تحطمت طائرة عسكرية من طراز سوخوي روسية الصنع جنوبي العاصمة صنعاء امس فوق حي سكني في شارع الخمسين وأسفر الحادث عن مقتل كابتن الطائرة النقيب هاني الأغبري وجرح أربعة آخرين بينهم امرأة بجروح طفيفة، ولم يخلف الحادث أي أضرار مادية أو ضحايا من المدنيين. وأفاد مراسل مارب برس ان الطائرة تحطمت في مكان خال من السكان، حيث سقطت بالقرب من أرضية شبة خالية لكن شظايا الطائرة جراء الانفجار طالت عدداً من المنازل القريبة من مكان سقوط الطائرة، وانفجرت الطائرة في الجو قبل سقوط أجزائها على المنطقة السكنية. (شاهد الفيديو) وأوضح أن الحريق شب في بنايتين مجاورتين لمكان سقوط الطائرة, لافتا الى ان الدفاع المدني نجح في إخماد الحرائق في مكان سقوط الطائرة. أسباب السقوط وهرعت سيارات الإسعاف والمطافئ إلى مكان سقوط الطائرة، بمنطقة دار سلم وتحديدا بشارع 24 المتفرع إلى شارع الخمسين بالجهة الجنوبية من صنعاء. وسادت حالة من الهلع في صفوف المواطنين الذين تجمعوا في المكان، الأمر الذي اضطر قوات الأمن إلى إطلاق النار لتفريقهم. الناطق الإعلامي للقوات الجوية المقدم عبد الرحمن الهلالي أكد في تصريح خاص ل"مأرب برس" ان حادث الطائرة لم يكن ناتجا عن خلل فني مرجحا أن يكون السبب هو استهداف الطائرة بقذيفة من الأرض أو ناتجاً عن زرع عبوة ناسفة داخل الطائرة. ودلل الهلالي في سياق حديثه ل"مارب برس" عن أسباب سقوط الطائرة أن كابتن الطائرة كان على تواصل دائم مع برج المراقبة حتى لحظة السقوط دون ان يبلغ او يتحدث عن أي خلل، لافتا الى ان كيفية السقوط تثبت ان الأمر لم يكن خللاً فنيًا خصوصًا وان الطائرة انفجرت فجأة ولم يصل الى الأرض إلا حطامها. وأوضح أن الخلل الفني يفقد توازن الطائرة مما يجعلها تميل يمنة ويسرة كما حدث مع الطائرة التي سقطت على حي الجامعة، مشيرا الى ان هناك جماعات وجهات مستفيدة من تدمير أسطول السلاح الجوي والدفاع الجوي الذي ساهم بشكل فعال في إنجاح ثورة الشباب وهي من تقف وراء تفجير واستهداف الطائرات. وكشف الناطق الإعلامي للقوات الجوية ان مؤسسة القوات الجوية بحجمها لا تملك كاميرات مراقبة في ساحة توقف الطائرات لمراقبة المتسللين اليها، داعيا قيادة القوات الجوية الى منع دخول أي احد غير العاملين الى ساحة توقف الطائرات. وأشار الى ان هناك أماكن في الطائرة لا تفحص قبل انطلاقها كونها لا تحتاج ذلك، مرجحا ان ثبت ان تكون عبوة ناسفة هي من أسقطت الطائرة فانها ستكون زرعت في تلك المناطق التي لا تفحص، وهذا ما يشير الى أن من زرعها ذو خبرة بتلك الأماكن وعلى معرفة كبيرة واحتمال ان يكون من داخل القاعدة الجوية. وقال الهلالي ان هناك سيناريو ممنهج لاستهداف القوات الجوية، مشيرا الى ما شهدته القوات الجوية من أحداث في الفترة القصيرة الأخيرة ومنها مقتل ثلاثة ضباط في قاعدة العند الجوية الاسبوع المنصرم ، بالإضافة الى ما شهدته ساحة القوات الجوية من اشتباكات من قبل افراد الشرطة. وتابع " لا شك ان هناك تقصير كبير من قبل قيادة القوات الجوية إلا ان الجميع يدرك حجم التركة التي حملتها القيادة الجديدة بعد الفساد الذي مورس في فترة حكم الرئيس السابق، داعيا قيادة القوات الجوية الى العمل بجد على تحقيق امن القوات الجوية وطياريها وطائراتها لتقوم بدورها في حماية المواطنين وأداء واجبها على أكمل وجه. وذكر انه سبق وان فخخت طائرات في قاعدة الديلمي، إلا ان استخبارات القوات الجوية لم تستطع التوصل الى نتائج ومعرفة من يقف وراءها، ما يدل على ضعف الاستخبارات العسكرية للقوات الجوية او وجود تواطؤ مع أولئك المخربين. من جانبه دعا المحلل العسكري العقيد المتقاعد محسن خصروف الرئيس عبد ربه منصور هادي الى إعادة النظر في ترتيب اوضاع القوات الجوية، خصوصا بعد سقوط أكثر من ثلاث طائرات في اقل من عام. وتساءل خصروف لماذا يتم التكتيم حول مسألة نتائج التحقيقات في الطائرات السابقة، مؤكدا ان الأمر يحتاج الى المزيد من الشفافية . وأكد من خلال خبرته العسكرية انه لا يمكن لأي طيار ان يستلم طائرة قبل فحصها او مصابة بخلل فني، ليؤكد ان الامر ليس خللا فنيا. الدفاع تشكل لجنة تحقيق وتمنع مرور الطائرات فوق صنعاء بدورها شكلت وزارة الدفاع لجنة للتحقيق في حادث سقوط الطائرة وقالت أنها ستعلن عن تفاصيل وأسباب حوادث سقوط الطائرة بصنعاء لاحقا، كما تلقت القوات الجوية توجيهات صارمة من وزارة الدفاع لمنع الطيران فوق صنعاء نهائيا. من جانبه قال رئيس أركان حرب القوات الجوية والدفاع الجوي العميد الركن عبد الملك الزهيري ان حوادث الطيران موجودة في كل مكان وان الطائرة كانت في مهمة تدريبية وأنه رغم الحمولة الزائدة فإن الطيار تمكن من العودة الى أجواء صنعاء, إلا انها انفجرت في الجو . وأوضح الزهيري في تصريح صحفي امس بأنهم ما زالوا يبحثون عن الصندوق الأسود الخاص بالطائرة, حيث أكد صعوبة وجوده حتى اللحظة وذلك لأن القطع تناثرت في الجو. وأكد أركان حرب الجوية بأن حادث سقوط الطائرة لا يمكن ان يكون خللا فنيا لأنها عادت من مهمة واخترقت سرعة حجز الصوت ", قائلا بأن ذلك الحادث هو " استهداف للقوات الجوية خاصة بعد مقتل 3 طيارين في محافظة لحج. وقال الزهيري " لا أعلم لماذا تسقط الطائرات في أجواء صنعاء فقط ولا زلنا نبحث عن أسباب السقوط، متسائلا أين الحكمة اليمانية؟ نحن نتجنب الكوارث وضربتين في الرأس.. وأضاف: " نحن والشركة التي استوردنا منها الطائرات ما زلنا في صراع, حيث وأن الضمانة لم تنته بعد، داعيًا جميع اليمنيين بأن يكونوا فريقا واحدا وفي خط واحد" . ويعد هذا الحادث الثالث من نوعه خلال العام الجاري، وكان آخرها في التاسع عشر من فبراير الماضي، حيث قتل 12 شخصا بينهم11 مدنيا في تحطم طائرة عسكرية من طراز سوخوي 22 في حي سكني بالقرب من ساحة التغيير شرق صنعاء. كما سقطت طائرة نقل عسكرية روسية الصنع طراز "انتونوف 29" في نوفمبر الماضي في منطقة الحصبة وسط العاصمة صنعاء، بعد أقل من 40 دقيقة من إقلاعها من المطار العسكري المجاور لمطار صنعاء الدولي، وأدى الحادث إلى مقتل 10 من العسكريين اليمنيين في قوات سلاح الجو. نتائج تحقيقات الطائرة سخواي والأنتينوف N26 وكانت قيادة القوات الجوية بصنعاء قد أعلنت في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي بصنعاء نتائج التحقيقات الأولية عن كارثة سقوط الطائرة ال " سوخواي 22" بحي الجامعة وكارثة الطائرة ال " أنتينوف N26 " التي سقطت في سوق الحصبة بأمانة العاصمة. وكشفت القوات الجوية في مارس الماضي أن نتائج التحقيقات الأولية وبعد الاستماع إلى شهادة شهود العيان وتحليل الصندوق الأسود للطائرة السوخواي، اتضح أن سبب سقوط الطائرة كان ناتجاً عن خلل فني مصنعي نتيجة نزول أحد قلابات الطائرة قبل الآخر وتحرك جنيحات الطائرة بصورة مفاجئة وغير منتظمة ما تسبب بحدوث ميلان سريع للطائرة باتجاه اليمين وانحرافها عن مسارها المحدد ومن ثم سقوطها بعد أن حاول قائد الطائرة إلى آخر لحظة الحفاظ على سلامة وتوازن الطائرة وتفادي سقوط ضحايا من المواطنين. وبتكرار سقوط الطائرات العسكرية ما يزال الشارع ينتظر التحقيقات النهائية والحقيقية التي ستعلن عنها الجهات العسكرية المختصة والتي تقوم بها لجمع المعلومات من الصندوق الأسود في ظل التكتم الكبير من وزارة الدفاع وقيادة القوات الجوية عن حوادث سقوط الطائرات. وتتكرر حوادث تحطم الطائرات العسكرية في اليمن، خصوصا أن القسم الأكبر من الأسطول العسكري اليمني الروسي الصنع قديم ومتهالك. السيرة الذاتية لقائد الطائرة من مواليد1979م قرية جرنع مديرية ماوية محافظة تعز خريج كلية الطيران والدفاع الجوى عام 2002م متزوج وله ثلاثة أولا د ذكور أحد منتسبي اللواء السادس طيران طيار احترافي ينال احترام الجميع من زملائه ومرؤوسيه طار على طائرة السخواي 22منذ عام2002م