هذا التقرير هو الحلقة الخامسة من سلسلة تقارير نشرتها مجلة ذا نيشن، حول زيارة للصحفي جيرمي سكاهيل (الفائز بجائزة أفضل محقق صفحي، من قبل شبكة ديموكراطي ناو) لمحافظة أبين التي سقطت بيد جماعة أنصار الشريعة. الحلقة الأولى هنا الحلقة الثانية هنا الحلقة الثالثة هنا الحلقة الرابعة هنا الحلقة الخامسة هنا لسنوات عدة قامت القيادة المشتركة للعمليات الخاصة ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) بنشر فرقها داخل اليمن لتدريب القوات المسلحة اليمنية ونفذت عمليات ثنائية. وركزت بشكل كبير على الصواريخ البحرية وهجمات تقوم بها طائرات بدون طيار. بعض تلك الهجمات الثنائية نجحت في إصابة أهدافها كتلك التي استهدفت العولقي في هجوم شنته وكالة الاستخبارات الأمريكية. لكن البعض الآخر أدى إلى قتل مدنيين، الكثير من المدنيين. كثير من تلك الهجمات شنت على مواقع في أبين والمحافظة المجاورة لها، شبوة، وهما المحافظتان اللتان شهدتا ازديادا حادا في نشاطات القاعدة في شبه الجزيرة العربية. أولى الغارات التي أصدر الرئيس أوباما أوامر بشنها في اليمن كانت في 17 ديسمبر 2009 باستخدام صواريخ أطلقتها سفن حربية على قرية المعجلة النائية في أبين. وراح ضحية تلك الغارة أكثر من 40 من البدو غالبيتهم من النساء والأطفال. في مايو 2010 قتلت غارة أمريكية أخرى زعيم قبلي بارز، ووكيل محافظة مأرب، جابر الشبواني، مما أثار استياء شعبي عارم تجاه الولاياتالمتحدة وحكومة صالح. يقول قحطان: "أعتقد أن تلك الغارات الجوية كانت مبنية على معلومات استخبارية مغلوطة من قبل النظام، لأن هذه هي طبيعة المقاول"، و يستمر قحطان قائلا:"المقاول يسعى إلى خلق المزيد من العمل لأن ذلك يعني المزيد من المال". وفي أكتوبر قامت طائرة بدون طيار بقتل عبد الرحمن بن أنور العولقي، صاحب ال16 ربيعا، وهو مواطن أمريكي. كما وقتل برفقته ابن عمه الفتى الصغير. وقد أحدثت تلك الغارة صدمة وغضبا بين اليمنيين بمختلف مشاربهم السياسية، يقول الصحفي اليمني جمال: اعتقد بشدة أن العمليات العسكرية التي تنفذها الولاياتالمتحدة تصب في خدمة القاعدة، لأن تلك العمليات أكسبت القاعدة تعاطفا محليا غير مسبوق. الغارات ساعدت على تجنيد الآلاف. هناك هدف مشترك يجمع رجال القبائل اليمنيين مع القاعدة، وهو الانتقام من الأمريكان، لأن أولئك الذين قتلوا هم أبناء رجال القبائل، ورجال القبائل لا يتركون ثاراتهم، كما أن مسئولا رفيعا في نظام صالح اعترف بالضرر الذي ألحقته الغارات قائلا: "الناس بكل تأكيد يشعرون بالاستياء من التدخل الأمريكي" بحسب اعتراف القربي، وزير الخارجية اليمني وهو أحد الحلفاء المقربين من صالح. مشاعر الاستياء هذه تمتزج بسهولة مع الخطاب السياسي والديني للقاعدة والتطرف المتنامي في المشهد الديني خاصة في المناطق الفقيرة مثل أبين وأهملت من قبل الحكومة اليمنية. ويقول عبد الغني الإرياني: "بالطبع عندما يعيش الناس ظروف كهذه فتجدهم يميلون إلى التمسك بنوع من الشعارات الدينية، ويبدءون بالحديث عن الخلافة و إلى آخره من هذا القبيل". إن المظاهرات الحاشدة التي يقيمها المعارضون لنظام صالح في صنعاء، بالإضافة إلى رجال الدين البارزين في خطبهم اللاذعة، جميعهم ينددون بالولاياتالمتحدة وإسرائيل. قد تنظر الولاياتالمتحدة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية على أنها منظمة (عضوية) تضم عددا محدودا من الأعضاء الذين بالإمكان التخلص منهم من خلال حرب الإنهاك باستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ توماهوك، لكن هناك دعما بمختلف الألوان وتفاعل شريحة كبيرة من المجتمع اليمني (مع التنظيم). صحيح أن هناك بعض المقاتلين الأجانب في صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن الغالبية من أولئك الذي يوصفون بالمسلحين، هم من اليمنيين الذي ينتمون إلى قبائل قوية. ويقول جونسين، وهو متخصص في الشأن اليمني في برينستون: "يبدو أن أنصار الشريعة في الأشهر الماضية تمكنوا من استقطاب عدد من الأعضاء الجدد. الجماعة تسعى إلى التوسع أفقيا في اليمن لتصل رسالتها إلى أكبر عدد ممكن من اليمنيين، بمعنى أنها توظف لمصلحتها الأجزاء المقبولة من برنامج القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الوقت الذي تبتعد فيه عن الأجزاء المثيرة للجدل".