شارك آلاف التونسيين، رجالا ونساء واطفالا، يوم السبت 14/1/2012، في الاحتفالات بالذكرى الاولى لسقوط زين العابدين بن علي وتدشين «الربيع العربي» في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، مطالبين ب «الحرية والكرامة». وكانت السلطات التونسية قررت اعتبار هذا اليوم «عيدا للثورة والشباب». ورفع المتظاهرون امام المسرح البلدي لافتات كتب عليها «شغل حرية كرامة وطنية» و«أوفياء لدماء الشهداء» و«ثورة الأحرار من اجل استكمال مهام الثورة» و«التشغيل استحقاق يا عصابة النفاق». وقال منصور براهم (50 عاما) «نحن هنا للتأكيد على ضرورة عدم تفويت الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي دعت إليها الثورة: الكرامة والحرية». ورأى آخر ان «التونسيين قاموا بالثورة ضد الدكتاتورية من اجل حياة كريمة وليس بدافع مساعدة بعض الانتهازيين لتحقيق اهدافهم السياسية». وتقاطر التونسيون منذ صباح السبت الباكر على وسط العاصمة وبعضهم قضى ليلته أمام مبنى المسرح البلدي في قلب العاصمة حتى لا يفوت على نفسه الاحتفال بالحدث في الصفوف الأمامية . وفي اجواء مرحة جاب احد التونسيين مرتديا قناع وجه يجسد صورة بن علي وهو مكبل اليدين ويرتدي لباساً تقليدياً سعودياً برفقة زوجته ليلى الطرابلسي، الشارع طولا وعرضا في ما يشبه محاكمة شعبية للمخلوع . البوعزيزي حاضراً كما رفع المتظاهرون لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة باسماء شهداء الثورة، وعلى راس القائمة محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي اقدم على احراق نفسه في سيدي بوزيد واشعلت حركته فتيل الربيع العربي الذي اطاح بعدد من القادة العرب. ولم يغفل المتظاهرون عن القضايا العربية بهذه المناسبة، اذ كانت الاعلام الفلسطينة والسورية حاضرة، ورفع المتظاهرون شعارات منادية ب «تحرير فلسطين» و«رحيل» الرئيس السوري بشار الاسد. كما تميزت هذه التظاهرة بإطلاق الألعاب النارية، وبرفع شعارات منددة بزيارة أمير قطر إلى تونس، منها «شعب تونس حر...حر لا أميركا ولا قطر». نصب للشهداء وافراج عن سجناء وأكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان «جرحى وشهداء الثورة لم ينالوا الاعتراف اللائق بهم». وقرر تسمية ساحة 14 يناير الواقعة قرب مقر وزارة الداخلية ب «ساحة الشهداء» وتشييد نصب تذكاري يحمل اسماءهم. واعلنت وزارة العدل ان السلطات التونسية قررت منح حوالي 9000 سجين بالعفو الخاص والسراح الشرطي بمناسبة الذكرى الاولى لثورة الحرية والكرامة. وقال الرئيس المنصف المرزوقي إن تونس ماضية على «درب الحرية» والمسار الديموقراطي «بلا رجعة» وإقامة «نظام جديد». وذلك، في كلمة ألقاها في الاحتفال الرسمي بالذكرى الاولى ل «ثورة الحرية والكرامة». واضاف «نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة وسط شعور بالأسى لكل هذه العقود الضائعة تحت نظام الفساد، وما كلفنا للتخلص منها والنشوة لان الثورة فتحت امامنا الابواب وشكلت فاصلا بين يوم مظلم وآخر مشرق». وتابع «سنعمل على الا تذهب تضحيات الشهداء والجرحى سدى، وعلى رد الاعتبار لسلك الامن وحماية الجيش».