أعلنت أوساط المعارضة السورية عن سقوط ما لا يقل عن 33 قتيلاً الثلاثاء، برصاص قوات الأمن في الوقت الذي رد فيه رئيس المجلس الوطني، برهان غليون، على الرئيس بشار الأسد بالقول إن مواقفه موجهة مباشرة ضد العرب، بينما كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن بلاده قلقه من عمل قد تسعى إليه دمشق ضدها، مع الإشارة إلى الاستعداد ل"استيعاب لاجئين علويين" في الجولان. وقالت الصفحة الإلكترونية للجان التنسيق المحلية في سوريا، إن القتلى سقطوا برصاص الأجهزة الأمنية التي كانت تحاول قمع مسيرات مطالبة بإسقاط حكم الرئيس السوري، 16 قتيلاً في دير الزور، و11 في حمص وثلاثة في القامشلي، إلى جانب قتيلين في إدلب وقتيل في حماة. وقالت اللجان إن العدد الأكبر من القتلى سقط في مدينة دير الزور التي خرجت فيها مظاهرة كبيرة بانتظار وصول وفد من المراقبين العرب، مضيفة أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين رغم وجود الوفد، كما عادت وأطلقت النار على المشاركين في مسيرات تشييع القتلى. وبحسب اللجان، فإن من بين المسيرات التي تعرضت لإطلاق النار واحدة خرجت في بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب، وقد جرى استهدافها لتفريق من شارك فيها "أمام لجنة المراقبين العرب." غليون: الشعب كان ينتظر تنحي الأسد اتهم برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، التكتل الأبرز لقوى المعارضة السورية، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه قام عبر خطابه الأخير ب"قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية،" واعتبر أن الشعب لم يكن ينتظر منه غير التنحي، ودعا العرب لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بعد مواقف الأسد التي اعتبر أنها أكدت رفضه للمبادرة. وقال غليون، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، التي تجري فيها فعاليات مؤتمر جديد للمعارضة: "الرد الوحيد على هذا الخطاب، الذي يشكل مزيداً من الثرثرة وإنكار الواقع والهلوسة الإصلاحية والتضليل، هو استمرار الثورة." واعتبر غليون أن خطاب الأسد يجب أن يدفع العرب للوقوف مع الثورة وطلب الحماية الدولية ورفع الملف إلى مجلس الأمن. ورأى غليون أن الرئيس السوري "اتهم العرب بالضلوع في مؤامرة ولم يتطرق للمبادرة العربية،" واعتبر أن خطابه كان موجها ضد العمل العربي والجامعة التي اعتبر أنها "لم تعد عربية،" مضيفاً: "بات من الواضح تماماً أن النظام السوري يرفض المبادرة العربية." وأكد غليون أن المجلس الوطني "لم يرهن كل أوراقه بيد الجامعة العربية،" مضيفاً أن وفداً من المجلس سيتوجه إلى الأممالمتحدة للقاء أمينها العام لبحث الملف السوري، غير أنه شدد على ضرورة دعم الجامعة العربية لهذه الخطوة. إسرائيل تستعد لسقوط الأسد وفي إسرائيل، صرح رئيس أركان الجيش، الجنرال بني غانتس، بأن بلاده تتابع عن كثب مجريات الأمور في سوريا، مؤكدا أن هضبة الجولان "قد لا تبقى هادئة بشكل دائم،" وأن الأسد "قد يحاول العمل ضد إسرائيل في ظروف معينة." وأضاف غانتس، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الثلاثاء، أن سقوط نظام الأسد في سوريا "سيمس بأبناء الطائفة العلوية في هذا البلد،" التي ينتمي الأسد والكثير من كبار المسؤولين إليها، مشيرا إلى أن بلاده "تستعد لاستيعاب لاجئين علويين في الجولان." كما أعرب المسؤول العسكري الإسرائيلي عن خشيته من تسرب وسائل قتالية بكميات ملحوظة من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، مؤكدا أن التهديد الذي تواجهه إسرائيل من لبنان "يزداد بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة." وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد شن هجوماً حاداً على جامعة الدول العربية، واصفاً إياها بأنها "مجرد مرآة لزمن الانحطاط العربي"، كما انتقد وسائل الإعلام الغربية قائلاً إنها تعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده، كما نفى صدور أية أوامر من جانب مسؤولي نظامه بإطلاق النار على أي مواطن في سوريا.