تظاهر العشرات من المواطنين،صباح أمس الثلاثاء بصنعاء بناء على دعوة حملة إنقاذ، والتي حددت موعدًا لها 14 يناير، للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق، وتشكيل حكومةتكنوقراط. وأوضح مراسل “مأرب برس” أن أعداد المتظاهرين في أمانة العاصمة كانت قليلة، وجابوا عددًا من شوارع العاصمة، منطلقين من باب اليمن، مرورا بشارع الزبيري، وصولا إلى أمام مقر الحكومة. ورفع المتظاهرون شعارات مناهظة للحكومة وصور الرئيس هادي – في إشارة منهم أنه ليس المقصود في الحملة – وردد المتظاهرون شعارات إسقاط حكومة الوفاق.. مطالبين برحيلهم ورحيل بنعمر.. رافضين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كونه يناقض مطالبهم بعدم تقسيم اليمن والبقاء في ظل اليمن الموحد، إلا أن بعضهم كان يطالب بعودة الجمهورية العربية اليمنية )استقلال الشمال(. ونقل المراسل عن مصادر مطلعة أن حملة “إنقاذ” فشلت في جمع الشارع لإسقاط الحكومة وكلفت 50 مليون ريال لنجاحها. وقالت المصادر إعلامية: إن رئيس الدائرة المالية في المؤتمر الشعبي العام نقل المبلغ كاملاً على متن سيارته الخاصة وسلمه للجنة المنظمة للفعالية.. غير أن المصدر لم يكشف من هي الجهة التي وجهت رئيس الدائرة المالية للمؤتمر بتسليم المبلغ. وفشلت الحملة فشلاً ذريعًا؛ حيث لم يتجاوب معها سوى العشرات من المؤتمريين الشباب ومعظمهم من المنظمين. وكانت قوة أمنية من مكافحة الشغب حالت دون وصول المتظاهرين القلة من الوصول إلى مقر الحكومة وبعد ذلك رحل المتظاهرون، ولم يبق سوى أشخاص بعدد الأصابع، هددت قوة مكافحة الشغب المتظاهرين - الذين أعلنوا صمودهم واستعدوا لعمل الخيام - بالاعتداء واستخدام القوة لتفريقهم. ووصل العميد الدكتور عمر عبدالكريم عبده أسعد - مدير عام الإدارة العامة للبحث الجنائي إلى مكان التظاهرة، ليس بصدد المشاركة، إلا أن التظاهرة استوقفته ليلقي عليهم بعض النصائح في كيفية التنظيم والنظام وعدم إثارة الفوضى. أحد قيادات حملة نازلين يوم 14 يناير لخلع الفاسدين وإسقاط حكومة الوفاق أكد تأجيل التظاهرات التي دعت إليها، بعد مطالبة السلطات لهم بتأجيل الفعالية بسبب المخاوف من مخططات الفوضى. وذكر عبدالجليل اليتيم - أحد قيادات الحملة - أنه تم تأجيل الدعوة للتظاهرات بعد اتصالات من رئاسة الجمهورية، وتم إيضاح أمور خاصة بالمخاوف من مخطط لاستغلال التظاهرات لنشر الفوضى.. مضيفاً إن الحملة أقرت تأجيل الدعوة للتظاهرات، خشية من حرفها عن مسارها. وذكر مراسل مأرب برس إن أغلب من خرجوا للتظاهر معروفون بعلاقتهم بحزب المؤتمر الشعبي العام رغم تبرؤ الحزب من علاقته بالمظاهرات التي دعت لها مسؤولة في وزارة الشباب والرياضة تُدعى «نورا الجروي .» انقاذ إب وفي مدينة إب خرجت مظاهرة تابعة للحملة تضم نحو عشرين مشاركاً خرجت في المدينة ورفعت شعارات تطالب بعودة الرئيس السابق علي عبدالله صالح التي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011 . واوضح شهود عيان ان المشاركين في المظاهرة من أعضاء حزب المؤتمر، بينهم نجل البرلماني المؤتمري علي قعشة، مشيراً إلى أن عدداً من المسلحين شاركوا في المسيرة. وأدت الأعداد الصغيرة للمتظاهرين إلى سيل من رسائل السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أيام من تضخيم إعلامي للمظاهرات المزعومة والتحذيرات الحكومية. سخرية النشطاء وقال الإعلامي عبدالله الحرازي في صفحته على فيسبوك مخاطباً منظمي المظاهرة انهم لو افتعلوا حادثاً بدراجة نارية لكان المتجمهرين حول الحادث أكثر من المتظاهرين. وقال ساخراً في تعليق «المستشفى الميداني لحملة 14 يناير يطلق نداء عن حاجته لمصابين ». وتعليق آخر بالقول «استشهاد المستشفى الميداني لحملة 14 يناير ونقل جثمانه إلى عيادة عبدو الصغير الحديثة لطبز الإبر والمجارحة وختانة المواليد .» من جهة اخرى نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس مجلس الوزراء، نفياً قاطعاً، المزاعم التي أوردتها بعض المواقع الإخبارية الالكترونية، والتي ادعت فيه لقاء رئيس الوزراء بما يسمى «ممثلين عن حملة إنقاذ .» وأوضح المصدر - في تصريح ل «سبأ »، أن قصة اللقاء المفبرك، التي أوردتها تلك المواقع وما تضمنته من ألفاظ نابية منسوبة لرئيس الوزراء، ما هي إلا أنموذج لمدى تمادي البعض في الكذب، في الوقت الذي تعكس فيه - أيضاً - ثقافة من يقفون وراءها، ومحاولة منهم لإخفاء خيبة الأمل التي مني بها من يقفون وراء الحملة المسماة بإنقاذ، وفشلهم الذريع في تحقيق مراميهم الخبيثة، نظرًا لوعي الرأي العام بأهدافهم وغاياتهم المشبوهة الساعية إلى تعطيل وعرقلة مسيرة التغيير والحوار الوطني الذي أوشك على إنهاء أعماله بنجاح. ولفت المصدر إلى أنه وإزاء فشلهم ذاك لم يجدوا ما يعزون به أنفسهم إلا اللجوء إلى الكذب. واختتم المصدر تصريحه، بالدعاء لمن يقفون وراء هذه الحملة الإعلامية غير الأخلاقية بالهداية، والشفاء من أحقادهم التي أودت بهم إلى هذا المستوى من الانحطاط القيمي، الذي أوصلهم إلى حد اعتماد الكذب والتدليس وتزييف وعي الناس، سياسة أساسية وراسخة في كل أقوالهم وأفعالهم.