قصة موت بطيء تلاحق طفل في التاسعة من عمره، عضه كلب مسعور في إحدى القرى الريفية في منطقة الجعاشن بمديرية ذي السفال التابعة لمحافظة إب اليمنية . عجزت المستشفيات المتخصصة في محافظتي إبوتعز عن تقديم اللقاحات والدواء الذي يمكن أن ينقذ الطفل (سامي على يحي مقبل) من إصابته بفيروس داء الكلب بعد عضه في فمه ووجهة قبل حوالي 25 يوماً . الطفل الذي أسعف بعد إصابته بساعات الى مستشفى محلي بمدينة القاعدة وتلقى فحوصات وجراحة أولية من قبل أطباء وصيادلة غير مختصين، بحسب رواية والد الطفل, عاد الى القرية دون أن تظهر أعراض المرض عليه إلا بعد 20 يوم من إصابته. بدء الطفل بالسعال الذي وصل حد الهيجان، أسعف بعدها الى مدينة تعز، إلا أن الدكاترة المتخصصين هناك أفادوا بأنهم غير قادرين على إنقاذ الطفل، خصوصا بعد أن وصلت حالة سعاله حد الهيجان . عاد والد الطفل الى مكتب الصحة بمحافظة إب حيث توجد وحدة طبية متخصصة بهذا المرض، وهنا كرر الأطباء نفس الإجابة التي حصل عليها الأب من أطباء تعز ونصحوا والد الطفل إعادة نجله الى القرية لأن حالته وصلت حد الموت المحقق وتوقعوا موته بعد يومان في الكثير، خصوصا انه لم يعد قادرا على تناول أي طعام أو شراب . منسق مرض داء الكلب بمحافظة إب وأحد المستقبلين للحالة المرضية المذكورة سابقا الدكتور احمد محمد مثني قال - في تصريح ل مأرب برس - أن مكتب الصحة في إب لا يملك سوى عيادتين متخصصة بداء الكلب الأولى تتواجد في مكتب الصحة بالمحافظة وأخرى في مدينة يريم، وفوجئنا بحجم الحالات التي تستقبلها العيادة بشكل يومي من 20 إلى 30 حالة وهي بازدياد يوم بعد يوم خصوصا خلال العام الأخير. وأضاف مثني بأن العيادة المتخصصة غير قادرة على تغطية 20 مديرية بالمحافظة خصوصا انه لا توجد اي حملات توعية بمخاطر الكلاب المريضة والمسعورة ولم تقم الجهات المعنية وهي إدارة صحة البيئة بحملة إبادة لتلك الكلاب منذ سنتين رغم الأوامر والتوجيهات التي كلفت بها . بدورها المختصة خديجة البعداني قالت في حديث ل "مأرب برس" السبب في تدهور هذه الحالة وغيرها إلى عدم الوعي لدى المواطن أولاً الذي يصاب بداء الكب او أحد أقاربه وكذالك الى عدم وعي بعض الدكاترة والصيادلة الذين يقدمون على علاج مثل هذه الحالات دون اختصاص . وقالت بأن حالة الطفل سامي كان السبب في تدهور حالته أولاً أسرة الطفل وكذالك الدكاترة والصيادلة في مدينة القاعدة الذي وصل الطفل إليهم وقاموا بعلاجه وعمل جراحة له دون اختصاص . وأضافت البعداني بأن خطورة الإصابة بهذا الفيروس المرضي قد لا تظهر في الوهلة الأولى من وقوع العض ومدتها تتراوح من 20 يوم إلى ثلاث سنوات وهو الشيء الذي لا يدركه غالبية المواطنين على حد تقديرها . وأكدت البعداني بأن عدد حالات العض التي وصلت الى مكتب الصحة بمحافظة إب تزايدت بشكل كبير ومخيف ووصلت هذا العام 2013م الى 1700 حالة أي خلال الثلاثة الأشهر والأيام الماضية فقط . والد الطفل سامي المصاب بدء اليأس يسكن في نفسه المكلومة أخذ طفلة من العيادة بإب إلى غرفة بورشة تتبع صندوق النظافة, حيث استقبله هناك مدير الورشة, ينتظر الساعات القليلة ليري ما الذي يخفيه القدر لنجله الصغير المصاب وهو المكان الذي روى لنا القصة فيه . وتأتي هذه الحالة بعد أن شهدت محافظة إب حالة وفاة بنفس المرض راح ضحيتها الطفل خليل – ست نوات – في ال 28 سبتمبر من العام الماضي 2012م متأثرا بعضة كلب مسعور.