في تصريحات شديدة اللهجة، هدد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، في مقابلة له أمس الأحد الدول الداعمة للثوار السوريين، مطالباً نظام الرئيس بشار الأسد بمعاقبة "الضالعين في اضطرابات سوريا". وقال جزائري وهو عميد في الحرس الثوري الإيراني في مقابلة له مع موقع "حزب الله نيوز" الأصولي مخاطباً الحكومة السورية "حان الوقت لتمريغ أنوف القوى الأجنبية الضالعة في الاضطرابات بسوريا في التراب"، مضيفا "ينبغي معاقبة الرجعية العربية وسائر الدول التي لها يد في التمرد بسوريا" حسب تعبيره. كما انتقد جزائري كلا من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية متهماً البلدين بالسعي لبث الفوضى في سوريا، مؤكداً "أنهما لن يفلتا من العقاب". هذا وارتفعت في الأيام الأخيرة نبرة تهجم المسؤولين الإيرانيين على الدول الداعمة لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه ثورة شعبية في مختلف أنحاء البلاد، ولكن كانت تصريحات هذا القائد في الحرس الثوري أكثر حدة ووضوحا منذ إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوفها إلى جانب حليفها الاستراتيجي في العالم العربي بشار الأسد. وكان وزير الأمن والاستخبارات الإيرانية حيدر مصلحي زعم في تصريحات له يوم السبت الماضي "أن الاحتجاجات في سوريا لا تحظى بالشعبية"، منتقدا موقف المملكة العربية السعودية الداعم للثوار في سوريا. هذا وكان المرشد الأعلى للنظام الإيراني أكد لدى استقابله طيب رجب أردوغان أن طهران لن تتخلى عن النظام السوري وستستمر في دعم دمشق. يذكر أن ثمة خلافات عميقة بين نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأغلبية الدول العربية حول التعاطي مع ثورات الربيع العربي، ففي الوقت الذي وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أحداث البحرين بالثورة الشعبية العارمة اعتبر الثورة السورية المستمرة منذ عام بالنسخة المزيفة للثورات العربية. ثوار سوريون يعلنون "أسر مجموعة مرتزقة إيرانية" نشر نشطاء سوريون على شبكة الانترنت فيديو، يظهر أسر ما قالوا إنها "مجموعة مرتزقة إيرانية" من قبل ثوار في سوريا"، ويبدو في الفيديو أحد عناصر الحرس الثوري الايراني، كما يقول الفيديو، وبحسب ناشري الفيديو فإنه تم القبض عليه مع عشرة من زملائه بعد أن اعترفوا بأنهم جاؤوا لمساعدة النظام في قمع المظاهرات في سوريا. وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت قبل أيام عن الإفراج عن خمسة مهندسين خطفوا قبل أشهر في سوريا، لتتراجع مرة أخرى كما نقلت فرانس برس.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) عن المسؤول في وزارة الخارجية للتلفزيون الرسمي كاظم سجادي قوله، لدى استقباله خمسة زوار إيرانيين أعلن الإفراج عنهم مؤخرا، إن "المهندسين الخمسة لا يزالون في الأسر"، معربا عن "الأمل في أن تثمر المفاوضات في الإفراج عنهم"، مضيفا أنهم "خمسة وليس سبعة، كما أفادته وسائل الإعلام سابقا". ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتراجع فيها إيران حول الإفراج عن مواطنيها في سوريا، وقد أعلنت ذلك في شباط قبل أن تقول إنهم ما زالوا قيد الاعتقال.