنت عنه الكويت "200 مليون دولار كقروض ميسره وليست منحاً أو هبات" لا يُعبر إطلاقا عن أي موقف سياسي تجاه اليمن ، موضحاً أن كل دولة من الدول المانحة تستطيع أن تقدم ما تريد حسب ظروفها والتزاماتها. ونفى المسئول الكويتي في تصريحات صحفية نشرت له في عدد من الصحف الكويتية بعد عودته من مشاركته في المؤتمر أي ضغوط دولية على الخليج، معتبرا أن الدعم المقدم من الكويت وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إنما هو نتيجة لقرار القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في أبو ظبي لدعم اليمن في مساعيه لتحقيق التنمية الاقتصادية ، مشيراً إلى أن اليمن يُعاني من مشاكل عديدة وأن عدم مساعدته في التغلب على هذه المشاكل سيعود بالضرر على دول المنطقة ، معتبرا أن مؤتمر لندن جاء رغبة من قادة دول مجلس التعاون لمساعدة اليمن على تحقيق الاستقرار والقضاء على الفقر والبطالة والفساد وتعزيز الحكم الرشيد في اليمن وعكس تفاعلا كبيرا من المجتمع الدولي ورغبة في مساعدة اليمن. برلمانيو وكتاب الكويت يعارضون على ذات الصعيد نشرت الصحافة الكويتية مقالات وتصريحات حادة تجاه اليمن على خلفية الحديث عن الاستياء اليمني من الكويت ، حيث نشرت جريدة الرأي العام مقالا للكاتب محمد الوحيشي هاجم فيه اليمن بقسوة وطالب حكومته بمسح اليمن تماما من قائمة الدول الصديقة كي تتعلم معنى الاستياء على أصوله ، مشيراً إلى أن مساهمة الكويت بمائتي مليون دولار كقروض ميسرة لليمن تعني أن المبلغ خرج ولن يعود لخزينة الكويت أو ذهب مع الريح. وأضاف المقال أن اليمن ليست الدولة الوحيدة التي تنظم قصائد الهجاء فينا حتى قبل أن تغسل يديها من خيرات السفرة الكويتية، مقارناً ذلك بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ورئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي الذي قال انه شكر كل مَن في الأرض والبحر والجو وتناسى الكويت خوفا من ردة فعل الشارع العراقي. وقال الكاتب أن الكويت جاءت في مرتبة متأخرة في استفتاء أجري مؤخرا في مصر عن الدول الأحب للشعب المصري برغم أن الجالية المصرية في الكويت هي الأكثر. من جانب آخر استنكر عددٌ من النواب في مجلس الأمة إعلان الكويت خلال اجتماع الدول المانحة لليمن بتقديم قروض ميسرة قيمتها 200 مليون دولار. وقال النواب في تصريحات لصحيفة الأنباء الكويتية تعليقاً على مشاركة الكويت في مشاريع استثمارية واقتصادية وزراعية من خلال صندوق التنمية "إن أبناء الشعب الكويتي أولى من غيرهم بخيرات بلادهم في ظل عدم استجابة الحكومة للدعوات النيابية لإسقاط القروض والتخفيف عن المواطنين". من جانبه اعتبر النائب مسلم البراك أن اليمن وجهت للكويت لطمات كثيرة يُفترض أنها كفتنا لإغلاق الباب في وجهها ، وتساءل البراك "ما مدى قناعة الكويت بأن يكون هناك نادٍ للدول المانحة لليمن وهي من دول العالم الثالث نخرها الفساد". وأضاف "هل سيقوم وزير المالية بإعلان الأرقام التي ستوضح نسبة العجز التراكمي؟ ، ونحن مؤمنون بأن وزير الخارجية يعرف تماما الأدوار التي لعبتها اليمن ضد الكويت وشعبها لكنه سعى "للملمة" تلك المواقف خشية أن تسبب له الحرج، وسياسة الإقراض هذه عبارة عن نزيف مادي تتعرض لها الدولة". أما عضو مجلس الأمة النائب حسين مزيد فقد وصف سياسة الحكومة في عملية إقراض اليمن بأنها "عمياء ودليل على استمرار عدم وجود الرؤية الواضحة ، مشيراً إلى انه من العيب أن تواصل الحكومة مواقفها السلبية تجاه مواطنيها في حين أنها تكون أكثر إيجابية بمواقفها مع الدول التي كانت لها مواقف سلبية ومشينة تجاه الكويت وشعبها وتحديدا أثناء الاحتلال العراقي. واختتم مزيد حديثه بالقول "نحن نرفض هذه السياسة العمياء ونؤكد أن أهل الكويت أحق بثروات بلادهم من غيرهم، ويجب ألا ننسى التاريخ ونطويه مع الزمن".