سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرب واشنطن في اليمن ترتد عليها سلباً (6) الغارات الأمريكية في اليمن: غارة المعجلة، الشبواني، عبد الرحمن العولقي ..معلومات إستخباراتية مغلوطة تجعل النظام كمقاول يرغب في المزيد من المال
لسنوات عدة قامت القيادة المشتركة للعمليات الخاصة ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) بنشر فرقها داخل اليمن لتدريب القوات المسلحة اليمنية ونفذت عمليات ثنائية ،و ركزت بشكل كبير على الصواريخ البحرية و هجمات تقوم بها طائرات بدون طيار. بعض تلك الهجمات الثنائية نجحت في إصابة أهدافها كتلك التي استهدفت العولقي في هجوم شنته وكالة الاستخبارات الأمريكية . لكن البعض الآخر أدى إلى قتل الكثير من المدنيين. كثير من تلك الهجمات شنت على مواقع في أبين والمحافظة المجاورة لها، شبوة، و هما المحافظتان اللتان شهدتا ازديادا حادا في نشاطات القاعدة في شبه الجزيرة العربية. أولى الغارات التي أصدر الرئيس أوباما أوامر بشنها في اليمن كانت في 17 ديسمبر 2009 باستخدام صواريخ أطلقتها سفن حربية على قرية المعجلة النائية في أبين. و راح ضحية تلك الغارة أكثر من 40 من البدو غالبيتهم من النساء و الأطفال. في مايو 2010 قتلت غارة أمريكية أخرى زعيم قبلي بارز، و وكيل محافظة مأرب، جابر الشبواني، مما أثار استياء شعبي عارم تجاه الولاياتالمتحدة و حكومة صالح. يقول قحطان :"أعتقد أن تلك الغارات الجوية كانت مبنية على معلومات إستخباراتية مغلوطة من قبل النظام، لأن هذه هي طبيعة المقاول" و يستمر قحطان قائلا: ."المقاول يسعى إلى خلق المزيد من العمل لأن ذلك يعني المزيد من المال" و في أكتوبر قامت طائرة بدون طيار بقتل عبد الرحمن ابن أنور العولقي، صاحب ال16 ربيعا، و هو مواطن أمريكي. كما و قتل برفقته ابن عمه الفتى الصغير. و قد أحدثت تلك الغارة صدمة و غضب بين اليمنيين بمختلف مشاربهم السياسية. يقول الصحفي اليمني جمال :"أعتقد بشدة أن العمليات العسكرية التي تنفذها الولاياتالمتحدة تصب في خدمة القاعدة، لان تلك العمليات أكسبت القاعدة تعاطفا محليا غير مسبوق. الغارات ساعدت على تجنيد الآلاف ،هناك هدف مشترك يجمع رجال القبائل اليمنيين مع القاعدة، و هو الانتقام من الأمريكان، لأن أولئك الذين قتلوا هم أبناء رجال القبائل، و رجال القبائل لا يتركون ثاراتهم". كما أن مسئول رفيع في نظام صالح اعترف بالضرر الذي ألحقته الغارات قائلا: "الناس بكل تأكيد يشعرون بالاستياء من التدخل الأمريكي - بحسب اعتراف القربي - وزير الخارجية اليمني و هو احد الحلفاء المقربين من صالح". مشاعر الاستياء هذه تمتزج بسهولة مع الخطاب السياسي و الديني للقاعدة و التطرف المتنامي في المشهد الديني خاصة في المناطق الفقيرة مثل أبين و أهملت من قبل الحكومة اليمنية. و يقول عبد الغني الإرياني :"بالطبع عندما يعيش الناس ظروف كهذه فتجدهم يميلوا إلى التمسك بنوع من الشعارات الدينية، و يبدؤون بالحديث عن الخلافة وإلى آخره من هذا القبيل". إن المظاهرات الحاشدة التي يقيمها المعارضون لنظام صالح في صنعاء، بالإضافة إلى رجال الدين البارزين في خطبهم اللاذعة، جميعهم ينددون بالولاياتالمتحدة وإسرائيل قد تنظر الولاياتالمتحدة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية على أنها منظمة (عضوية) تضم عدد محدود من الأعضاء الذين بالإمكان التخلص منهم من خلال حرب الإنهاك باستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ توماهوك، لكن هناك دعم بمختلف الألوان و تفاعل شريحة كبيرة من المجتمع اليمني (مع التنظيم). صحيح أن هناك بعض المقاتلين الأجانب في صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن الغالبية من أولئك الذي يوصفون بالمسلحين، هم من اليمنيين الذي ينتمون إلى قبائل قوية و يقول جونسين، و هو متخصص في الشأن اليمني في برينستون : "يبدو أن أنصار الشريعة في الأشهر الماضية تمكنوا من استقطاب عدد من الأعضاء الجدد" الجماعة تسعى إلى التوسع أفقيا في اليمن لتصل رسالتها إلى أكبر عدد ممكن من اليمنيين، بمعنى أنها توظف لمصلحتها الأجزاء المقبولة من برنامج القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الوقت الذي تبتعد فيه عن الأجزاء المثيرة للجدل". الصورة لنجل أنور العولقي أحد ضحايا الغارات الأمريكية