أعلن وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد الحرب على نفسه، بعد هجوم وزارته اللاذع على قناة الجزيرة، وترحيل طاقمها الصحفي الذي يغطي مجريات الحرب على القاعدة في محافظة شبوة، وتحذير الطاقم ممثلا بالزميل حمدي البكاري من العودة مجددا الى شبوة. وتعرض وزير الدفاع، بعد ذلك، لانتقادات حادة، وهجمة شرسة، وحرب ضروس من قبل الناشطين والكتاب والصحفيين، معلننين تضامنهم مع البكاري، ومطالبين بقتح ملفات فساد الوزراة وايضاح حجم ميزانيتها، مستغربين استخدام لغة نظام صالح الذي كان هو جزء منه. واتهم العديد من الكتاب والصحفيين، وناشطي صفحات التواصل الاجتماعي، اتهمو وزير الدفاع، بمحاولة تغييب الحقائق عن المواطن اليمني، وموافاته بالانباء التي يريدها الوزير، مشيرين الى ان ناصر يريد تنفيذ مخطط لانهاك الجيش وتصفية عدد من القادة العسكريين اللذين لقنوا تنظيم القاعدة دروسا لن ينسوها والحقوا بهم خسائر فادحة. وشنت وزارة الدفاع هجوماً شديد اللهجة على مراسل تلفزيون الجزيرة في اليمن الزميل حمدي البكاري، واصفة القناة بشكل ضمني بأنها «مطعون في مهنيتها ومعروفة بتحريف الحقائق»، وقالت إن مراسلها «يهذي بمعلومات مغلوطة وخيالية من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة». وقالت وزارة الدفاع ان «البكاري الذي بدأ وكأنه قد اصيب بما أصيبت به العناصر الإرهابية من الإرباك والقلق جراء الضربات الساحقة التي تعرضت لها»، حسب تعبيرها، مؤكدة ان«ما حصل اليوم من جانب ذلك المراسل في شبوة، قد اظهر وبجلاء تام استخفاف هذه القناة ومراسلها بالعقل وشرف الكلمة» حسب قولها. وكان البكاري قد قال للجزيرة ان مستشار وزير الدفاع العميد الغزالي وعدد من الجنود لقوا مصرعهم في هجوم لتنظيم القاعدة، الامر الذي نفته وزارة الدفاع، الا ان الجزيرة أكدت بالأدلة مقتل الغزالي، كما أكد ذلك عدد من المواقع الاخبارية اليمنية. وطنية قذرة وإرادة يسوعية الكاتب اليمني المعروف الدكتور مروان الغفوري، قال في منشور له على صفحته بالفيسبوك: "قتل العميد الغزالي في هجوم للقاعدة، حتى الصحف الأوروبية تقول إنه قتل، وأسرته أعلنت الأمر ودعت للعزاء، ووزارة الدفاع تكذب الخبر، وتكذب. ثم عادت عبر صحيفتها لتستخدم اللغة الفجة، لغة الشجاع وعباس والحاضري والرعوي واليوسفي وطه والشاطر، بنفس موسيقى الأداء، بالمجاز الركيك الذاته، بالبنية الإشارية نفسها، بتفاهتها اللامحدودة، وبنفس الوطنية القذرة التي في الكلمات من قديم الزمن". وأضاف الغفوري "رفض قادة الجيش مراجعة موازنته، رفضوا الإفصاح عن "الجيش الحقيقي" الذي يلتهم الموازنة العامة، وزارة المالية على وشك الإفلاس، وكان تعليق وزارة الدفاع: "تجاهلوا هذا الأمر حفاظاً على التسوية، فالوضع لا يحتمل كشف حقيقة موازنة الجيش"! وتساءل الغفوري: "لماذا تغضب وزارة الدفاع من صحفي يقول إن قائدا عسكريا قتل، وأن قذيفة سقطت على لواء عسكري؟ هل ارتعدت سيقان القادة لأن من شأن هذه الأخبار أن تقلل من "الماهية" التي سيحصلون عليها. وأكد ان هذا أمر يختلف كلياً عن إرادة الجنود في المعركة. إرادة يسوعية صافية، انحدروا من أسر فقيرة، وعاشوا معزولين وفقراء، وهم الآن يحاولون أن يصنعوا سكينة لغيرهم، ليكملوا حياتهم فقراء بلا سكينة. وسيحملون الخراف المشوية لبنات كبار الضباط دائماً، ويعودن جياعاً إلى الثكنات –حسب قوله - . بقايا البكاري وعودة اللاجئين بدوره قال الناشط والصحفي هشام المسوري في منشور مقتضب في صفحته على فيسبوك: "من إنجازات إستمرار معركة وزير الدفاع ضد الصبيحي والجيش .. تطهير شبوة من بقايا حمدي البكاري وبدء عودة اللاجئين من سكان تنظيم القاعدة إلى مدينة عزان وعودة الوضع إلى طبيعته" ! مزحة الإغتيال لن تخطف النصر رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد، بدوره اتهم وزير الدفاع ضمنيا بأنه طلب من قادة عسكريين ابان الثورة الشبابية في 2011م، طلب منهم تسليم معسكراتهم للمسلحين، وقال: " من يقول لوزير الدفاع أن الجيش هو من انتصر وليس من نزل في 2011 يطلب من الصوملي والصبيحي تسليم معسكراتهم للمسلحين. وأضاف محمد في صحفته على فيسبوك: "قولوا للوزير "الكارثة" مع كل صورة للجزيرة في المعركة تعيد الدولة اليمنية هيبتها والثقة بجيشها البطل إلى ملايين اليمنيين وغير اليمنيين، قولوا لمحمد ناصر أحمد إذا غابت الكاميرا فلا يعني أنك قادر على تحقيق نواياك ضد جيش وقادة وطنيين لم يرق لك انتصاراتهم المتوالية ولم تستطع خطف انتصاراتهم بمزحة محاولة اغتيالك. العسكرتاريا.. الأمن مقابل الحرية اما الناشط علي الشريف فقد أعلن تضامنه مع البكاري وقناة الجزيرة، وأكد رفضه القاطع لأن تكون الحرب على القاعدة مبرر للإلتفاف علىحرية الاعلام وحقوق الانسان، مشددا على ضرورة ان تفهم قيادة وزارة الدفاع ان حمدي البكاري وكاميرته امر استرتيجي وهام في فكر الدوله المدنيه الحديثه التي تنشدها ثورة فبراير بنفس الدرجه من الاهميه التي تحظى بها فكرة وجود مؤسسه عسكريه قويه تلك متلازمه واحده. وقال الشريف: "لايمكن القبول بنظرية الامن مقابل الحريات؛ ونرفض ان تكون الحرب على الارهاب مبرر للالتفاف على الشفافيه والمعلومات والحريات الاعلاميه وحقوق الانسان والقانون ؛ ورؤية الثوره وجديدها هي في استيعاب هذا كله وفق استراتيجية لا تجعل القرار الوطني رهن بيد العسكرتاريا. عودة الإمامة من بوابة 26 سبتمبر ومن شباب الثورة، قال الصحفي عبد الباسط الشاجع: "ثورة 26 سبتمبر أنهت حكم الإمامة الإستبدادي، فاستطاعت العودة من بوابة صحيفة وموقع 26 سبتمبر..!! وأضاف الشاجع في صحفته على فيسبوك: لا يليق بصحيفة ناطقة باسم الجيش وثورة عظيمة، ان تشن حملة "قذرة" بلغة مليئة بالحقد والغيظ على أحد المنابر الإعلامية المحترمة لتغطيتها أحداث حرب الجيش على القاعدة..!!